«السكري».. المعايير الطبية لنظام الغذاء والدواء تحد من مضاعفات الصيام

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لمرضى السكري خصوصية خلال شهر رمضان الكريم، فمن ناحية يحتاجون إلى مراجعة أطبائهم لتعديل الجرعات الدوائية للحيلولة دون حدوث انخفاض أو ارتفاع في مستوى السكر أثناء الصيام، ومن ناحية أخرى يعد الصيام فرصة لإعادة تنظيم مستوى السكر، وكذلك للمرضى الذين يعانون من السمنة.

وللتعامل مع الصيام خلال الشهر الفضيل ينبغي الانتباه لمعايير وضوابط لمريض السكري في حال صيامه لتجنب المخاطر الصحية التي يمكن أن تترتب على الإهمال أو عدم الارتكاز إلى استشارات الطبيب خلال تعامله مع الصيام كي لا تترتب أية مضاعفات قد تطرأ جراء الامتناع عن الأكل والشرب أو تغير مواعيد تناول الأدوية، وكذلك الجرعات المناسبة خلال شهر رمضان.

وحول كيفية التعامل مع السكري في الشهر الفضيل، أكد الدكتور إيهاب عبد الرحمن محمد استشاري «السكري» في مركز البرشاء الصحي، أن التحدي الأكبر بالنسبة لمرضى السكر خلال فترات الصيام يشمل التوقيت الزمني لفترة الإمساك عن الطعام والشراب التي قد تمتد إلى ثلاث عشرة ساعة خلال اليوم، وببعض البلدان قد تمتد لأكثر من ذلك، وبالإضافة لهذا التحدي فإن بعض الدراسات قد أثبتت أن أكثر من 43% من مرضى السكري النوع الأول يصومون و99% من مرضى السكري النوع الثاني يصرون على الصيام على الرغم من النصيحة الطبية لعدم الصيام.

مخاطر

وأوضح أن المخاطر التي يتعرض لها مريض السكري أثناء الصيام تتمثل في حالات ارتفاع حاد بمستويات سكر الدم، وقد تؤدي لصدمة السكري أو انخفاض حاد بمستويات سكر الدم الذي قد يؤدي إلى الغيبوبة أو يؤثر سلباً على القلب أو الدماغ، الانخفاض الحاد الذي قد يؤثر على أعضاء كثيرة أهمها الكلى.

وأضاف على مريض السكري إذا عزم على الصيام أن يقوم بمراجعة الطبيب الذي سيقوم بعمل تقسيم لحالة مريض السكري وتصنيفه ضمن أحد المستويات الثلاثة لمدى خطورة الصيام لهذا المريض، وهي مستوى خطورة منخفض إلى متوسط، والذي يتيح لمريض السكر الصيام تحت إشراف طبي، ومستوى خطورة عالٍ ومستوى خطورة عالٍ جداً وفي كليهما لا يجوز لمريض السكر الصيام وإن أصر على ذلك فيجب أن يكون تحت إشراف طبي لصيق للتقليل من المخاطر المذكورة.

وقال الدكتور إيهاب: إن صيام مريض السكري يعتمد على أربع ركائز أساسية للعبور بصيام آمن خلال الشهر الكريم وهي النظام الغذائي ويتمثل في الالتزام بالسنة المحمدية بالإفطار والسحور والإكثار من شرب الماء، بالإضافة إلى مراجعة اختصاصي التغذية لمعرفة تفاصيل النظام الغذائي، والنظام الرياضي، وأهم ما فيه المداومة على النشاط البدني بواقع ثلاثين دقيقة خمسة أيام بالأسبوع مع تجنب ساعات النهار خاصة ما قبل الإفطار والتعويض خلال صلاة التراويح وما بعدها، وقياس معدلات السكر بشكل متكرر أكثر مما عليه قبل رمضان حوالي 6 مرات يومياً لذوي الخطورة العالية ومرتين لذوي الخطورة المنخفضة، وتعديل النظام الدوائي للحبوب أو الإبر من حيث التوقيت والجرعات ونوعيات الأدوية التي قد تسبب ببعض المضاعفات مثل هبوط السكر، ونركز على نقطة هامة ألا وهي ألا يقوم المريض بتعديل الأدوية من تلقاء نفسه، ويجب الرجوع للطبيب المعالج لتقييم الحالة وعمل التعديل اللازم.

حالات

وأضاف: هناك بعض الحالات التي يتوجب فيها على مريض السكري الصائم عدم مواصلة الصيام والتوجه للطبيب المعالج فوراً وهي عند معدلات سكر أكثر من 300 ملغم عن طريق استخدام جهاز قياس السكر، وعند انخفاض معدل السكر عن أقل من 65 ملجم وخاصة عند ساعات النهار الأولى من الصيام وإذا كان ذلك قبيل الغروب عليه إعادة قياس السكر مع الانتباه إلى بعض الأعراض التي قد تشير إلى هبوط حاد مثل التعرق الكثيف والإحساس بالدوخة والدوران وازدياد معدل ضربات القلب.

وعلى أي حال يتوجب على مريض السكري عدم مواصلة الصيام بأي وقت يتأكد فيه من أعراض هبوط السكر أو الارتفاع الحاد بالسكر أو الجفاف الشديد، وننصح المرضى دائماً بمراجعة الطبيب المختص قبل الصيام وخلال الشهر الفضيل.

تثقيف

من جانبه، قال عبد الله جمعة مدير مركز دبي للسكري التابع لهيئة الصحة بدبي: إن قسم التثقيف الصحي في المركز نظم برامج توعية وتثقيف عدة لمرضى السكري قبل حلول شهر رمضان لتثقيفهم حول كيفية إدارة المرض خلال الشهر الفضيل، والسعرات الحرارية التي تحتويها الأكلات الشعبية والاحتياطات الواجب اتخاذها من قبل المرضى في شهر رمضان، مؤكداً أن معظم مرضى السكري يستطيعون الصيام بأمان عند اتباع إرشادات معينة، وبعضهم لا ينصح لهم بالصيام.

تصنيف

وقال جمعة: إن مرض السكري يمكن تصنيفه إلى ثلاثة أقسام حسب طبيعة العلاج فإذا كان العلاج يعتمد فقط على تنظيم الغذاء، فهؤلاء المرضى يمكنهم الصيام بأمان، بل قد يفيدهم خصوصاً إن كانوا من أصحاب الوزن الزائد، لأن الصيام سيساعد على تقليل الوزن، ولكن عليهم الالتزام بكميات ونوعيات الأكل المسموح بها أثناء الأيام العادية مع مراعاة تقسيم الفترة ما بين الإفطار والسحور ليتم تناول ثلاث وجبات خلالها على فترات متساوية على أن تكون وجبة السحور متأخرة ومتكاملة غذائياً.

الأنسولين

وإذا كان العلاج يعتمد على تنظيم الغذاء وتناول الأقراص المساعدة لتخفيض نسبة السكر بالدم، فعدد كبير من هؤلاء المرضى يمكنهم الصيام باتباع النظام الغذائي السابق على أن يتم تناول الأقراص بالطرق التالية، إذا كان يتناول الأقراص مرة واحدة صباحاً، عليه أن يتناولها في رمضان مع وجبة الإفطار، وإذا كان يتناول الأقراص مرتين يومياً، عليه أن يتناولها مع وجبتي الإفطار والسحور، ولكن إذا أحس بأعراض نقص السكر أثناء النهار فعليه تقليل أو وقف جرعة السحور، وإذا كان يتناول الحبوب ثلاث مرات يومياً فعليه تناول جرعة الصباح والظهر أثناء الإفطار، أما جرعة المساء فيتناولها مع السحور. ويجب على هؤلاء المرضى مراجعة الطبيب قبل البدء في الصيام أو تغيير نظام أخذ الدواء.

أما إذا كان العلاج يعتمد على الأنسولين فقال إن المريض الذي يحتاج لحقنة واحدة يستطيع الصيام بحيث يأخذها قبل الإفطار.

والمريض الذي يحتاج إلى حقنتين صباحاً ومساءً يستحسن ألا يصوم، ولكن إذا أراد الصيام فعليه تعديل الجرعات باستشارة الطبيب، وأخذ حقنة الصباح قبل الإفطار وحقنة المساء قبل السحور مع مراعاة ضرورة فحص نسبة السكر بالدم خصوصاً خلال الأيام الأولى من الصيام، وتأخير فترة السحور إلى ما قبل الفجر بقليل، وتقليل كمية الأنسولين سريع المفعول في جرعة ما قبل السحور مع تناول كميات كافية من السوائل عند السحور. وشدد عبد الله جمعة على ضرورة استشارة مرضى السكري للطبيب والمثقفة الصحية واتباع الإرشادات والنصائح الخاصة بهم.

أطعمة

بدورها نصحت وفاء عايش مدير إدارة التغذية السريرية في هيئة الصحة بدبي، مرضى السكري بالتقليل من الأطعمة المالحة والمنبهات كالقهوة والشاي خلال فترة الإفطار لتجنب ظهور الجفاف خلال ساعات النهار، والتقليل من السكريات والعصائر المحلاة مع ضرورة تناول كميات كبيرة من الماء خلال فترة الإفطار لتجنب حالات الجفاف خلال فترة الصيام.

ونصحت مرضى السكري بعدم ممارسة الرياضة خلال فترة الصيام وتأجيلها إلى ما بعد الإفطار بساعتين على الأقل أو قبيل الإفطار بخمس عشرة دقيقة على الأكثر لتجنب هبوط السكر في الدم، مشيرة إلى أن صلاة التراويح تعد نوعاً من الرياضة التي يمكن أن يمارسها مرضى السكري بشكل يومي والتي تعود بالفائدة على المرضى.

وطالبت مريض السكري بمراجعة الطبيب المشرف على العلاج وأخصائي التغذية للتعرف على مدى قدرته على الصيام والنصائح والإرشادات الخاصة بحالته المرضية وتعديل أوقات وكميات الجرعات العلاجية، وكمية ونوعية الأغذية المناسبة للمريض، بحيث تكون الوجبة غنية بالألياف وقليلة الدهون لتفادي هبوط السكر خلال ساعات الصيام.

متابعة

ووجهت المرضى بضرورة متابعة مستوى السكر في الدم خلال شهر رمضان في كافة الأوقات، وبما لا يقل عن 4 مرات يومياً لتجنب أية مضاعفات أو تأثيرات سلبية يسببها الصيام للمريض.

وطالبت مرضى السكري من النوع الأول بإنهاء الصيام فوراً في حال أظهرت نتيجة فحص السكري هبوط مستوى السكر في الدم إلى أقل من 70 ملغم/ديسلتر، أو كان هناك ارتفاع أكثر من 300 ملغم/ديسلتر حتى ولو كان قبل الإفطار بدقائق، تفادياً للإصابة بغيبوبة السكري والمضاعفات السلبية للهبوط.

مؤشرات

ولفتت إلى أبرز المشاكل التي تواجه مريض السكري، ومنها ارتفاع أو انخفاض معدل السكري في الدم الذي يؤدي إلى الإغماء، منوهة إلى مؤشرات هبوط السكر في الدم ومنها الرجفة، التعرق، خفقان في القلب، الشعور بالجوع الشديد، والصداع، الدوار وغيرها، بينما تكون مؤشرات ارتفاع نسبة السكر في الدم من خلال الشعور بالتعب والإعياء والإرهاق، والعطش الشديد، والتبول المتكرر، والجوع الشديد، وزغللة العينين، وآلام في المعدة. وأضافت أن مرضى السكري الذين لا تستطيع البنكرياس القيام بوظيفتها، وهؤلاء يكونون من صغار السن عادة، وهؤلاء يحتاجون إلى الأنسولين في علاجهم، ولا غنى لهم عنه، وهؤلاء لا ينصحون بالصيام أساساً، حتى لا يتعرضوا للانخفاض أو الارتفاع المفاجئ في نسبة السكر في الدم، وقد تحدث لهم غيبوبة من جراء هذا الارتفاع أو الانخفاض الشديد.

30

يعتمد النظام الرياضي لمريض السكري حتى يكون صيامه آمناً خلال الشهر الكريم على النشاط البدني بواقع 30 دقيقة و5 أيام بالأسبوع مع تجنب ساعات النهار خاصة ما قبل الإفطار

02

يتمثل النظام الغذائي لمريض السكري خلال الصيام في الالتزام بوجبتي الإفطار والسحور والإكثار من شرب الماء، بالإضافة إلى مراجعة اختصاصي التغذية لمعرفة تفاصيل النظام الغذائي

06

يجب على مريض السكري قياس معدلات السكر بشكل متكرر أثناء شهر رمضان أكثر مما عليه قبله، أي نحو 6 مرات يومياً لذوي الخطورة العالية، ومرتين لذوي الخطورة المنخفضة

300

ضمن الحالات التي يتوجب فيها على مريض السكري عدم مواصلة الصيام والتوجه للطبيب فوراً أن تكون معدلات السكر أكثر من 300 ملغم، وعند انخفاض المعدل عن أقل من 65 ملغم، خاصة في ساعات النهار الأولى

Email