الاستشـارة الطبية قبل الشـروع في الصيـام تجـنـب الـمخاطر الصحــية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكل الاستشارة الطبية لمرضى الكلى قبل الشروع في الصيام عاملاً مهماً لتجنب المخاطر الصحية، لا سيما أن العديد منهم يعانون من مشاكل في الجهاز البولي، والامتناع عن السوائل جراء الصيام قد يشكل خطورة على الكثير من الحالات، الأمر الذي يحتم عليهم إجراء الفحوصات اللازمة والاستشارة الطبية، وكذلك الالتزام بالأنماط الغذائية الصحية المناسبة لحالاتهم.

عدد ممن استطلع «البيان الصحي» آراءهم لفتوا إلى الكثير من الأسئلة التي تطرح من المرضى بشأن الصيام، وذلك مع حلول شهر رمضان المبارك، لا سيما هل يمكن لمريض الكلى أن يصوم؟ وكيف يمكن أن يكون الصيام آمناً لهم؟

حسام مازن، من جهته، أكد أن ديننا الحنيف هو دين يسر، لافتاً إلى قاعدة «لا ضرر ولا ضرار،» بخصوص الذين يعانون من أمراض الكلى في رمضان، ومهما كانت حالتهم، قبل الشروع بالصيام استشارة الطبيب المعالج والمختص، حول إمكانية الصيام ومدى قدرتهم على ذلك.

وأضاف: يرغب كثير من مرضى الكلى كغيرهم من أصحاب الأمراض المزمنة في صيام شهر رمضان رغم المشكلات الصحية التي قد يواجهونها في حال إهمال بعض التعليمات التي تجنبهم مضاعفات نقص المياه، ولكنهم يرغبون في نيل أجر وثواب فريضة الصيام، ولكن الأفضل دائماً إخضاع المصابين بقصور في وظائف الكلى للفحص قبل البدء في الصيام، واختبار تأثير الصيام عليه لفترة قبل السماح له.

رغبة

بدوره، قال المهندس حامد الزرعوني: يختلف استعداد كل إنسان لشهر رمضان حسب اهتمامات كل فرد وأهدافه التي يتمنى تحقيقها في الشهر الكريم، إلا أن مرضى الكلى، تختلف استعداداتهم، فهم أناس اختصهم الله باختبار المرض، ورغم ذلك فهم راضون بقضاء الله وقدره ولديهم رغبة صادقة في الصيام مع الحفاظ على أفضل حالة صحية ممكنة للاستمتاع بشهر رمضان بشكل صحي، لذا الأمر يحتاج إلى الالتزام باستشارة الطبيب المختص بشأن الحالة.

وتابع الزرعوني: تكثر عادة الشكوى من آلام الكلى في رمضان بسبب الانقطاع عن شرب المياه لفترات طويلة خلال ساعات الصيام، وقلة شرب الماء أثناء ساعات الإفطار، ما يتسبب في قلة السوائل في الجسم.

توعية

أما إبراهيم سامي، فرأى أنه من الضروري أن يتم توعية مريض الكلى وأي مريض آخر بمرض مزمن قد يؤثر الصيام على صحته، بالشروط التي يجب أن يتبعها عند صيام شهر رمضان وفقاً لطبيعة كل مريض، لا سيما أن مشكلة مرضى الكلى هي عدم قدرة الكلى على المحافظة على كمية ثابتة من السوائل داخل الجسم، خصوصاً في حالات الصيام والامتناع عن شرب المياه.

وأكد إبراهيم ضرورة أن يشرب الإنسان كمية كبيرة وكافية من الماء، حتى لا يتعرض الصائم بشكل عام ومريض الكلى بشكل خاص لمشاكل ومضاعفات خطيرة، لذلك فإن مرضى الكلى عليهم استشارة الطبيب في إمكانية الصوم، وخاصة أن بعض المرضى لا يحتملون عدم شرب الماء والسوائل في ظل الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة.

تعريف

بدورها، قالت مريم عبد الحميد: يجب أن نوعي الأطفال منذ الصغر على كيفية المحافظة على الكلى من خلال تعريفهم وبشكل مبسط على وظيفة الكلى، وآلية أدائها وما هي التعليمات التي يجب أن يتبعوها، مثل تجنب حبس البول وتأخير دخول الحمام، ونسيان شرب كميات كافية من الماء، لكي ينشأوا بكليتين سليمتين.

وأضافت: كما يجب أن يعلم الناس أن أمراض الكلى ليست مرضاً واحداً وإنما هي أمراض متعددة، بالإضافة إلى أن المرض الواحد ليس على درجة واحدة من الشدة إنما تتفاوت درجة حدته من حالة إلى أخرى.

ومن ناحيتها أشارت ديانا النابلسي إلى ضرورة توعية مرضى الكلى أنفسهم بكيفية الاستعداد لشهر رمضان الفضيل، لتجنب حدوث مضاعفات تضر بصحتهم أو تفاقم الحالة المرضية لكليتهم، لا سيما أنه طبقاً لعاداتنا المتوارثة فإن العديد من الأسر، تعمد إلى النهل من المأكولات وخاصة الدسمة منها والتي تحتوي على الزيوت في طبخها، بالإضافة إلى شرب كميات من القهوة والشاي طيلة السهرة، مع الراحة وعدم المشي لهضم ما تم تناوله على مائدة الإفطار.

وقالت: كل هذه عوامل قد تتسبب في سوء الهضم ما تؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم، كما أنها مؤشر لتكوين السمنة والتي قد تتسبب بدورها في زيادة الإصابة بمرض كلوي، والذي يؤدي عادة إلى احتباس السوائل، ما يؤدي أيضاً إلى العديد من المضاعفات الصحية.

اختصاص

من جانبه، قال طارق العمادي رئيس قسم الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي: إذا منع الأطباء الثقات من أهل الاختصاص مريضاً من الصوم؛ لما له من أثر سلبي على صحته، كمريض الكلى أو الفشل الكلوي ونحوه ممن يشق عليه الصيام، فقد رخص له الشرع الحنيف بالفطر، كما رخص لجميع المرضى، قال الله تعالى: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ). (البقرة: 184).

وأضاف: إن منَّ الله تعالى عليه بالشفاء- وهذا ما نرجو- فواجبه قضاء ما أفطر من أيام، وإن كان مرضه مزمناً ولا يرجى الشفاء منه؛ فواجبه إطعام مسكين عن كل يوم أفطره. وقال الله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ). (البقرة: 184)، وقد روى البخاري (4235) عن عطاء: سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقرأ: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}. قال ابن عباس- رضي الله عنهما: ليست بمنسوخة، هو الشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة، لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان مكان كل يوم مسكيناً).

Email