الألعاب الإلكترونية مخاطر نفسية واجتماعية وصحية تهدد الأطفال

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تجذب الألعاب الإلكترونية في العالم الافتراضي الأطفال، وتأسرهم بسهوة وسرعة فائقة، ورغم إيجابيتها في جوانب عديدة إلا أن ثمة انعكاسات سلبية نفسية واجتماعية وصحية على الطفل ما يتطلب مراعاة خاصة، فقضاء ساعات طويلة أمام الهواتف الذكية وألعاب الإنترنت دون مراقبة من الأسرة يزيد مخاطر الانطوائية والعدوانية والعزلة لدى الأطفال وتتطور لأمراض نفسية.

كما تترك العديد من هذه الألعاب فجوة اجتماعية تزيد من مشاكله، والتي بدورها قلّصت أو أخفت موقع الطفل التقليدي في الأسرة، فأصبح لا يشارك ولا يتفاعل، وبالتالي تضعف علاقته بمفهوم الأسرة.

متابعة

بدورها، حذرت هيئة الصحة بدبي من ترك الأطفال ساعات طويلة أمام الهواتف النقالة والآيباد وألعاب الإنترنت دون متابعة ومراقبة الأهل، لأنها تعزز الانطوائية والعدوانية والعزلة لديهم وتتحول في ما بعد لأمراض نفسية، كما كشفت دراسة أن أكثر من 50% من السكان، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و44 عاماً، يعانون من آلام حادة في منطقة الرقبة والظهر، بسبب استخدامهم المتزايد لأجهزة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.

ووصف الدكتور عبد الله قاسم استشاري جراحة المخ والأعصاب بالهيئة رقبة الموبايل «Text neck» لوصف الضرر الناجم عن استخدام الهواتف الذكية لفترات طويلة جداً، والذي يتمثل بآلام في منطقة الرقبة بشكل خاص أو حتى انقراص الفقرات في الرقبة والظهر.

وقال: إن الوزن المقدر على الرقبة أثناء انحناء الرأس للنظر إلى شاشة الجهاز بنحو خمسة كيلوغرامات، وفي حال إمالة الرأس بشكل أكبر قد يصل إلى 27 كيلو غراماً ما يسبب مرض «رقبة الموبايل».

ومن الأعراض الشائعة لهذا المرض آلام شديدة في الرقبة بسبب وجود شد عضلي كبير ما يقيد حركة الرقبة، كما يعاني المريض أيضاً من تشنجات عضلية في الظهر ما يسبب آلاماً مزمنة وقد تكون في بعض الأحيان مزعجة وحادة وخاصة في عضلات الظهر العليا، وآلام في منطقة الكتف سببها أيضاً تشنج العضلات في تلك المنطقة، وقد تتفاقم هذه الآلام عند حدوث انقراص في فقرات الرقبة أو الظهر، ما يؤدي إلى ظهور أعراض عصبية تتلخص بمجموعة من الآلام في منطقة الانقراص وفي أسفل الذراع واليد.

وقال الدكتور قاسم: إن العادات الخاطئة باستعمال الجوال أو الكمبيوتر أو النوم على البطن أو النوم على وسادة لا تحافظ على الانحناء الطبيعي للرقبة في وضع جيد، أو النوم على مجموعة من الوسائد العالية تؤدي إلى جعل الرقبة في وضع غير متزن، فتضطر عضلات الرقبة للعمل أثناء الليل لتثبيت ومنع عدم اتزان فقراتها، ما قد يؤدي إلى إحساس بالألم والتيبس في الصباح بمجرد القيام من النوم.

وأفاد بأن الجلوس الخاطئ المستمر لساعات طويلة على المكتب أو الكمبيوتر أو قيادة السيارة له دور مهم في آلام الرقبة.

نصائح

وقدم الدكتور قاسم بعض النصائح منها تجنب الاستمرار في الجلوس لفترة طويلة يكون فيها الشخص مضطراً لتثبيت الرقبة في اتجاه واحد، مثل استخدام الجوال أو القراءة أو الكتابة أو مشاهدة التلفاز، مشدداً على ضرورة تعديل وضعية جلوس الشخص والاستراحة كل خمس عشرة دقيقة على الأقل، مع ضرورة المحافظة على وضع الرأس مستقيماً مع العمود الفقري أثناء الجلوس، لأنه كلما زاد زحف الرأس للأمام بمقدار بوصة واحدة (2.5 سم) معناه زيادة الضغوط على فقرات الرقبة السفلي بمقدار وزن الرأس، لذا يجب أن يكون المكتب قريباً من الشخص وارتفاعه مناسباً، بحيث يمنع انحناء الرقبة.

إبداع

من جانبها، قالت الدكتورة سامية الخوري، استشارية الطب النفسي في مستشفى راشد: لا شك في أن بعض الأجهزة تنمي قدرة الطفل على تحليل المعلومات وتحسين الوعي والإدراك والتفكير بصورة أفضل، وتخلق لديه ثقافة البحث العلمي والإبداعي وتفتح مداركه وتوصله بالعالم من حوله وتنمي مخيلة الطفل، إلا أن قضاء فترات طويلة تجعل دوره غير فاعل في الأسرة، إذ إنه لا يشاركها ولا يتفاعل معها، وبالتالي تضعف علاقته بمفهوم الأسرة، لذا يجب مراقبة ما يشاهدونه على هذه الأجهزة.

وقالت الدكتورة الخوري: الوضع الطبيعي للطفل هو اللعب أو مشاهدة الرسوم المتحركة، ولكن ما نراه اليوم هو العكس تماماً فالطفل أصبح متعلقاً بأجهزة الهاتف النقال والآيباد، التي تضم كل التطبيقات التي يشملها الكمبيوتر أو اللاب توب لسهولة حملها في كل مكان، وللأسف نجد الأهل أحياناً هم المحفز الأساسي لإدمان أطفالهم على الوسائل التكنولوجية الحديثة، كونهم مشغولين طوال الوقت بهذه الأجهزة وبوسائل التواصل الاجتماعي.

وأضافت أن استخدام أجهزة التكنولوجيا الحديثة مثل الهواتف النقالة والآيباد من قبل الأطفال أو حتى الكبار يؤثر سلباً على الترابط الأسري، كما قد يخلق خللاً في شخصية الأطفال تحديداً في حال دخلوا على مواقع مشبوهة في ظل غياب الرقابة الأبوية، وقد تصيبهم بالاكتئاب أو تولد لديهم العنف.

وبينت أن هناك جملة من العوامل تؤثر على نفسية الطفل مثل البيئة الاجتماعية والعلاقة الأسرية والوراثية، مشيرة إلى أن تمضية أوقات طويلة على الهواتف النقالة والآيباد تؤثر سلباً على شخصية الأطفال.

اضطرابات

وقالت: إن إدمان الأطفال على ألعاب الفيديو قد يسبب اضطرابات في النوم وفشلاً على صعيد الحياة الخاصة أو الدراسة، وكسلاً وخمولاً وعزلة اجتماعية، إضافة إلى التوتر الاجتماعي وفقدان المقدرة على التفكير الحر وانحسار العزيمة والإرادة لدى الفرد.

وأوضحت أن التأثيرات السلبية لانشغال الأبناء بالآيباد والأجهزة الإلكترونية تتمثل في التأثيرات الصحية على الأعصاب والعين وضعف التحصيل الدراسي وانعكاساته على المستوى التعليمي، والتأتأة وعدم الاكتراث لمشاعر الآخرين، والعدوانية في السلوك تجاه إخوانه وزملائه، فضلاً عن ضعف الارتباط الديني.

27

قد يصل الوزن على الرقبة أثناء إمالة الرأس لشاشة الهاتف إلى 27 كيلوغراماً ما يسبب مرض «رقبة الموبايل»

2.5

كلما زاد زحف الرأس للأمام بمقدار بوصة واحدة (2.5 سم) تكون زيادة الضغوط على فقرات الرقبة السفلي بمقدار وزن الرأس

01

ينصح بتجنب الاستمرار في الجلوس لفترة طويلة يكون فيها الشخص مضطراً لتثبيت الرقبة في اتجاه واحد

15

ضرورة تعديل وضعية جلوس الشخص كل 15 دقيقة على الأقل والمحافظة على وضع الرأس مستقيماً مع العمود الفقري أثناء الجلوس

50 %

كشفت دراسة أن أكثر من 50% ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و44 عاماً يعانون آلاماً حادة في الرقبة والظهر جراء استخدام الهواتف الذكية

 

Email