90% من أمراض الشتاء ناتجة عن فيروسات ولا تحتاج إلى المضادات
مطالب بحملات توعية بمخاطر المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب
طالب عدد من قراء «البيان الصحي» بحملات توعية واسعة لكثرة التناول غير المتوازن وغير المسؤول للمضادات الحيوية التي تعطي نتائج سلبية لجهة العناية بالصحة خاصة لدى شرائها من الصيدليات من دون وصفة من طبيب معتمد، اعتقاداً منهم بأنهم أصبحوا أطباء أنفسهم غير مدركين لأخطار استخدام هذه الأدوية من دون استشارة طبيب مختص.
وقالت بدرية أحمد: جارتي بمجرد أن يشكو ابنها من التهاب الحلق تسارع إلى الصيدلية لشراء المضاد الحيوي اعتماداً على الوصفة الطبية القديمة التي حصلت عليها في حالة مماثلة حين أصيب ابنها بالتهاب الزور والحلق، وتنصب نفسها طبيباً يشخص الحالة وتقوم على الفور بشراء المضاد الحيوي حتى لا تتطور حالة ابنها بحسب ما تعتقد.
كررت جارتي الأمر عدة مرات إلا أن الأمر السيئ أن ابنها لم يتماثل للشفاء كما كانت تعتقد وإنما ازدادت حالته سوءاً، وعندما فحصه الطبيب أكد لها أن استخدام المضاد الحيوي بشكل غير مقنن ومدروس كان السبب في سوء حالة الابن.
حملات
بدورها، طالبت نجود محمد بحملة توعية واسعة تتضمن إعلانات مرئية لتوعية ربات البيوت والأمهات غير العاملات تحديداً وتثقيفهن بخطر الاستخدام العشوائي للأدوية بشكل عام وللمضادات الحيوية بشكل خاص، مشيرة إلى أن الأمهات ربات البيوت قد لا يقرأن الأخبار المنشورة في الصحف والتي تحذر من ذلك لذا يجب الوصول إليهن عن طريق التلفاز حيث إن معظمهن يقضين أوقاتهن أمام شاشته.
من ناحيتها، ثمنت بشاير عبد الرحمن التحذيرات التي تنشرها وزارة الصحة ووقاية المجتمع وهيئة الصحة بدبي حول استخدام المضادات الحيوية بشكل عشوائي مطالبة بحملات توعية أكثر تفصيلا ووضع لوحات إرشادية مدعومة بالصور في العيادات والمستشفيات، لافتة إلى أن البعض يخطئ ويظن أنه يجب أن يضاعف الجرعة في حال نسيان تناول الجرعة السابقة، الأمر الذي يفاقم من المشكلة، لذا يجب توعية الناس بكل هذه الأمور وعدم الاكتفاء بنشر تحذير خال من التفاصيل للجمهور في الصحف.
التزام
بدوره، قال عبد الله الزيودي الأمر يحتاج إلى نشر الوعي بين الناس والعاملين في الصيدليات على حد سواء، لتجنب صرفها من الصيدلية إلا بموجب وصفة طبية، والحرص على الالتزام بالبروتوكولات العلاجية عند وصف المضادات الحيوية وفقاً لحالات المرضى، وضرورة تكاتف المجتمع ككل إذ إن الاستخدام السيئ للمضادات الحيوية يتسبب في حصانة ومناعة لأنواع من البكتريا والفيروسات.
وحذرت هيئة الصحة بدبي من الاستخدام المفرط والعشوائي للمضادات للحيوية، دون الحاجة الحقيقة لها، الأمر الذي يزيد من مناعة البكتيريا لهذه المضادات ويجعلها عديمة الفائدة.
آثار جانبية
من جانبه، شدد الدكتور علي السيد مدير إدارة خدمات الصيدلة بهيئة الصحة بدبي على خطورة الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية الذي يسهم بشكل فاعل في إضعاف قدرتها العلاجية وإطالة معاناة المريض، وتكرار زياراته للطبيب، وطول فترة اقامته في المستشفى إضافة إلى حاجته لأدوية غالية الثمن وقد تكون ذات آثار جانبية أكثر حدة.
وأشار الدكتور السيد إلى تحذيرات منظمة الصحة العالمية من تدني الوعي بالاستخدام الصحيح للمضادات الحيوية والتي أصبحت تشكل خطرًا يهدد الصحة العامة لشعوب العالم، وتحدياً كبيراً سيواجه صناع السياسات الصحية في الفترة المقبلة ما لم يتم اتخاذ اجراءات فاعلة في هذا الاتجاه.
وأكد الحاجة الماسة لتكاتف الجهود العالمية لرفع الوعي الصحي بمخاطر وأضرار المضادات الحيوية وتعزيز ثقافة المجتمع بعدم استخدامها دون وصفة طبية وحسب الحاجة الحقيقة لها.
الزكام لا يحتاج مضادات
وقال الدكتور علي السيد إن أكثر من 90% من أمراض الشتاء المتعلقة بالزكام والرشح والالتهابات والقصبات الهوائية ناتجة عن فيروسات ولا تحتاج إلى مضادات حيوية للعلاج مشيرا إلى أهمية هذه المضادات في مكافحة العدوى البكتيرية وقدرتها على انقاذ الحياة في حال الاستخدام الصحيح لها إلا أن استخدامها في مكافحة العدوى الفيروسية يشكل فرصة سانحة لزيادة مقاومة البكتيريا لها وفقدانها لفعاليتها.
ونصح مدير إدارة خدمات الصيدلة بهيئة الصحة بدبي أفراد المجتمع بعدم الإلحاح على الطبيب لوصف مضاد حيوي، وعدم تناول المضادات الحيوية لعلاج العدوى الفيروسية، أو تناول المضادات الحيوية الموصوفة لشخص آخر، وعدم تناول المضادات الحيوية المتبقية من علاج عدوى سابقة، مع أهمية استكمال المقرر العلاجي من المضادات الحيوية الموصوفة من قبل الطبيب وحتى لو زالت أعراض العدوى.
وشدد على أهمية عدم مضاعفة جرعة المضاد الحيوي في حال نسيان تناول الجرعة السابقة وإنما الاستمرار بتناول الجرعات كما هو مقرر مع أهمية حفظ المضاد الحيوي بشكل جيد في درجة حرارة الغرفة في مكان مناسب.
استشارة
أكد الدكتور علي السيد على أهمية استشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كانت هناك إصابة بأي عدوى وتحديد نوع العدوى بكتيرية أو فيروسية.
