ضرورة تعزيز ثقافة التفرقة بين الحالات «الباردة»

«الطوارئ» تطبق تصنيف الحالات الأفضل عالمياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيراً ما يفاجأ أطباء الطوارئ باعتراض المرضى على إعطاء الأولوية قبلهم لمرضى آخرين معتقدين بأن ثمة واسطة أو محسوبية، لكن بروتوكولات ضمن أفضل الممارسات العالمية هي الناظمة لعمل أقسام الطوارئ بمستشفيات هيئة الصحة بدبي في تصنيف الحالات.

وهذه البروتوكولات مثبتة على جدران أقسام الطوارئ ومكتوبة باللغتين العربية والانجليزية بمحاذاة المرضى في صالات انتظار الرجال والنساء.

وأكد الدكتور محمود غنايم رئيس قسم الطوارئ في مستشفى دبي أهمية دور الإعلام في توعية أفراد المجتمع وتثقيفهم، لافتاً إلى أن جميع مستشفيات الهيئة تطبق أفضل البروتوكولات العالمية في أقسام الطوارئ، ويقوم بتقديم هذه الخدمات طواقم طبية وتمريضية كفؤة ومتخصصة في مجال طب الطوارئ.

وقال: إن قسم الطوارئ في مستشفى دبي يتعامل يومياً مع عدد كبير من المرضى الذين يعانون من أمراض مختلفة، لافتاً إلى أن هذا الأمر بحد ذاته يعد أحد التحديات التي تواجه العاملين في قسم الطوارئ تحديداً.

وقال: إن قسم الطوارئ في مستشفى دبي يتميز بوجود مجموعة كبيرة من الأطباء وطواقم التمريض المختصين في الحالات الطارئة والحاصلين على التدريب اللازم وشهادات الاختصاص في هذا الفرع من فروع الطب والذي يتضمن على سبيل المثال لا الحصر: التصنيف، الإنعاش القلبي الرئوي، إنعاش الأطفال وحديثي الولادة، الحوادث والعناية بالحالات الحرجة.

ويتكون قسم طب الطوارئ من مجموعة من المناطق بحسب الوظائف المطلوب أداؤها في كل منطقة، وتشمل هذه المناطق على سبيل المثال لا الحصر: غرف تصنيف المرضى، قاعات الانتظار، غرف الإنعاش، غرف المراقبة القلبية، طوارئ الرجال، طوارئ النساء، قسم الأطفال وغيرها.

تصنيف

ويتم فحص جميع المرضى فور وصولهم إلى المستشفى من قبل طاقم التمريض المختص، ويتم تقييم الحالة الصحية للمريض بشكل سريع بموجب مقياس تصنيف عالمي الذي يتألف من خمس درجات (1 إلى 5)، وإن هذه الدرجات تحدد مدى خطورة وأولوية حالة المريض للحصول على العلاج في الوقت المناسب، وبموجب معايير هذا التصنيف يقسم المرضى إلى الفئات التالية:

المرضى من الفئة الأولى: المرضى الذين يعانون من أمراض خطرة أو حالات حرجة مما يؤدي إلى الوفاة مثل السكتة القلبية والصدمات والحوادث الخطرة والغيبوبة، حيث يتم نقل المريض في مثل هذه الحالات مباشرة إلى الإنعاش.

المرضى من الفئة الثانية: المرضى الذين يعانون من أمراض يحتمل أنها قد تؤدي إلى الوفاة مما يتطلب تدخلاً طبياً سريعاً، لذا يتم نقل المريض في مثل هذه الحالات إلى غرف الإنعاش أو غرف الملاحظة المكثفة.

المرضى من الفئة الثالثة: وأغلبية المرضى يكونون من تلك الفئة التي قد تتضمن حالاتهم المرضية مجموعة كبيرة من الأمراض، ويتم تحويلهم إلى غرف الملاحظة لتلقي العلاج اللازم.

المرضى من الفئة والرابعة والخامسة: وتشمل هذه الفئة المرضى المصابين بأمراض توصف بأنها غير خطيرة أو لا تتطلب تدخلاً طبياً فورياً أو عاجلاً، لكن على الرغم من ذلك لا بد لهم من إجراء الفحوص اللازمة والحصول على الاستشارة الطبية ويتم علاجهم في عيادة الحالات غير الطارئة.

توعية

وطالب عدد من المتعاملين بتعزيز ثقافة التفرقة بين الحالات «الباردة» والطارئة التي تستدعي التدخل السريع، وذلك للتخفيف على أقسام الطوارئ في المستشفيات التي تشهد ازدحاماً كبيراً بسبب النمو السكاني، والتوسع الجغرافي الحاصل في دبي خلال السنوات القليلة الماضية، مطالبين بتوعية المرضى بطبيعة عمل هذه الأقسام التي من المفترض أن تكون مخصصة فقط للحالات الطارئة كالحوادث والإصابات وأمراض القلب والجلطات بأنواعها.

وفي هذا الصدد أكد أحمد سعيد أن الواقع مغاير تماماً لما يفترض أن يكون عليه، حيث تزاحم الحالات غير الطارئة «الباردة» مرضى الحالات الحرجة، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على هؤلاء المرضى الذين يمثل لهم عامل الوقت مسألة حياة أو موت، فكل دقيقة تمر قد تكون سبباً في إنقاذ حياة أشخاص مصابين.

وشدد على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل تخصيص أقسام الطوارئ وتوفير العناية الفورية بها للحالات الخطرة والعاجلة خشية أن يؤدي أي تأخير في العلاج إلى معاناة مفرطة أو تهديد لحياتهم.

من ناحيته، يقول ناصر أكرم: في كثير من الأحيان عندما نضطر للذهاب إلى قسم الطوارئ لخطب ما، نجد الطبيب مشغولاً بمرضى آخرين حالتهم لا تقارن بمريضنا، ونجد أنفسنا لا إرادياً نحتد على الطاقم الطبي لكي يهتموا بمريضنا، رغم أنهم في النهاية يؤدون واجبهم المنوط بهم تجاه أي مريض، لذا يجب أن تخصص أقسام الطوارئ طبيباً يقدر مدى أهمية الحالة وخطورتها من عدمه ويفرزها.

 

تقدير

بدوره، أكد عباس فرض الله أنه لا بد من تقدير الحالات من خلال الفحص المبدئي الذي تجريه الممرضة للحالة قبل عرضها على الطبيب مثل قياس درجة الحرارة وغيرها فإذا كان المريض يعاني من حرارة مرتفعة يدخل ضمن الحالات الطارئة وإلا فيتم تحويله إلى الطبيب المختص وليس طبيب الطوارئ.

وأشار إلى أن الطبيب يستطيع أن يحدد مدى خطورة الحالة من عدمها حتى بمجرد النظر إليها فلا يوجد داع لمزاحمة الأشخاص الذين يعانون من نزلة برد أو من مغص بسيط مع هؤلاء المصابين مثلاً في حوادث أو يصرخون من الألم.

 

توسعة

أما فاطمة الطرابلسي فرأت ضرورة توسعة أقسام الطوارئ وتخصيص عدد أكبر من الأطباء لها خاصة في أوقات المواسم مثل بداية فصل الشتاء وبداية فصل الصيف التي تكثر فيهما الأمراض الموسمية، مشيرة إلى أن نظام التصنيف يحتاج إلى زيادة الوعي من قبل المراجعين أنفسهم، لأن هناك حالات يتم إدخالها فوراً للطبيب وهذا لا يعني أن المريض تخطى المرضى الآخرين كما يعتقد البعض، وإنما حالته تكون حرجة ولا تحتمل الانتظار.

وأضافت أن زيادة عدد الأطباء في قسم الطوارئ أمر ضروري لتفادي أي تأخير في عملية فرز الحالات وضمان حصول المراجع على الخدمة العلاجية، وبالتالي تفادي ازدحام أقسام الطوارئ بالمراجعين، لا سيما في إجازات نهاية الأسبوع والساعات المتأخرة من الليل.

Email