الرعاية الصحية المنزلية تطوّر نوعي لإسعاد كبار المواطنين

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل برنامج الرعاية الصحية لكبار المواطنين في دبي، أول برنامج في الإمارة يتم إطلاقه لتوفير الرعاية الصحية في المنازل، ويعد تطوراً نوعياً في خدمة كبار المواطنين، وتعزيز سعادتهم، إذ يوفر رعاية مدروسة تلبي احتياجات المرضى بجودة ومعايير عالمية، كما يسهم البرنامج في تعزيز راحة كبار المواطنين، ويوفر عليهم الوقت وجهد التنقل والانتظار.

وحقق البرنامج على مدى السنوات التسع الماضية، نسبة إسعاد للمواطنين وصلت إلى 99 %.

وأوضحت هند محمد سلطان الكتبي مديرة برنامج الزيارات المنزلية في هيئة الصحة في دبي، أن الهيئة بدأت في تقديم خدمات الرعاية الصحية والتأهيلية الكاملة إلى كبار المواطنين، غير القادرين على الذهاب للعيادات الخارجية، وتقليل نسبة الدخول إلى المستشفيات لكبار السن عام 2011، وحقق على مدى السنوات الماضية نسبة كبيرة من الرضا.

وأضافت أن فريقاً متكاملاً مؤهلاً مكوناً من طبيب لكبار السن وممرضة واختصاصي العلاج الطبيعي واختصاصية التغذية.

ويقوم الفريق بالزيارات المنزلية لكبار المواطنين، إذ يتم أولاً تقييم حالة المسن الصحية، الوظيفية، النفسية، والذهنية، وتوفير الخدمات العلاجية اللازمة، إضافة إلى توفير الخدمات الوقائية، مثل التثقيف الصحي والتطعيمات اللازمة لكبار السن. بالإضافة إلى تقديم الخدمات التأهيلية الأولية (العلاج الطبيعي) لكبار السن في منازلهم، خاصة حالات الجلطات الدماغية وحالات الكسور.

وكشفت هند الكتبي، أن عدد المسجلين في البرنامج وصل إلى 580 كبيراً حتى منتصف عام 2020، وتتم زيارتهم بصفة دورية، كل على حسب حالته، وخطة العلاج الموضوعة من قبل الطبيب.

تحويل

وأوضحت هند الكتبي: يتم تحويل المرضى من كبار السن غير القادرين على الحضور، إلى العيادات من قبل أطباء الأسرة في المراكز الصحية ومستشفيات الهيئة، على حسب خصائص التحويل، ومنهم مرضى الخرف، والشلل الرعاش، وقرح الفراش، والكسور بعد العلاج الجراحي للتأهيل، وجلطات المخ، للتأهيل والمتابعة بعد الخروج من المستشفى، والهذيان، إضافة إلى المرضى ممن هم على أنبوب للأكل أو التنفس.

وبينت نتائج التدقيق السنوي لعام 2020، من خلال العينة العشوائية، أن نسبة المتابعة المستمرة للمرضى كانت 99 %، ونسبة تطعيم الإنفلونزا في كبار المواطنين المسجلين في برنامج الزيارات المنزلية 97 %، ونسبة تطعيم المكورات الرئوية في كبار المواطنين المسجلين في برنامج الزيارات المنزلية 98 %.

وأشارت إلى أن فئة كبار المواطنين، تشكل حالياً نسبة 6.6 % من عدد سكان إمارة دبي، ونظراً للزيادة المستمرة في العمر المتوقع، وتطور الرعاية الصحية، فإن هذه النسبة مرشحة للزيادة تدريجياً، لتصل إلى 23.6 % في عام 2025. ومن المتوقع زيادة الحاجة لخدمة الزيارات المنزلية لكبار المواطنين.

وقالت مديرة برنامج الزيارات المنزلية: في ظل جائحة «كورونا»، شهدنا زيادة في الطلب على هذه الخدمة، واستطاع الفريق الطبي تلبية جميع الحالات المحولة إلى البرنامج، وتم توفير الخدمة عن طريق الزيارات المنزلية، بالإضافة إلى خدمة الزيارات الذكية لمنازل كبار المواطنين.

وقالت هند الكتبي: إن البرنامج اعتمد آلية عمل منظمة، تهدف إلى تسهيل الوصول إلى الخدمة بلا شروط أو تعقيد، والمطلوب من المريض أو من ينوب عنه فقط، تعبئة الطلب، وتحويله من المنشآت الصحية في الهيئة، أو التحويل من القطاع الخاص، إذ سيتم ترتيب وتنسيق كل ما يلزم، لتوفير الخدمة التي يحتاج إليها المريض، حسب احتياجه ورغبته، ويأخذ منسق الخدمة بيانات المريض والمعلومات المبدئية، ويشرح نظام البرنامج وأنواعه، ومسؤوليات المريض وأهله، ودور مقدم الرعاية، وما يترتب عليه من التزامات من قِبل الطرفين، وإذا تم الاتفاق، تزور مسؤولة البرنامج، المريض في بيته، لعمل تقييم مبدئي لحالة المريض، وتحدّد احتياجاته، وبالتالي، يتم إعداد خطة رعاية طبية محددة وخاصة بالمريض، بالتنسيق مع الطبيب المعالج، مع الأخذ بعين الاعتبار، الحالة الاجتماعية والعائلية، وكذلك رغبة الأهل وموافقتهم على الخطة المقدمة.

وأضافت: إن تقديم هذه الخدمة وتوفيرها للمرضى في المنازل، يعززان الشعور بالأمان والراحة، والحصول على الرعاية في محيط عائلي، ما يساعد على العلاج دون المساس بنظام المنزل، ودون الحاجة إلى وجوده في جو غريب وجديد، بإمكانه التأثير سلبياً في نفسيته هو وأفراد عائلته، كما أن وجود المريض في البيت، يُمكّن الأهل والعائلة من تقديم الدعم النفسي للمريض، دون الحاجة إلى التنقل والذهاب إلى المستشفى، ويعمل على تقليل فرص التعرض لأي مضاعفات تنجم عن انتقال العدوى خلال وجود المريض في المستشفيات، والتقليل من التكلفة الاقتصادية، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة».

وعن المؤهلين للخدمة، أوضحت الكتبي: «كل مواطن مقيم في إمارة دبي، يندرج ضمن فئات كبار المواطنين غير القادرين على الحركة والأرامل، حتى انتهاء فترة العدة، وأصحاب الهمم غير القادرين على الحضور إلى المركز، يحق له الالتحاق بالبرنامج».

إجراءات

وأضافت: «بعد إنهاء الإجراءات الإدارية، يتم تحديد مقدم الخدمة المناسب والمؤهل لذلك (ممرضة، مساعدة ممرضة، ممرض اختصاصي علاج طبيعي، اختصاصية تغذية، اختصاصي علاج تنفسي)، وتشرح رئيسة الفريق، خطة الرعاية للموظف، وكذلك لعائلة المريض، وتشرح كل المتطلبات الواجب توفيرها لأداء الموظف دوره في تقديم الرعاية، ويتم تسجيل ذلك في ملف المريض الطبي، الذي يحتوي على كل المعلومات اللازمة، وكذلك خطة الرعاية والجدول الزمني، لتحقيق أهداف الخطة، ثم يتابع رئيس الفريق، حالة المريض، وأداء الموظف، ومدى استجابة المريض، عن طريق زيارات متابعة للطرفين، لمعرفة مستوى الجودة، ونوعية الخدمة المقدمة، لضمان مستوى عالٍ في الرعاية، وفقاً لرؤية وتطلعات الهيئة».

أجهزة

بدورها، أوضحت الدكتورة أمل محمد الجزيري استشاري ورئيس قسم طب وصحة المسنين، أن خدمة الزيارات الذكية لمنازل المرضى، تستهدف كبار المواطنين والأرامل وأصحاب الهمم، من غير القادرين على زيارة المراكز الصحية، إذ يقوم فريق متخصص من الأطباء والممرضين، بزيارتهم في منازلهم، وتقديم الرعاية الصحية لهم، من خلال استخدام أحدث الأجهزة والتقنيات والتطبيقات الذكية، التي يمكن من خلالها التواصل المباشر مع الطبيب المختص في المستشفى أو المركز الصحي.

سجلات

وبينت أن التقنيات المستخدمة في الزيارات المنزلية، مرتبطة بشكل مباشر بنظام السجلات الطبية الإلكترونية الخاص بهيئة الصحة بدبي، لضمان تحديث سجلات المرضى خلال وقت الزيارة المنزلية، بعد أن كان يتم تحديث هذه السجلات سابقاً بطريقة يدوية، اعتماداً على الأوراق التي يتم تدوينها خلال الزيارة.

وأشارت إلى الأجهزة التي يتم استخدامها خلال الزيارات المنزلية، وتشمل أجهزة لرسم القلب الكهربائي، ومراقبة ضغط الدم، ومراقبة الجلوكوز في الدم، وسماعة لاسلكية، وقياس درجة الحرارة، وغيرها من التقنيات اللازمة لتقديم خدمات علاجية عالية الجودة.

كما أوضحت أن نظام الربط الإلكتروني بين التقنيات المستخدمة في الزيارات المنزلية، ونظام سلامة، يسهمان بشكل فاعل في دقة وسرعة تدفق البيانات، وإمكانية تتبع الحالة الصحية العامة للمرضى، والاستشارة الفورية، أو التقييم الصحي الروتيني للمرضى منازلهم.

وأشارت إلى أن النظام مرتبط بنظام سلامة، فكل البيانات الناتجة عن الفحص باستخدام تقنية التطبيب عن بعد، يتم ربطها وحفظها تلقائياً بالملف الإلكتروني الخاص بالمريض، ويمكن للأطباء والمعالجين فتح الملف من أي منشأة تابعة لهيئة الصحة، إذا استدعى الأمر ذلك، مشيرة إلى أن المبادرة نجحت في توفير العديد من الأهداف، مثل تقليل وقت الانتظار للحصول على خدمة، والاستخدام الأمثل للتقنيات الذكية والموارد.

احتياجات

بدورها، قالت سها عبد العزيز، أحد أعضاء الفريق الطبي: إن الخدمة تعتبر نوعية، خاصة أن هناك بعض الحالات التي يتعذر فيها وصول المريض إلى المستشفى، فيستأنف الفريق الطبي الرعاية الطبية، حسب الخطة المعدة، وفقاً لاحتياجات المريض الشخصية، ومن ثم يتم تنفيذها من جميع أفراد الفريق، كل حسب تخصصه (الطبيب والممرضة والعلاج الطبيعي)، التي يحتاجها ويستحقها.

وقالت سها عبد العزيز: بتوفير هذه الخدمة، يبقى المريض ضمن جو مليء بالطمأنينة والأمان، ومساعدة الأهل والأصدقاء، على المشاركة بتقديم الدعم والمحبة، وبحمد الله، لاقت هذه الخدمة استحساناً وإقبالاً، ما أدى إلى توسيع القسم، وزيادة عدد أفراد الكادر الطبي والتمريضي، للتمكن من سد احتياجات الطلب المتزايد على هذه الخدمة، من ناحية العدد والنوعية، وعملنا جاهدين على تطوير الخدمة وتحسينها، لتناسب المستوى الذي نطمح إليه، ويتطلع إليه مرضانا».

رعاية

وتابعت: «أهم الأهداف، هي تقديم رعاية مدروسة وذات مرجع للمريض، وفقاً للمعايير الموصى بها من قِبل هيئات عالمية معروفة، تحافظ على جودة الرعاية، تتماشى مع احتياجات المريض الشخصية، وقدراته الصحية والبيئية، والحرص على جودة ونوعية الخدمة، ضمن إطار متكامل وشامل، يتضمن كل الاحتياجات الإنسانية والجسدية والنفسية والاجتماعية، وحتى الروحية.

وبينت أن فريق الهيئة يزور المريض ومعه حقيبة تحتوي على كل الأجهزة الذكية، تشمل جهازاً لوحياً «آيباد» مع «راوتر 4 جي»، وجهاز قياس الحرارة، وجهاز قياس الضغط، وجهاز قياس نسبة الأكسجين بالدم، وجهاز تخطيط القلب، وجهاز قياس السكر، وجهاز فحص السمع وسماعة طبية، وبمجرد بدء الممرضة بالفحوص، تدخل كل القراءات في نظام سلامة الإلكتروني المستخدم من قِبل الهيئة.

إشراف

يتميز برنامج الرعاية المنزلية الذكية، بوجود فريق إشراف مؤهل، يمكن الرجوع إليه في أي وقت على مدار الساعة، وظيفته استقبال الملاحظات، وكذلك تقديم دعم للموظف، ولعائلة المريض، عند حدوث أي طارئ، يمكن لعائلة المريض التواصل معه به عند حدوث أي تغيير بحالة المريض، أو حدوث أي طارئ للموظف خلال وجوده في المنزل.

 

Email