الأبحاث الطبية.. ترتقي بمنظومة حماية المجتمع

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد الأبحاث الطبية جزءاً أساسياً من منظومة وقاية المجتمع والحفاظ على صحة وسلامة أفراده، وتلعب دوراً مهماً في تحديد المؤثرات الصحية وإيجاد برامج وخطط وأفضل الأساليب للممارسات الطبية المهنية التي تستند في سياساتها الصحية على الطب المبني على الأدلة والبراهين.

وتضطلع هيئة الصحة في دبي بدور لافت في هذا المجال، إذ تم اعتماد إجراء 179 بحثاً علمياً منذ بداية العام الجاري وحتى الآن، وتطرقت تلك البحوث إلى مختلف المجالات والتخصصات الطبية.

ويعنى قسم البحوث الطبية التابع لإدارة التعليم الطبي والأبحاث في الهيئة بالبحوث التي تراعي فهم المبادئ الخاصة بتطبيق أفضل الممارسات الصحية وضمان أعلى المعايير في إعداد البحوث، تماشياً مع المبادرات الاستراتيجية لهيئة الصحة بدبي والتحول الإلكتروني وتطويره، وتماشياً مع رؤية حكومة دولة الإمارات الرشيدة، واستناداً على اعتماد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لاستراتيجية التعليم الطبي والأبحاث في دبي والبرامج المقترحة في تطويره، ومن منطلق تعزيز قدرات دبي التنافسية على صعيد البحوث الطبية وتطلعات سموه في تحقيق أفضل معايير الصحة في الإمارة.

قفزة نوعية

وأكدت الدكتورة وديعة شريف مدير إدارة التعليم الطبي والأبحاث أن إطلاق الإدارة مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية يعد قفزة نوعية للتميز في إعداد البحوث الطبية باختلاف اختصاصاتها، وكمركز يضعنا في المراتب الأولى والمتقدمة بين الدول، والذي يؤثر بدوره في ترسيخ ثقافة البحث وتحديد المؤثرات الصحية وإيجاد برامج وخطط وأفضل الأساليب للممارسات الطبية المهنية التي تستند في سياساتها الصحية على الطب المبني على الأدلة والبراهين، علماً أن قسم البحوث الطبية والتابع لإدارة التعليم الطبي والأبحاث مختص بمثل هذه البحوث، والذي يراعي فهم المبادئ الخاصة بالبحوث وتطبيق أفضل الممارسات الصحية، واحترافية وضمان أعلى المعايير في إعداد البحوث، وتماشياً مع المبادرات الاستراتيجية لهيئة الصحة بدبي والتحول الإلكتروني، يقوم قسم البحوث الطبية بالعناية بجميع البحوث الطبية المقدمة بالإضافة إلى المكتبة الإلكترونية.

إصدار مجلتين

وقالت الدكتورة وديعة شريف: إن هيئة الصحة بدبي بادرت بإصدار مجلتين إلكترونيتين هما «مجلة دبي الطبية» و«مجلة دبي للسكري والغدد الصماء» لتلبية الحاجة الماسة لمجلات طبية محكّمة تعنى بنشر البحوث في مختلف علوم الصحة والطب، ويمكن للمجلتين مواكبة البحوث الخاصة بكوفيد-19 سواء بحوث الدراسات المعتمدة على المشاهدات والاستبيانات، أم بحوث التجارب السريرية المتعلقة باللقاحات، أم بحوث تقارير الحالة، وذلك بمراجعتها وفقاً للمعايير العالمية من حيث اتباع قواعد التحكيم والمراجعة وأخلاقيات النشر.

وأضافت تشجيعاً للباحثين، اعتمدت المجلة نموذج «المحتوى المفتوح Open Access» بحيث يتمكن الباحث من النشر من دون رسوم، وكذلك يتمكن القارئ من الوصول إلى النص الكامل مجاناً، وتتحمل الهيئة تكلفة النشر دعماً للبحث العلمي، والذي يعتبر مقياساً لتقدم الدول ورقيها، كما تسعى المجلتان حالياً لتوقيع عدد من اتفاقيات التفاهم مع مراكز البحوث الطبية في الدولة، وكذلك الجامعات والمعاهد والمستشفيات ووزارات وهيئات الصحة.

وأضافت: إن قسم البحوث الطبية التابع لإدارة التعليم الطبي والأبحاث قام خلال فترة «كوفيد 19» بمهام عدة منها، بناء صفحة خاصة في موقع المكتبة عن «كوفيد 19» من مصادر معلومات وخدمات إلكترونية، ودعم ممارسي الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال الوصول المجاني إلى بعض مصادر المكتبة، مثل جميع مصادر الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) ومجلة إنجلترا الجديدة الطبية الجديدة (NEJM)، وإصدار نشرة مقالات كوفيد 19، مقالات يومية عن كوفيد 19، ويمكن تنزيلها بسهولة وسرعة من الأجهزة المحمولة واللوحية والهواتف الذكية بضغطة واحدة فقط، وتم إصدار 43 عدداً حتى اليوم، إضافة لخدمة طلب أي مقالة عن كوفيد-19: مبادرة لدعم فريق دولة الإمارات للطوارئ والسيطرة على كوفيد-19، وإعداد نشرة أدلة الممارسات من مختلف دول العالم، وتم تجميع 192 دليلاً بما في ذلك البروتوكولات والإجراءات والتوصيات الخاصة بكوفيد-19، والعمل مع المجموعة لإعداد دليل الممارسة الوطني لدولة الإمارات عن كوفيد-19 من أجل نشره في مجلة دبي الطبية، كما تم عمل 10 دورات تدريبية عبر الإنترنت حول المراجعات الأدبية، والكتابة باستخدام مستندات Google وبرنامج الببليوجرافيات، وكيفية النشر في مجلة دبي الطبية ومجلة دبي للسكري والغدد الصماء، وتسريع إجراءات عملية نشر الأوراق العلمية الخاصة بكوفيد-19 المقدمة في مجلتي دبي الطبية.

تخصصات مختلفة

بدورها، أوضحت الدكتورة حمدة خانصاحب رئيس قسم البحوث الطبية والتابع لإدارة التعليم الطبي والأبحاث في هيئة الصحة بدبي أن القسم يقوم باستلام جميع طلبات البحوث الطبية المقدمة من الباحثين، وبالتعاون مع لجنة أخلاقيات البحث العلمي فقد تم اعتماد إجراء عدد 179 بحثاً علمياً منذ بداية العام حتى الآن، بحيث تطرقت تلك البحوث إلى مختلف المجالات والتخصصات الطبية، بالإضافة إلى المشاركة في الأبحاث التي تجرى على نطاق دولي لدراسة بعض العلاجات المعتمدة للأمراض المزمنة كالسكري وضغط الدم وأمراض القلب وغيرها من العلاجات، وذلك لتوفير معلومات بشكل مستمر عن فعالية هذه الأدوية على المدى الطويل، وما هي الآثار الجانبية المترتبة عليها، الأبحاث التي تجرى في الهيئة تتضمن مختلف المجالات والتخصصات الطبية مثل الأمراض المزمنة كالسكري وضغط الدم وأمراض القلب، وأمراض الجهاز العصبي والروماتيزم وأمراض الأطفال والصحة النفسية وصحة المرأة وغيرها.

أضافت: بعض الأبحاث تتضمن تأثير سلوكيات وعوامل الخطورة على صحة الفرد والمجتمع وأبحاث في الصحة العامة.

كما يشارك أطباء الهيئة في الأبحاث التي تجرى على نطاق دولي لدراسة بعض العلاجات المعتمدة لبعض الأمراض وغيرها من العلاجات، وذلك لتوفير معلومات بشكل مستمر عن فعالية هذه الأدوية على المدى الطويل، وما هي الآثار الجانبية المترتبة عليها، علماً أن هنالك بعض الأبحاث التي تجرى على شريحة من المجتمع، ويتم متابعتهم لمدة زمنية طويلة للتعرف على نمط الحياة، وتأثير بعض السلوكيات على ظهور بعض الأمراض، ومن بينها دراسة مستقبل صحة الإمارات بالتعاون مع جامعة نيويورك في أبوظبي الذي سيقوم بمتابعة شريحة من المواطنين ودراسة العوامل التي تؤثر على صحتهم في المستقبل.

تشخيص مبكر

من جهته، أكد الدكتور عبد المجيد الخاجة رئيس اللجنة العلمية لأبحاث «كوفيد-19» أنه نظراً للوضع الراهن والمتعلق بفيروس كورونا فقد تم اعتماد وإجراء عدد 119 بحثاً علمياً متعلقاً به حتى الآن، يتضمن مجالات التشخيص المبكر لفيروس كوفيد-19، ودراسة أهم الأعراض التي تظهر على المصابين والمضاعفات التي حدثت لهم من أهمها الجلطات الدموية.

كما توجد هنالك أبحاث تنصب حول العلاجات المتاحة، وأهم الأدوية التي تم استخدامها للمصابين، مما سيسهم مستقبلاً في فهم أكثر لهذا المرض ومشاركة هذه المعلومات على المستوى المحلي والدولي، ونتائج هذه الأبحاث ستساهم في معرفة الدواء الأكثر فعالية، ودراسة الحالات التي تعافت من جراء استخدام هذه العلاجات.

نتائج أولية

وأوضح أن من الأبحاث الجارية دراسة استخدام بلازما المتعافين من «كورونا» لمساعدة المرضى الآخرين، حيث بينت النتائج الأولية للدراسات القائمة أن بعض المرضى المتلقين للبلازما استفادوا من العلاج في تقليل حدة المرض، وتجنب المضاعفات والحاجة إلى التنفس الاصطناعي، ولكن هذه نتائج محدودة وهناك حاجة ماسة لأبحاث على نطاق أوسع لمتابعة أكبر عدد من المرضى، لدراسة مدى فعالية هذا العلاج، وهناك أبحاث لدراسة مدى تأثير الأمراض المزمنة من أبرزها مرض السكري والقلب والرئة في تطور المرض لدى المصابين.

وتشارك جميع قطاعات هيئة الصحة بدبي في إجراء هذه البحوث، وتشمل جميع المستشفيات التابعة للهيئة وقطاع الخدمات المساندة، ومتمثلة في إدارة المختبرات، وهناك مجموعة من الأبحاث يتم إجراؤها بالتعاون مع مؤسسات أكاديمية في الدولة مثل جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، جامعة الشارقة، جامعة الإمارات وجامعة خليفة، مما يعزز من الشراكات بين الهيئة والمؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى أن هناك بعض الأبحاث التي تم اعتمادها وتقوم بها مستشفيات خاصة في إمارة دبي.

أخلاقيات البحث

بدوره، أكد الدكتور سهيل الركن رئيس لجنة أخلاقيات البحث العلمي بدبي أن اللجنة تعتبر اللجنة المركزية في الإمارة والمعنية بالموافقة على البحوث التي يتم إجراؤها في مستشفيات الهيئة والمنشآت الخاصة التابعة لها، وتتضمن مهامها مراجعة المقترح البحثي من الناحية العلمية والأخلاقية، وبالأخص الأبحاث التي يتم إجراؤها على العنصر البشري لضمان عدم تعرضهم لأي مخاطر محتملة جراء هذه الأبحاث. كما تقوم اللجنة أيضاً بمراجعة النصوص والخاصة بمراقبة البيانات وقواعد السلامة المتعلقة بالبحث.

وأضاف: تلزم اللجنة الباحثين بالحفاظ على حقوق المرضى وتوفير الرعاية الصحية حتى بعد انتهاء البحث. كما تقوم لجنة تمويل الأبحاث في الهيئة بالإشراف على سير الأبحاث الممولة التي تمولها مؤسسات محلية كمؤسسة الجليلة من خلال اعتماد الدعم المالي للباحثين بما يتماشى مع قوانين الهيئة.

كما أوضح رئيس لجنة أخلاقيات البحث العلمي بدبي أن معظم الأبحاث التي تجرى يتم نشرها بعد الانتهاء منها وتحليل نتائجها في مجلات عالمية محكمة وتعود فائدتها على الهيئة وعلى المجتمع العلمي، من حيث إن هذه النتائج قد تسهم في تطوير البروتوكولات العلاجية لبعض الأمراض وتساعد في اتخاذ القرارات التي تسهم في تطور صحة الفرد والمجتمع.

Email