توتر الآباء ينتقل للأبناء

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت دراسة بريطانية أن توتر الأب وتعرضه لضغوط الحياة يجعل أطفاله عرضة فيما بعد للإصابة بالاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة النفسية، وهو نوع من الأمراض النفسية. ووفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية، وجد الباحثون أن ضغوط الحياة يمكن أن تغير من الحمض النووي للرجل، مما يؤدي إلى تغييرات في نمو دماغ الطفل في فترة الحمل.

ومن المعروف على نطاق واسع أن هناك بعض العوامل الخارجية التي تؤثر على صحة الأم أثناء الحمل، بما في ذلك سوء التغذية، الإجهاد والعدوى، ومجموعة من العوامل التي يمكن أن تؤثر سلباً على الأجنة. ويمكن أن يساعد ما كشفت عنه الدراسة من أن سلوك الأب وبيئته يؤثران على نمو طفله، في اكتشاف العديد من اضطرابات الصحة النفسية للأجنة وسبل الوقاية منها. ومن جانبها، قالت الدكتورة تريسي بال أستاذة علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة ميريلاند: «لقد عرف الباحثون منذ سنوات أن الإجهاد يمكن أن يزيد من خطر الاضطرابات النفسية، لكن ما يثير الاهتمام هنا هو أننا نجد أن الآثار السلبية تنتقل بين الأجيال».

وكانت دراسة سابقة وجدت أن الفئران الذكور التي تعاني من فترات مزمنة من الإجهاد المعتدل قد سجلت انخفاضاً في الاستجابة الهرمونية لانتقال التوتر للأطفال. وأوضحت أن التوتر المزمن يجعل الجسم يفرز 3 هرمونات رئيسية من قبل الجهاز العصبي وهي الأدرينالين، الكورتيزول والنورادرينالين، وبشكل جماعي، هذه الهرمونات تجعل الجسم في وضع هجومي، وهو أمر مهم يجعل الجسم قادراً على التعامل مع آثار الإجهاد، لكنه يؤدي إلى تغيرات في المادة الوراثية للحيوانات المنوية المعروفة باسم «ميكرورنا»، والتي تلعب دوراً رئيسياً في تحول الجينات إلى بروتينات وظيفية. وأما في الدراسة الجديدة، التي طرحت في الاجتماع السنوي AAAS 2018 في أوستن، تكساس، فكشفت الدكتورة بايل وفريقها تفاصيل جديدة بشأن التغيرات في الحيوانات المنوية.

وأوضحت أنه حتى الإجهاد البيئي المعتدل، مثل الإجهاد في مكان العمل، يمكن أن يكون له تأثير كبير على الصحة العامة، وربما صحة الأطفال في المستقبل ويحدث ذلك من خلال عملية تعرف باسم علم الوراثة epigenetics حيث يتم تغير الحمض النووي من خلال عوامل نمط الحياة مثل النظام الغذائي، وممارسة الرياضة أو الإجهاد.

Email