المرحلة الأولى في الربع الأخير من العام الجاري

مستشفى راشد يطبّق الذكاء الاصطناعي للوقاية من جلطات الدماغ

سهيل الركن: ضرورة تعزيز التوعية المجتمعية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف الدكتور سهيل عبدالله الركن، استشاري ورئيس قسم الجلطات الدماغية في الهيئة أن هيئة الصحة بدبي ستباشر تطبيق مشروع الذكاء الاصطناعي join في مستشفى راشد اعتباراً من الربع الأخير من العام الجاري، تمتد بعدها تدريجياً إلى جميع المنشآت الصحية التابعة للهيئة، والمستشفيات والمراكز التابعة للقطاع الصحي الخاص.

وقاية

وقال الدكتور الركن: إن استخدام الذكاء الاصطناعي للوقاية من الجلطات الدماغية يأتي في إطار استعدادات هيئة صحة دبي لإكسبو 2020، لتكون صحة دبي الأولى على مستوى الشرق الأوسط، والثانية عالمياً بعد اليابان في تطبيق النظام.

وأضاف أن الهيئة ستوفر طواقم طبية مؤهلة ومدربة تدريباً جيداً، سيتم توزيعها في مختلف أنحاء الإمارة للتعامل مع الجلطات الدماغية في أقصى سرعة ممكنة لإنقاذ المصابين، لافتاً إلى أن البرنامج سيسهم في إنقاذ حياة المئات، بل الآلاف من المرضى الذين يتعرضون للجلطات الدماغية، خاصة أن الساعات الأولى تعد حاسمة في عملية إنقاذ المريض، وتجنب المضاعفات السلبية للجلطة التي قد تؤدي إلى الوفاة، أو الإعاقة الحركية المزمنة.

وجاءت تصريحات الدكتور الركن على هامش حملة التوعية التي نظمها مستشفى راشد على مستوى هيئة الصحة أول من أمس، وافتتحها الدكتور أحمد بن كلبان، المدير التنفيذي لقطاع المستشفيات، تمّ خلالها توعية أكثر من 500 مريض بأعراض الجلطات الدماغية وأسبابها من خلال عرض المواد الإعلامية، وإجراء فحص ضغط الدم والسكري والدهون، وحساب كتلة الجسم، كما تمّت توعية المشاركين بالتغذية الصحية، خاصة فيما يتعلق بنسبة الأملاح والسكر في الأكل للوقاية من أمراض القلب والدماغ والشرايين، كما اشتملت الحملة على عرض أحدث طرق العلاج الطبيعي للجلطات الدماغية، وكيفية الوقاية منها.

وأوضح أن عدد المصابين بالجلطات الدماغية سنوياً على مستوى الدولة يصل إلى نحو 8000 شخص، منهم بين 700 - 800 حالة يستقبلها مستشفى راشد، بمعدل حالة واحدة كل ساعة، مشيراً إلى أهمية التدخل العاجل في مثل هذه الحالات خلال فترة لا تتجاوز أربع ساعات لتجنب المضاعفات.

مذكرة

وأشار إلى أن هيئة الصحة وقعت مذكرة تفاهم مع شركة مجموعة الإمارات للاتصالات (اتصالات) التي ستقوم بتسخير قدراتها وخبراتها في تطوير منظومة الصحة، بالاعتماد على حلول اتصالات الرقمية الصحية، التي تسهم في الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية في إمارة دبي، تمهيداً للبدء في استخدام المنظومة التي تعد الأكثر تطوراً في العالم، وتستخدمها اليابان، مع استخدام الهواتف الذكية، من خلال البرنامج العالمي المتطور (join)، الذي يمكّن المسعف في الميدان من التواصل المباشر مع فريق من الأطباء، يضم اختصاصيين في أقسام (طب الطوارئ، والأعصاب، والقلب والقسطرة)، حيث يتمّ نقل جميع التفاصيل الخاصة بالمريض، وخاصة مستويات السكر وتخطيط القلب والدماغ، وحالة ضغط الدم، والتعامل السريع مع الحالة الطارئة للمريض في مكان المريض نفسه، لتفادي الجلطة وآثارها، ومن ثمّ توجيه المريض من الفور إلى أقرب مستشفى متخصص في التعامل مع الجلطات الدماغية.

وأوضح الركن أن أسباب السكتة الدماغية هي عدم ممارسة الرياضة، والتدخين، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكر، والسمنة المفرطة، ويمكن أن تشمل أعراض المرض تنميلاً مفاجئاً، أو شعوراً بضعف في الوجه، أو الذراعين، أو الرجلين في أحد جانبي الجسم، إضافة إلى صعوبة النطق، واعتلال الرؤية، واختلال التوازن، والصداع الشديد.

وبيّن أنه كلما زاد الوقت المستغرق قبل علاج السكتة الدماغية زادت فرصة حدوث تلف في المخ بسبب المرض، موضحاً أن نحو 80 مليون خلية تموت خلال 90 دقيقة فقط، مؤكداً أن التدخل الطبي السريع بعد ظهور الأعراض مباشرة يزيد من فرصة إنقاذ حياة المريض، وإعادة تأهيله.

توعية

وأوضح الدكتور سهيل الركن أن هناك إشكاليات في نقص التوعية المجتمعية، إذ لا يزال أشخاص يجهلون أعراض الإصابة بالسكتة الدماغية، ويضيّعون الوقت في إعطاء المصاب مشروبات سكرية، أو التعامل معه بشكل بدائي، ما يؤدي إلى تلف ملايين الخلايا بالمخ. وأفاد أن السكتة الدماغية تعدّ من أخطر الأمراض، على الرغم من وجود أدوية حديثة تسهم في علاج مضاعفاتها، أو تقليلها، كما أنها المسبب الأول للإعاقة لدى البالغين، وتعدّ من الأسباب الرئيسة للوفيات عالمياً.

ابتكار

كما لفت إلى أن الابتكار في الإدارة الطبية استطاع تغيير الطريقة التي يتفاعل بها المريض مع فريق التمريض والأطباء، كما استطاعت التقنية تعزيز التواصل بين أطباء الأعصاب، وممرضي حالات السكتة الدماغية، واختصاصيّ التصوير الشعاعي، وأطباء الأشعة، وطاقم الإسعاف، والأطباء في غرف الطوارئ، ويمكن للإسعاف الذكي القادر على التحكم بالإشارات الضوئية في حالات الطوارئ أن يساعد في إيصال مريض السكتة الدماغية خلال وقت سريع نسبياً، ففي الكثير من الحالات يمكن تقييم حالة المريض بشكل مبدئي عن بُعد، من قِبل أطباء الأعصاب الموجودين في أي مكان، كذلك يمكن لكل أعضاء الفريق الطبي الاطلاع على الحالة، حتى عندما يكون المريض في طريقه إلى وحدة السكتة الدماغية في سيارة الإسعاف، وهذا يتيح للمريض فرصة حصول حالته على أكثر من رأي، ما يساعد على تجنب أي أخطاء بشرية.

رقمنة

أكد الدكتور سهيل عبدالله الركن، استشاري ورئيس قسم الجلطات الدماغية في هيئة الصحة بدبي أن الرقمنة في تطوير الكفاءة، وتحسين عملية تشخيص السكتة الدماغية، إضافة إلى تمكين مشاركة السجلات الطبية تساعد في تطوير النتائج السريرية، بينما تساعد الابتكارات خارج وحدات السكتة الدماغية على تقليل نقاهة المريض في المستشفيات، حيث تتيح تطبيقات المحادثة الطبية اليومية القدرة على المتابعة الافتراضية للمريض بعد العملية.

Email