جراحات السمنة.. الالتزام بالنظام الغذائي أساس في نجاحها

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد جراحات السمنة واحدة من أهم الحلول للتخلص من البدانة المفرطة والحصول على الرشاقة، وكذلك لمواجهة أمراض الضغط والسكري والتخفيف من أدويتهما، لكن إجراء هذه الجراحة يحتم على الأشخاص الالتزام بأنظمة غذائية معينة في مرحلة ما بعد العملية، ويشكل ذلك جزءاً أساسياً لنجاحها، إذ إن معظم العمليات التصحيحية تكون نتيجة إهمال المريض بالنظام الغذائي الذي يتم تزويده به، إضافة إلى عدم الامتثال بأي من الأنشطة البدنية، كما أن التوصيات والإرشادات الغذائية للطبيب تشكل عنصراً مهماً في هذه المرحلة.

وأكد الدكتور علي خماس، استشاري ورئيس قسم الجراحة العامة في مستشفى راشد، أن نجاح عمليات السمنة مهما تعددت مسمياتها (ربط، تكميم، تحويل مسار، وغيرها ) يعتمد على اعتبار الشخص الذي أجرى العملية مثل الطفل المولود حديثاً، والذي تتعود معدته من جديد علي تقبل الأطعمة، حيث تكون التغذية في البداية في صورة سوائل فقط، وبعد تقبل المعدة لها نبدأ بإضافة الأكل اللين سهل البلع مثل الزبادي، شوربة، البطاطس المهروسة، الجبن وغيرها، ثم يضاف إلى النظام الخضراوات والفاكهة والسلطة، بعدها نمر بالدجاج والأسماك، وأخيراً يأتي دور تناول المعجنات مثل الأرز والمكرونة.

وأضاف يمكن القول: إن جميع أنواع الأطعمة تقريباً يسمح بها، ولكن الكميات تكون محددة من قبل الطبيب، والتدرج في الأكل مهم جداً لنكون واثقين من تقبل المعدة لكل أنواع الطعام في وقتها.

شرب السوائل

ونصح بالإكثار من شرب السوائل، وخاصة الألبان والعصائر الطازجة والمصفاة جيداً، مع أهمية تناول المياه بشكل مستمر، مع الاعتياد أنه سيكون من الصعب في الأسابيع الأولى ولهذا يكون شرب الماء رشفة أو رشفتين كل ربع ساعة وعلى مدار اليوم، كما يجب أن يكون تناول الطعام على مهل وببطء، وأخيراً المتابعة في أوقاتها الصحيحة مع الطبيب المتخصص للاستفادة التامة من العملية.

وأوضح الدكتور علي خماس أن المستشفى قام بإجراء 45 عملية تصحيحية لأشخاص سبق لهم إجراء عمليات السمنة قبل سنوات، من أصل 330 عملية 95% منها لمواطنين، وأكبرهم وزناً كان 200 كيلوغرام وأصغرهم عمراً 16 عاماً.

وقال إن جميع عمليات السمنة تجرى في المستشفى بالمنظار، موضحاً أن من بين العمليات التي تم إجراؤها العام الماضي كان 200 عملية تحويل مسار المعدة والباقي تكميم.

كما بين أن 13% ممن يجرون عمليات المعدة يعودون بعد 5_6 سنوات لإعادة العملية مقابل 12% في عام 2016، لافتاً إلى أن أهم أسباب العمليات التصحيحية هو عدم التزام المريض بالنظام الغذائي الذي يتم تزويده به إضافة إلى عدم الامتثال بأي من الأنشطة البدنية، لافتاً إلى أن 20% ممن يجرون عمليات قص المعدة غالباً ما يحتاجون إلى عمليات تصحيحية بعد 4-5 سنوات و6% ممن يجرون عمليات تحويل مسار المعدة غالباً ما يحتاجون إلى عمليات تصحيحية بعد 5 سنوات، وهو ما يتماشى مع المعدلات العالمية خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن هناك 6500 عملية يتم إجراؤها سنوياً في الدولة.

معدلات

وأفاد بأن معدلات الإصابة بالسمنة في الإمارات تصل إلى نحو 30% من السكان، وهي مشكلة في تزايد مستمر وأصبحت من أخطر الأمراض التي تواجه كل الفئات العمرية، لما تسببه من أخطار جسيمة على الصحة بشكل عام، فهي سبب رئيسي لأمراض عدة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، ومرض القلب وتآكل المفاصل وصعوبة التنفس خاصة أثناء النوم، وارتجاع حامض المعدة إلى المريء، والاكتئاب، وانخفاض الخصوبة واضطرابات الدورة الشهرية لدى الإناث، وغيرها من الأمراض.

واستعرض الدكتور خماس الخدمات المتعددة التي تقدمها هيئة الصحة بدبي في مجال تشخيص وعلاج حالات السمنة المختلفة، والطرق المتنوعة لعلاج السمنة كعمليات تكميم المعدة وتحويل مسار المعدة والتي تعد من أكثر العمليات انتشاراً في العالم للتخلص من السمنة، مشيراً إلى أن 60% من المرضى قادرون للحفاظ على أوزانهم بعد إجراء عملية قص المعدة ولفترة 5 سنوات على الأقل.

وأشار الدكتور خماس إلى أهمية التعرف إلى معدل كتلة الجسم التي يتم من خلالها تحديد درجة السمنة، موضحاً أن زيادة المعدل على 35 بسبب زيادة الدهون يشير إلى وجود سمنة مفرطة تتطلب اتخاذ إجراءات طبية لتفادي المضاعفات السلبية على القلب وضغط الدم والسكري والكوليسترول، محذراً من اتباع الحميات الغذائية العشوائية لتخفيض الوزن وتفادي المضاعفات الجانبية.

مساعدة

بدوره، قال الدكتور عمر المرزوقي، استشاري الجراحة العامة في مستشفى راشد بأن عمليات جراحة السمنة تتم لمساعدة الشخص على فقدان الوزن الزائد، وتقليل خطر المشكلات الصحية المرتبطة بالوزن التي تهدد الحياة، بما في ذلك مرض الارتجاع المعدي المرئي، وأمراض القلب، وضغط الدم المرتفع، وتوقف التنفس أثناء النوم الشديد. إضافة إلى داء السكري من النوع الثاني والسكتة الدماغية.

وأضاف عادة ما يتم تجاوز المعدة وغيرها من العمليات الجراحية لإنقاص الوزن، فقط بعد محاولة فقدان الوزن عن طريق تحسين النظام الغذائي الخاص وممارسة الرياضة.

وأوضح الدكتور المرزوقي، أن أهم أسباب عودة زيادة الوزن بعد عمليات جراحة السمنة، هي تناول المواد السكرية بشراهة خاصة تلك الغنية بالسعرات الحرارية، مثل المشروبات الغازية والأطعمة السكرية، حيث تعتبر من أسهل الأطعمة والمشروبات السهلة في عملية الهضم، خاصة لمن أجرى عملية تكميم المعدة.

وتابع أن تناول كميات من الطعام أكبر من حجم المعدة خاصة بعد عملية التكميم، يتسبب في الضغط عليها ومن ثم توسيعها مرة أخرى، فهي في النهاية عضلة قابلة للتمدد والتقلص.

وأضاف أن إقبال الشخص على الأكل بشراهة، لشعوره بالجوع بفعل إفراز الأمعاء الدقيقة لهرمون الشعور بالجوع، هو من أسباب زيادة الوزن بعد عمليات جراحة السمنة.

وشدد على أن عدم اتباع المريض لنظام غذائي مناسب بعد عملية جراحة السمنة، بما يتلاءم مع وضع جهازه الهضمي الجديد، مع عدم ممارسة التمارين الرياضية، والرياضة بشكل عام، التي يحددها الطبيب وفقاً للمجهود المناسب، يمكن أن يكون أحد أسباب زيادة الوزن بعد عمليات السمنة.

التخلص من الأدوية

وقال الدكتور المرزوقي: إن عمليات تحويل مسار المعدة التي تم إجراؤها لمرضى النوع الثاني من مرض السكري خلصت إلى أن 51% من المرضى الذين تم متابعتهم لـ 5 سنوات تخلصوا من أدوية الضغط، في حين تحسن 30% وقللوا من استخدام الأدوية بشكل كبير. وفي عمليات تكميم المعدة وصلت نسبة الشفاء إلى 42% ونسبة التحسن 20%، ما يعني أن عمليات تحويل المسار أعطت نتائج أفضل للمرضى. وأوضح أن مرضى السكري من النوع الثاني البسيط ممن خضعوا لعمليات تحويل المسار كان لديهم تحسن كبير، إذ تخلص 83% منهم من أدوية السكر تماماً، فيما تخلص 65% من مرضى السكري الحالات المتوسطة من الأدوية في حين كانت نسبة التحسن 20% للحالات الشديدة.

بحث

أكد الدكتور عمر المرزوقي أن مستشفى راشد قام بإجراء بحث تضمن دراسة للجدوى الاقتصادية بين عمليات السمنة والاستمرار في تناول الأدوية، وقد بينت الدراسة أن كلفة إجراء العملية والتي تتراوح بين 35 ألف درهم و45 ألفاً في المستشفيات الخاصة تساوي تقريباً استخدام المريض للأدوية لمدة سنتين، وهو ما يعني أن إجراء العملية أنجع وأفيد للمريض من الناحية الصحية والعملية والاجتماعية.

45

تم إجراء 45 عملية تصحيحية في مستشفى راشد، من أصل 330 عملية 95% منها لمواطنين

200

بلغت عمليات تحويل مسار المعدة التي تم إجراؤها في مستشفى راشد العام الماضي 200 والباقي تكميم

20 %

غالباً ما يحتاج نحو 20% ممن يجرون جراحات قص المعدة إلى عمليات تصحيحية بعد 4 -5 سنوات

6 %

من يجرون عمليات تحويل مسار المعدة غالباً ما يحتاج نحو 6% منهم إلى عمليات تصحيحية بعد 5 سنوات

30 %

تبلغ معدلات الإصابة بالسمنة في الإمارات نحو 30% من السكان

35

كلفة إجراء عملية التخلص من السمنة والتي تتراوح بين 35 ألف درهم و45 تساوي تقريباً استخدام المريض للأدوية مدة سنتين

Ⅶ معظم العمليات التصحيحية نتيجة إهمال المريض للنمط المناسب

Ⅶ الامتثال للإرشادات الطبية ضروري لاجتياز مرحلة ما بعد العملية

Ⅶ ينصح بالإكثار من السوائل خاصة الألبان والعصائر الطازجة والمصفاة جيداً

Ⅶ السكري وارتفاع ضغط الدم ومرض القلب وضيق التنفس أثناء النوم أبرز مخاطر البدانة

Email