أمراض الشتاء.. التطعيمات وتقوية المناعة والوقاية تعزز الحماية من مضاعفاتها

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل انخفاض درجات حرارة الجو خلال فترة الشتاء بيئة خصبة للكثير من الأمراض التي يكون الأطفال وكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة أكثر عرضة لها، ما يتطلب اتخاذ الإجراءات الوقائية التي تحد من مضاعفاتها، وللتصدي لها نصحت هيئة الصحة بدبي بأخذ الاحتياطات والإجراءات الوقائية اللازمة، لا سيما الالتزام بالتطعيمات والأنماط الصحية التي تعزز المناعة والوقاية من العدوى.

تطعيم

وقال الدكتور علي السيد مدير إدارة الصيدلة في صحة دبي: إن التطعيم هو أنجع وسيلة لتوقي المرض أو نتائجه الوخيمة، وقد تم إتاحة اللقاحات المأمونة والناجعة واستخدامها طيلة أكثر من 60 عاماً، ويمكن أن يوفر لقاح الإنفلونزا حماية معقولة للبالغين الأصحاء حتى عندما لا تتطابق الفيروسات المنتشرة تماماً مع فيروسات اللقاح، ومع ذلك قد يكون لقاح الإنفلونزا أقل فاعلية ونجاعة في حماية المسنين من الاعتلال، ولكنه يمكن أن يحد من وخامة المرض ومن حدوث مضاعفات.

ودعا الدكتور علي السيد إلى ضرورة مراجعة طبيب الأسرة في مراكز الرعاية الصحية الأولية للاستفسار عن لقاح الإنفلونزا الموسمية وأخذه إذا كنت من إحدى الفئات المستهدفة، علماً بأن التطعيمات الموجودة آمنة، حيث تتبع دولة الإمارات العربية المتحدة تعليمات وإرشادات منظمة الصحة العالمية وتحدثها باستمرار.

فيروسات

بدوره، قال الدكتور محمود محمد غنايم استشاري ورئيس قسم الطوارئ في مستشفى دبي: إن الأمراض الناجمة عن تقلب الطقس تزداد خلال فترة الشتاء، وبالتالي تتأهب أقسام الطوارئ لاستقبال عدد أكبر من الحالات حسب الفصل، فبعض الأمراض يرتبط بالأحوال الجوية وتكاثر الفيروسات الموسمية، وبعضها الآخر يرتبط بالممارسات الخاطئة، وتتكاثر الفيروسات المسببة للأمراض في هذه الفترة، ما يؤدى للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل الإنفلونزا والزكام، والسعال، وحساسية الأنف، والتهاب الجيوب الأنفية وغيرها.

زكام

وأوضح أن الزكام يعتبر من أكثر الأمراض شيوعاً في فصل الشتاء، وتعتبر الفيروسات بأنواعها المتعددة وفصائلها المسبب الرئيس للزكام، ومن أهم أعراضه الصداع، وآلام الجسم، والعطاس، وارتفاع الحرارة، وسيلان الأنف.

وبيّن أن العدوى تتم عن طريق مباشر عبر استنشاق الرذاذ المتطاير عند العطاس والسعال والكلام، وعن طريق غير مباشر باستخدام أدوات الشخص المريض أو مصافحته.

ولفت إلى أن من أهم طرق التغلب على الزكام الالتزام بالراحة والإكثار من شرب السوائل الدافئة مثل الشوربة والشاي الخفيف، إلى جانب استخدام كمادات الماء الفاتر لخفض الحرارة واستخدام الأدوية الخافضة للحرارة. وذكر أنه في حالة حدوث ألم بالأذن أو الرقبة مع عدم القدرة على ثنيها للأمام أو خروج بلغم أصفر أو أخضر أو صعوبة بالتنفس، فعلى المريض مراجعة مراكز الرعاية الصحية الأولية أو أقسام الطوارئ في الحال.

وأوضح غنايم أن من أمراض الشتاء أيضاً التهاب البلعوم، ومن أهم أسبابه الفيروسات والبكتيريا التي تنشط في فصل الشتاء، ويشكو المصاب غالباً من ألم عند البلع وآلام بالجسم وارتفاع بدرجات الحرارة، وفي حالة الإصابة على المريض الالتزام بالراحة، والغرغرة بماء دافئ وملح، والإكثار من شرب السوائل الدافئة ومراجعة الطبيب في حالة حدوث تورم في الغدد اللمفاوية أسفل الذقن أو الأذن، أو إذا ظهرت نقط بيضاء صديدية على اللوز أو البلعوم، أو في حالة استمرت الأعراض لأكثر من أسبوع.

وأشار غنايم إلى أن التهاب القصبات الهوائية والنزلات الشعبية تسببها الفيروسات والبكتيريا وبنسبة أكبر في فصل الشتاء، وخاصة بين الأطفال وكبار السن، وتظهر على شكل سعال جاف أو مصحوب ببلغم إلى جانب ألم في الصدر وارتفاع في درجة الحرارة.

إرشادات

وللوقاية من أمراض الشتاء قدم الدكتور غنايم بعض الإرشادات العامة، منها غسل اليدين جيداً بصورة منتظمة وتجنب ملامستها للأغشية المبطنة للعين والأنف والالتزام بتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس مع تجنب مخالطة المصابين لمدة طويلة والابتعاد عن الأماكن المزدحمة قدر المستطاع والالتزام بتغطية الجسم بشكل جيد أثناء الخروج إلى الهواء البارد وخاصة منطقة الرأس، مع تجنب استعمال أدوات الآخرين كالمناديل والمناشف، إضافة إلى تجنب التعرض للتغير المفاجئ من الجو الحار للبارد، مع ضرورة تهوية المنزل ومكان العمل باستمرار، والإكثار من شرب العصائر والسوائل الدافئة وتناول الفواكه الغنية بالفيتامينات وخاصة فيتامين C.

وقال الدكتور غنايم إن هناك مجموعة من أمراض الشتاء لها خصوصية معينة وتستهدف فئات عمرية معينة ومرضى بشكل خاص، ونوّه بأن الإنفلونزا الموسمية هي عدوى فيروسية حادة تنتشر بسهولة من شخص إلى آخر، ويمكنها إصابة أي شخص من أية فئة عمرية.

وتابع: كما تحدث الأوبئة الموسمية بصورة خاصة في فصل الشتاء، ولكن يمكن أن تحدث على مدار العام، لافتاً إلى أن الإنفلونزا تعد من المشكلات الصحية الخطيرة، حيث إنها قد تؤدي إلى عواقب وخيمة قد تصل إلى الوفاة، خاصة إذا أصيبت بها فئات خاصة كالأطفال وكبار السن والحوامل وذوي المناعة المنخفضة، كما أن للإنفلونزا تأثيراً سلبياً على القدرات الإنتاجية للبلد من حيث تأثير قوة العمل والغيابات عن المدارس وغير ذلك.

الحوامل والأطفال

وأفاد الدكتور غنايم بأنه يمكن أن تصيب أوبئة الإنفلونزا السنوية جميع الفئات، غير أن الحوامل والأطفال المتراوحة أعمارهم بين 6 أشهر و59 شهراً والمسنين والأفراد المصابين بأمراض مزمنة معيّنة مثل الإيدز والربو والأمراض القلبية أو الرئوية المزمنة والعاملين في مجال الرعاية الصحية هم الفئات الأشد تعرضاً لخطر ظهور المضاعفات.

وأضاف: تنتشر الإنفلونزا الموسمية بسهولة وتنتقل العدوى بسرعة في الأماكن المزدحمة والمغلقة بما فيها المدارس والحضانات ودور كبار السن، وعندما يسعل الشخص المصاب بالعدوى أو يتنفس ينتشر الرذاذ الذي يضم الفيروسات في الهواء بين الأشخاص شديدي التقارب الذين يستنشقونه، كما يمكن للفيروس الانتقال عن طريق الأيدي الملوثة به.

سكري

وأكد الدكتور غنايم أن الطقس البارد يؤثر على أعضاء الجسم كافة ووظائفها، ومرضى السكر من أكثر الفئات التي تتأثر أجسامهم بالبرودة، وعليهم القيام ببعض الأمور التي تجنبهم مشكلات انخفاض الحرارة، ومنها عدم الإسراف في تناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من النشويات والسكريات وتزيد من نسبة السكر في الدم، ويشتهر فصل الشتاء بهذه الأطعمة مثل البطاطا الحلوة والكستناء والحلويات الساخنة، مع تجنب التعرض لأمراض البرد كالإنفلونزا والزكام، وفي حالة الإصابة بها يجب مراجعة الطبيب قبل تناول أي أدوية واستشارة طبيب الأسرة، وذلك لأخذ تطعيم الإنفلونزا الموسمية، الذي يعد مهماً لمرضى السكر.

روماتيزم

من جانبه، أكد الدكتور تامر فاروق اختصاصي العظام في مستشفى راشد، أن الروماتيزم يعد من أكثر أمراض فصل الشتاء انتشاراً، حيث تزداد آلام المفاصل الناتجة عن أمراض الروماتيزم بشكل كبير في فصل الشتاء، ولذلك على المرضى عدم التعرض لتيارات الهواء البارد لتجنب آلام المفاصل والعضلات والأربطة التي تشتد في المساء، وتكون سبباً في الأرق وصعوبة النوم.

وأضاف: مع انخفاض درجات الحرارة والبرودة الشديدة وخاصة في الصباح الباكر وعند الفجر يعاني عدد لا بأس به من المرضى من احمرار الجلد وتورم أصابع اليدين والقدمين والسبب في ذلك اضطراب الدورة الدموية في الأطراف، حيث تؤدي البرودة إلى تقلص الأوعية الدموية فيحدث التورم والاحمرار والحكة والزرقة، وعندما يحاول المريض تدفئة يديه وقدميه يجد أن الآلام تزداد مع الشعور بوخز يشبه وخز الإبر في أصابعه، ومن أهم سبل العلاج تناول الأغذية الغنية بالسعرات الحرارية مع تدفئة المنزل وممارسة الرياضات البسيطة بصفة مستمرة، وقد يلجأ الطبيب إلى وصف بعض مسكنات الألم.

تنميل

يعاني مريض السكري من تنميل في الأطراف بسبب مضاعفات السكري التي تؤثر في الأوعية الدموية والأعصاب، ويزداد ذلك الشعور في فصل الشتاء بسبب تقلص الأوعية الدموية الطرفية.

59

يمكن أن تصيب الإنفلونزا السنوية جميع الفئات غير أن الأطفال بأعمار 6 - 59 شهراً أشد عرضة

60

يعد التطعيم أنجع وسيلة للوقاية من المرض وقد أتيحت اللقاحات المأمونة والمستخدمة لأكثر من 60 عاماً

04

قد تستمر أعراض نزلات البرد كالعطاس وسيلان الأنف وارتفاع الحرارة والصداع وآلام المفاصل ما بين 4-6 أيام

06

«صحة دبي» تؤكد أنه يتوجب على الجميع ابتداءً من عمر 6 أشهر الحصول على جرعة واحدة من التطعيم سنوياً

09

يحتاج الأطفال دون 9 أعوام عند التطعيم لأول مرة لأخذ جرعتين على أن تكون المدة الفاصلة بينهما 4 أسابيع أو أكثر

Email