ضرورة تعزيز الوعي لتجنب مخاطر الاستشارات الطبية عبر الإنترنت

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أضحى البعض في عصر التكنولوجيا وانتشار الأجهزة الذكية يستسهل اللجوء إلى الاستشارات الطبية عبر الشبكة العنكبوتية، ليصبح كل ما عليه هو أن يذهب لمحرك البحث «جوجل»، ويكتب «اسأل طبيب»، ليظهر عشرات المواقع والتطبيقات من هذا النوع، إلا أن ذلك لا يخلو من المخاطر الصحية، ما يتطلب تعزيزاً للوعي بأن الطبيعي في حال الألم أو الشكوى من مرض أن اللجوء لمستشفى أو عيادة طبية موثوق بها لإجراء الفحوصات والكشف الطبي، حفاظاً على الصحة وسلامة المجتمع وتجنباً للمخاطر.

وفي هذا الصدد، أكد عدد من مستطلعي «البيان الصحي» أن الاستشارات الطبية عبر الإنترنت توفر خدمات صحية مجانية إلا أنها غير آمنة، وبالتالي تشكل خطورة على حياة المرضى، وذلك لما قد ينتج عنها من سوء فهم ربما يؤدي إلى صرف أدوية وعقاقير خاطئة.

وقال أحمد السعيد إنه عندما يشعر بألم في مكان ما في جسده أو يشتكى طفله يوماً من شيء ما، يهرع على الفور إلى الشبكة العنكبوتية ليسأل طبيباً لكي يطمئن قلبه ثم يقوم بالبحث عبر الشبكة للحصول على معلومات كافية حول المرض الذي شخصه له الطبيب، وفِي حال كانت المعلومات أو إجابة الطبيب غير مطمئنة فيضطر للذهاب إلى المستشفى.

استشارات

وأضاف أن الأمر لا يتطلب سوى أن تكتب سؤالك الطبي أو شكواك أو استشارتك المطلوبة في المكان المخصص، الذي يظهر بمجرد فتح الموقع، وعلى الفور ستظهر لك قائمة بالأسعار بحسب نوع الإجابات فمنها المختصرة، أو الكافية، أو المفصلة وكل شيء بثمنه، إذ تتيح لك هذه المواقع المحادثات الصوتية وإرفاق الصور ومقاطع فيديو ليتمكن الطبيب من الاطلاع على حالة المريض.

وبمجرد اختيارك لنوع الاستشارة من حيث درجة الشرح والتفصيل، يتيح لك الموقع دفع الأموال عبر «الكريدت كارد»، وعند تحويل المبلغ الأول يكون بذلك لديك حساب على الموقع، تسأل من خلاله الأسئلة وتتلقى إجاباتها، ولكن إذا رغبت في محادثة الطبيب عبر الهاتف أو بالفيديو، فيتعين عليك دفع رسوم إضافية.

وأضاف: اللافت للنظر أن الطبيب نفس الذي يجيب عن أسئلة الجلدية هو نفسه من يجيب عن السؤال المتعلق بالأمراض النسائية أو الباطنية.

ضوابط

بدورها، قالت سها سعيد: إن الشبكة العنكبوتية تزخر بالعديد من المواقع الطبية المصابة بتخمة في المعلومات التي تتسم في أغلبها بالعشوائية، وقد يكون بعضها غير دقيق في التشخيص، نظراً لافتراضية المعطيات، الأمر الذي ينتج عنه كوارث صحية لا تحمد عقباها، مطالبة بوضع ضوابط قانونية تنظم عمل هذه المواقع منعاً لوقوع أخطاء طبية.

وأكد حامد الزرعوني أن مثل هذه المواقع تفيده وتوفر عليه الكثير من الوقت والمال، لافتاً إلى أن الخدمات الطبية إحدى أهم الاستفادات التي حصل عليها من مواقع التواصل الاجتماعي، وأنه وغيره يحصلون على الاستشارات والنصائح للحالات العاجلة بشكل فوري وغير مكلف، في ظل ارتفاع تكاليف العلاج وغلاء المعيشة، إلا أن إيمان المصري، تختلف معه وتشير إلى أن بعض التوصيات والنصائح التي تصدرها هذه المواقع الافتراضية قد لا تتناسب مع قاصدها فيما قد تشكل الأدوية التي تصرفها سموماً قد تودي بحياة المرضى، مطالبة برفع الوعي لدى الناس حتى لا يتعرضوا للمخاطر، كما طالبت بضرورة التأكد من مصداقية مثل هذه المواقع وإسنادها للجهات المختصة قبل الوثوق فيها والتعامل معها.

وأكدت أن الذكاء الاصطناعي يفرض علينا التعامل مستقبلاً مع هذه المواقع والتطبيب عن بعد، ولكن يجب وضع حدود وشروط ومعايير من أهمها مراقبتها من الجهات المختصة وترخيصها من الهيئات الصحية حتى تحصل الفائدة المرجوة وتنتفي عنها صفة الخطورة.

خدمة مجانية

وأضافت إيمان أن الشبكة العنكبوتية تزخر بعشرات المواقع من هذا النوع، منها ما يقدم الخدمة المجانية لمدة 24 ساعة فقط، ومنها ما يقدمها مقابل مبلغا من المال ومع الانتشار الكبير لمثل هذه المواقع التي تقدم استشارات طبية، وبعضها يشخص أمراضاً، ويصف أدوية لمرضى قد تؤدى لمضاعفات خطيرة إذا كان التشخيص خاطئًا، نطالب بجهة رقابية على هذه المواقع كونها تتعلق بصحة وحياة الإنسان.

وقالت: لا أحد يمكنه الجزم بأن مقدمي تلك الاستشارات أطباء بالفعل، ولكن للتأكد من ذلك لا بد أن تقوم الجهات الرقابية بمراقبة هذه المواقع.

Email