المشروع يستهدف 300 ألف طالب وطالبة في 267 مدرسة

«حصانة».. حماية فلذات أكبادنا من الأمراض المعدية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد مشروع «حصانة»، الذي أطلقته هيئة الصحة أخيراً، أحد أهم المشروعات الحيوية الوقائية التي تستهدف حماية أفراد المجتمع وتحصينهم من الأمراض المعدية، وفي مقدمتهم طلبة المدارس، حيث دشنت الهيئة مشروعها القائم على أحدث الأنظمة التقنية والذكية، في مدرسة البحث العلمي في دبي، إيذاناً ببدء مرحلة جديدة ومفهوماً متطوراً لأساليب الوقاية والتحصين من الأمراض.

ويأتي المشروع متوافقاً في أهدافه العامة ومنسجماً في آليات تنفيذه مع سياسة الصحة المدرسية، التي اعتمدها، أخيراً، سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، لحماية طلبة المدارس من الأمراض المعدية وغيرها.

ووفقاً للإمكانيات (التقنية والطبية) الهائلة التي يتميز بها المشروع، سيكون بمقدور هيئة الصحة بدبي إدارة عملية المراقبة والحد من انتشار الأمراض المعدية، بكفاءة عالية، إلى جانب متابعة التطعيمات الأساسية وإدارة حملات التطعيم في دبي بنجاح، ولاسيما مع التجهيزات الفائقة التي يمتلكها قطاع الرعاية الصحية الأولية في الهيئة، ونخب الأطباء والمتخصصين، التي يزخر بها القطاع.

وضمن الأنظمة الإلكترونية المتقدمة وفائقة المستوى التي يستند إليها مشروع «حصانة»، سيكون بمقدور الهيئة إدارة جداول التحصين والتخطيط لحملات التطعيم الوطنية وتنظيمها، وتتبع بيانات التحصين، ومراقبة ورصد أية أثار محتملة أو ناجمة عن التطعيم، وذلك وفق أعلى المعايير المعمول بها عالمياً. وفي الوقت نفسه ستتمكن هيئة الصحة بدبي من توسيع نطاق عملية تقصي الأمراض المعدية والوبائية ورصدها وتحليلها والوقوف على معدلات انتشارها، وبالتالي تبني أفضل السبل للتعامل معها والتخلص منها.

نظام متكامل

وتظهر قيمة وأهمية المشروع، في نظامه المتكامل والشامل لجميع إجراءات التحصين والوقاية من الأمراض المعدية، التي سيتم إنجازها من دون أوراق أو دفاتر كما هو مألوف، وهذا ما يمنح المشروع قوته في مرحلته الأولى التي تستهدف طلبة المدارس، حيث ستكون جميع معلومات التطعيم والتحصين متاحة للطبيب للتعامل مع أية حالة مرضية وفق بيانات واضحة، كما ستتاح المعلومات مفصلة لأولياء الأمور من خلال التطبيق الذكي «طفلي» ومن بينها أنواع التطعيمات التي حصل عليها الطالب ومواعيد التحصين المستقبلية وغير ذلك من المعلومات التي تعزز الطمأنة في أوساط أولياء الأمور، وخاصة مع توفر إشعارات وتنبيهات مواعيد التطعيم اللازم.

ووفق تقديرات الهيئة فإن مشروع حصانة، يستهدف قرابة 300 ألف طالب وطالبة، في 267 مدرسة، فيما يقوم على تنفيذه فرق طبية متخصصة على درجة عالية من الكفاءة، وهي مزودة بأحدث التجهيزات والوسائل اللازمة لإنجاز التطعيم على الوجه المرجو.

مسؤولية مشتركة

وأشاد عدد من المواطنين والمقيمين بالبرنامج، مؤكدين أن إطلاق المشروع الذي يعد الأول من نوعه على مستوى الدولة يعكس اهتمام الهيئة الخاص بصحة أبنائنا، وجهودها المبذولة من أجل توفير الرعاية الصحية المتكاملة، التي تحفظ صحتهم ولياقتهم، وتحقق النمو البدني والذهني المتوازن لجميع الطلاب والطالبات، وتمكينهم صحياً وبدنياً من القيام بوجباتهم على الوجه المطلوب، مع المحافظة على ممارسة الأنشطة والرياضات المتنوعة.

تواصل

وقالت بدرية مفتاح: إن هناك إجراءات معينة تلعب دوراً فعالاً في وقاية تلاميذ المدارس وبخاصة الصغار من تناقل الأمراض المعدية بينهم، وذلك من خلال احتواء ومكافحة مصدر العدوى. لذا تنبغي التوعية بتلك الإجراءات بين جميع الأطراف ذات الصلة، بما في ذلك أولياء الأمور وإدارات المدارس والتلاميذ أنفسهم وهي الخطوة التي تهدف إليها هيئة الصحة من خلال إطلاقها برنامج حصانة.

وأضافت: ينبغي على إدارة المدرسة أو الروضة تنبيه أولياء أمور التلاميذ عندما تكون هنالك حالة مرضية معدية بين التلاميذ، وذلك كي يقوموا باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع انتقال المرض إلى أبنائهم.

رعاية

بدوره، قال أنس خليلية: إن الأطفال في المدارس يحتاجون إلى رعاية صحية دائمة لتجنب الأمراض المعدية إيماناً بمقولة (الوقاية خير من العلاج) للحفاظ علي الصحة العامة، وهناك كثير من الأمراض المعدية قد يتعرض لها الأطفال أثناء مخالطتهم بزملائهم في الروضة أو في المدرسة من أهمها الجدري المائي الذي يصيب الأطفال عادة في المراحل التعليمية الأولى وينتقل عن طريق السعال أو الاتصال المباشر مع السوائل، وكذلك الحصبة التي تنتقل عن طريق السعال بسرعة من طفل إلى آخر عن طريق عطس طفل يحمل الفيروس إلى طفل آخر والانفلوانزا التي تنتقل عن طريق الرذاذ لسعال أو عطاس شخص مصاب بالفيروس.

وأشار إسماعيل البلوشي الى أن الأطفال هم أكثر عرضة للمرض عن غيرهم، خاصة الأمراض المعدية التي قد تصيبهم مع قدوم العام الدراسي الجديد، والتي تشكو الأمهات من إصابة أطفالهن بها، كنزلات البرد والانفلوانزا وبعض الأمراض البكتيرية والفيروسية، وبعض الأمراض الجلدية، والتي تنتقل عن طريق اختلاطهم بزملائهم في الفصول، ونتيجة تبادل الأدوات الدراسية بينهم، وأحيانًا لسوء نظام التهوية بالفصل.

وقال إن الأسرة يقع عليها دور كبير في توعية الأطفال انطلاقاً من مبدأ الوقاية خير من العلاج، وبالتالي يقع عليهم مسؤولية متابعة الحالة الصحية للطفل بشكل دوري، والتأكد من تطعيم الأطفال ضد الأمراض التي من الممكن أن تصيبهم، أو التي يصابون منها عن طريق العدوى، والتأكد من تناول الطفل للأطعمة المفيدة، والتي تحتوي على الفيتامينات والعناصر المهمة التي تدعم جهازه المناعي، وابتعاده عن الحلويات المصنعة وإبدالها بالخضراوات والفواكه والعصائر الطبيعية وتعليمهم كيفية الغسيل الجيد للأطعمة التي تؤكل نيئة والتركيز على أهمية أن يشرب طفلك الكثير من الماء، فذلك سيساعده على التخلص من الأمراض، مع التأكيد على عدم تناول الطفل للأطعمة التي تترك مكشوفة ومعرضة للحشرات والغبار، مع الحرص على تحضير وجبته المدرسية بالمنزل، لأن ذلك سيغنيه عن شراء الأطعمة مجهولة التحضير والمصدر، وإرشاد الطفل إلى أهمية غسل اليدين بالصابون قبل وبعد استخدام دورة المياه.

صحة وسعادة

يمثل مشروع حصانة إضافة مهمة لمجمل المشروعات والمبادرات التي تنفذها الهيئة من أجل الحفاظ على صحة أفراد المجتمع وحياتهم، والوصول إلى مجتمع أكثر صحة وسعادة.

ويؤكد المشروع حرص صحة دبي على رفع مستوى جودة خدماتها وتقديم خدمات طبية تنافسية، تركز في الأساس على تعزيز أنماط الحياة السليمة في المجتمع، وإكساب الطلبة بشكل خاص العادات والسلوكيات الغذائية الصحية، بوصفهم رواد المستقبل.

Email