«المناظير».. تقنية تتغلب علـى مشرط الجراح في عمليات دقيقة وتحد من المضاعـفات

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تتصف غرف العمليات على مدى العقود الماضية بالكثير من الرعب والفزع، فبمجرد إدخال المريض لغرفة العمليات تزداد ضربات القلوب خوفاً مما قد يحدث خلف الأبواب المغلقة، وترفع الأكف بالدعاء وتمتد هذه الحالة لساعات يمضيها المرافقون للمريض ذهاباً وإياباً في انتظار طبيب أو ممرض يخرج لطمأنتهم عن حالة المريض، لكن مع تطور الطب ودخول تقنية جراحة المناظير لكل أقسام مستشفيات هيئة الصحة اختفت تلك المناظر من أمام غرف العمليات وأصبحت أعقد العمليات تتم من خلال فتحات بسيطة في الجسم لا يتراوح حجها بين 1-1,5 سنتيمتر.

أطباء الهيئة في مختلف المستشفيات تمكنوا من إجراء عمليات نوعية هي الأولى من نوعها على مستوى جراحة المناظير في المنطقة من خلال استخدام أجهزة خاصة ذات تقنيات عالية للوصول إلى داخل جسم الإنسان دون اللجوء إلى استخدام المشرط لفتح البطن أو الصدر أو أي تجويف آخر في الجسم.


فتحات صغيرة
من جانبه، قال الدكتور سمير العوضي رئيس قسم الجهاز الهضمي بمستشفى راشد : أهم العمليات في مستشفيات الهيئة باتت تجرى اليوم عن طريق المناظير من خلال فتحات صغيرة جداً وبمضاعفات وأعراض جانبية أقل من العمليات التقليدية، وتحت التخدير الموضوعي ما يجنب المريض التعرض لكميات أكبر من التخدير وبإمكان بعض المرضى مغادرة المستشفى في اليوم نفسه أو اليوم التالي وتوفير الأسرة بشكل أكبر للمرضى الآخرين.

وأضاف: لا يمكن حصر مجالات استخدام عمليات المناظير لأنها دخلت كل الأقسام بدءاً من عمليات زراعة الشرايين، وتبديل الصمامات وتنظير الصدر والرئتين وعمليات العظام، وتشمل زراعة المفاصل وتنظير الركبة ومفصل الكتف وترميم وزراعة الرباط الصليبي وعمليات الجراحة العامة، وتشمل تحزيم المعدة للسمنة المفرطة وفتق الحجاب الحاجز وإزالة المرارة وعمليات الأنف والأذن والحنجرة، واستئصال اللوزتين ورقع الطبلة وزراعة القوقعة والجيوب الأنفية وعمليات العيون من فحص تحت التخدير العام وإزالة السائل الأزرق وعمليات الشبكية والحول وتركيب العدسات وإزالة الأجسام الغريبة وعمليات التجميل من شفط للدهون، ومعالجة الحروق وزراعة الجلد، وعمليات المسالك البولية، من تنظير وزراعة للحالب ونقل وزراعة الكلى وتفتيت الحصى بالمنظار دون اللجوء لفتح جرح كبير من الكلى والحالب، والعمليات النسائية من عمليات قيصرية وتنظيفات وتنظير للمبايض واستئصال للرحم وعمليات الأعصاب والأوعية الدموية بأنواعها.


مزايا

وتابع الدكتور العوضي: من أهم مزايا عمليات المناظير أنها تتم عن طريق ثقوب صغيرة في جدار البطن لا يتجاوز طـولها واحـد سم، يتمكن من خلالها الجراح إدخال الأدوات اللازمة لإجراء العملية بمساعدة شـاشة تلفـزيونية، ويستطيع بعدها المريض الخروج من المستشفى خلال يوم أو يومين مع وجود ندبات صغيرة تختفي تدريجياً مع مرور الوقت.


كما أوضح أن مزايا عمليات المناظير عديدة لا تتوافر في الجراحة المفتوحة مثل سرعة التماثل للشفاء وقصر المكوث في المستشفى والعودة السريعة للعمل، ما يؤدي إلى توفير في التكاليف وطاقة العمل، عدا أنها توفر تجنب اللجوء إلى الجروح وما يترتب على ذلك من كلفة العناية بها، واحتمال حدوث بعض المضاعفات كالالتهابات والفتوق الجراحية، كما أسهمت في تقليل الضغط على الأسرة، مشيراً إلى أن نسبة النجاح بمثل هذا النوع من العمليات تعتبر عالية جداً وتصل إلى ما يزيد على 95%.


تبديل صمام ونقل الوريد
ويقوم أطباء القلب في مستشفى راشد باستبدال الصمام الأورطي للقلب عن طريق القسطرة بالمنظار، وهي الإجراء الأفضل مع كبار السن، لافتاً إلى أن عدد المراكز العالمية المعتمدة 380 مركزاً من ضمنها مركز القلب في مستشفى راشد.


وقال الدكتور فهد باصليب استشاري ورئيس قسم القلب بمستشفى راشد: إن الكادر الطبي تلقى تدريبات لمدة كافية تزيد على عام، على يد البروفيسور العالمي آلن كريبيه مخترع فكرة عمليات تغيير الصمام بالقسطرة، لافتاً إلى أن أول عملية من هذا النوع تمت في عام 2002 على يد البروفيسور العالمي آلن كريبيه الذي قام بتدريب أطباء الهيئة.


وأضاف أن مستشفى راشد دشّن وحدة متخصصة لجراحات الأوعية الدموية والقسطرة كونها أول وحدة متخصصة على مستوى المنطقة، وشكلت نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة للمرضى من حيث دقة وسرعة وجودة هذه الخدمات، خصوصاً أن مستشفى راشد كان الأول على مستوى المنطقة في تقديم هذا النوع المتطور من خدمات جراحة القسطرة والأوعية الدموية.


من جهته قال الدكتور عبيد الجاسم استشاري ورئيس قسم جراحة القلب والصدر بمستشفى دبي: إن عمليات المناظير حلت مكان أخطر العمليات في مستشفى دبي، لافتا الى أن عملية نقل الوريد من الساق لاستبدال شرايين القلب، باتت تتم عن طريق استخدام تقنية المناظير وبفتحة لا يتعدى حجمها 1.5 سم بدلاً من الطريقة التقليدية التي كانت تتطلب فتح ما يزيد على 65 سم تمتد من الكاحل إلى الفخذ.


وأوضح أن الطريقة التقليدية كانت تجري عن طريق وعاء دموي من الساق عبر جرح طويل قد يمتد من الكاحل إلى الفخذ (أكثر من 65 سم) إضافة إلى ندبة طويلة واضحة، لاستبدال الشرايين المسدودة، لافتاً إلى أن بعض المرضى الذين خضعوا لنقل الوعاء الدموي بالطريقة التقليدية كانوا يشعرون بآلام أكثر بعد العملية بسبب شق الساق إضافة لحصول بعض المضاعفات والتأخر في التئام الجرح وصعوبة في الحركة لفترة طويلة.


وأشار إلى أن نقل الوعاء الدموي بالمنظار له فوائد كبيرة للمرضى، حيث يقلل مضاعفات جرح الساق ويوفر نتائج تجميلية أفضل، إضافة إلى تخفيف الألم وتقليل خطر الالتهاب وتقليل فترة الإقامة في المستشفى وسرعة التعافي والعودة إلى المنزل والعمل.


نجاح
بدوره، قال الدكتور بسام محبوب استشاري ورئيس قسم الأمراض الصدرية بمستشفى راشد: إنه قام، ولأول مرة على مستوى المنطقة، بإجراء عمليتين لزراعة الصمام داخل الرئة بواسطة المنظار لمريضين كانا يعانيان من فشل رئوي، ومثل هذا النوع من العمليات يتوفر فقط في ألمانيا ومراكز الابحاث في الولايات المتحدة فقط، لافتا إلى أن علاج الانتفاخ الرئوي كان في السابق يتم عن طريق الجراحة بنسبة نجاح 50% بسبب المضاعفات الخطيرة، أما عن طريق التقنية الجديدة فتصل نسبة النجاح الى أكثر من 95% ويغادر المريض المستشفى في اليوم الثاني.


وقال الدكتور محبوب: إن العمليتين اللتين استغرق كل منهما 45 دقيقة تحت التخدير الموضعي تم خلالهما زراعة صمامات داخل الرئة المتضخمة بواسطة المنظار لمساعدة الرئة على القيام بوظائفها، وتكللت العمليتان بالنجاح، لنكون بذلك أول مؤسسة صحية على مستوى المنطقة وهناك إمكانية لتطبيق هذه التقنية على كل الأعمار، ولكن في الغالب يستفيد منها كبار السن لتقدم حالتهم المرضية بسبب التدخين.


كلية عاطلة
وفي مستشفى دبي، أجرى الدكتور فريبرز باقري متخصص جراحة المسالك البولية والتنظيرية ورئيس قسم المسالك البولية أول عملية من نوعها على مستوى الدولة لفتاة تبلغ من العمر 23 عاما تمثلت باستئصال كلية عاطلة من خلال فتحة السرة باستخدام التنظير، وهي من العمليات النادرة والمعقدة.


وقال الدكتور باقري: إن العملية التي تم إجراؤها باستخدام تقنيات متطورة استغرقت ساعتين تحت التخدير الكامل وخرجت المريضة من المستشفى في اليوم الثاني من دون أي مضاعفات أو أعراض جانبية، لافتا الى أن هذا النوع من العمليات ما زال يجرى على نطاق ضيق في معظم دول العالم.


وأشار إلى أن العملية تمت من خلال إدخال جهاز منظار متطور جدا من فتحة السرة، حيث تم فصل الكلية المعطلة ووضعها في كيس داخل البطن ثم تم تقطيع الكلية إلى قطع صغيرة وتم سحبها من خلال فتحة السرة من دون الحاجة إلى شق البطن، كما كان يحدث في العمليات التقليدية أو حتى لإجراء فتحة صغيرة في البطن لإدخال المنظار.


إقبال كبير
وأضاف الدكتور باقري: الجراحة التنظيرية تلاقي إقبالا كبيرا بين الأطباء والمرضى على حد سواء فقد اصبحت بديلا للعديد من العمليات الجراحية التقليدية وأشهرها استئصال المرارة بالمنظار واستئصال الزائدة الدودية وعلاج فتق الحجاب الحاجز بالإضافة لعلاج السمنة المفرطة.


وأصبح العديد من العلميات مثل إزالة الحصى وسرطان الكلية ودوالي الخصية وورم البروستاتا وغيرها تتم عبر الجراحة التنظيرية، في الماضي كان من الصعب على المريض أن يتقبل مثل هذه الجراحات لأن الإنسان عادة عدو ما يجهل ولم يكن ذلك مقتصراً على المريض بل على الكثير من الجراحين وبخاصة الجراحين كبار السن لم يتقبلوها نظراً لأن ذلك يحتم عليهم تعلم هذه التقنية والإلمام بها قبل البدء في هذه العمليات، ولكن اليوم ومع زيادة الوعي الصحي وعندما عرف المريض إيجابيات هذه العمليات أصبح يطلبها بل يصر عليها بدلاً من العمليات التقليدية.

تدريب
تحتاج عمليات جراحة المنظار الى تدريب جراحي خاص وطويل حتى يتقن الجراح مثل هذه العمليات الجراحية ويتقن المهارة الخاصة لمثل هذه العمليات وليس بالضرورة أن يكون الجراح الماهر هو جراح ماهر في جراحة المنظار، حيث إن هذا النوع من الجراحة يتطلب موهبة خاصة ومهارات لا يتقنها جميع الجراحين.


متعاملون: «التقنية» ثورة علاجية خففت معاناة المرضى

أكد عدد من المتعاملين أن تقنية جراحة المناظير في المستشفيات التابعة لهيئة الصحة بدبي، شكلت تطوراً وثورة هائلة في عالم الوسائل العلاجية، جنبت المرضى الكثير من المعاناة التي كانت تحصل في العمليات التقليدية وما يترتب على الجراحات من مضاعفات وطول أمد الشفاء، فأصبح بإمكان المريض مزاولة أنشطته الحياتية خلال أيام معدودة من إجراء الجراحة بالمنظار.


وفي هذا الإطار، قال مانع المرزوقي إنه خلال السنوات الأخيرة تطورت جراحات المنظار وأصبحت تجرى بعدد فتحات أقل، ما يدل على حرص الهيئة على استخدام التقنيات الحديثة وتوفيرها في مستشفياتها، من أجل تحسين صحة الأفراد وزيادة إنتاجيتهم في العمل والحياة بشكل عام.


نقلة كبيرة
وأضاف: يعتبر المنظار من أحدث التقنيات حيث أحدث نقلة كبيرة جداً في تشخيص وعلاج العديد من أمراض الجهاز الهضمي والتي شهدت نتائج عالية المستوى، إذ إن المنظار جاء بديلاً عن الجراحة التقليدية ليجد العديد من المرضى الراحة التامة والشفاء العاجل من العديد من الأمراض.


توفير الوقت
بدوره، أشار خالد محمد إلى أن التطور السريع في استخدام المناظير أحدث ثورة هائلة في عالم الوسائل العلاجية، ولا شك أنها توفر الوقت على الطبيب والمريض معاً، بالإضافة إلى سرعة تعافي المريض، مع تحقيق نتائج دقيقة فاقت الجراحات التقليدية، والعودة السريعة للعمل، ما يؤدي إلى توفير في التكاليف وطاقة العمل، فضلاً عن قلة احتمال حدوث بعض المضاعفات للمريض.


من جهتها، قالت بدرية البند: مع تطور الطب وحرص هيئة الصحة بدبي على إدخال تقنيات جديدة في العلاجات، اختفت الكثير من حالات الخوف التي كنا نلحظها أمام غرف العمليات، والأكثر من ذلك أن كثيراً من المرضى باتوا يذهبون بمفردهم لإجراء العمليات حتى دون إبلاغ ذويهم، كونها قد لا تستغرق سوى دقائق ومن ثم يمكنهم العودة إلى المنزل في اليوم التالي.


وأضافت أن جراحة المناظير لم تسهم فقط في تحسين صحة المريض كونها أسرع في عملية التشافي، بل إنها وفرت الوقت المنتظر للاستشفاء مقارنة بالعمليات التقليدية، وقللت الضغط على المستشفيات والأسرة بها، بالإضافة إلى تقليل الضغط على المرافقين من أفراد الأسرة الذين كانوا يضطرون للحصول على إجازات طويلة للمكوث مع المريض ورعايته، وكل ذلك ساهم في رفع نسبة إنتاجية الأفراد في العمل والمهمات الحياتية.


وعي صحي
أما سمية سامي فقالت: إن عمليات المنظار شقت طريقها بقوة في القطاع الطبي كما ارتفع الوعي الصحي لدى المريض وأصبح مبصراً بإيجابيات هذه العمليات لدرجة أنه أضحى يطلبها بل يصر عليها بدلاً من العمليات التقليدية.


وأشارت إلى أنها خضعت لعملية استئصال المرارة بالمنظار وخرجت في اليوم نفسه وتماثلت للشفاء بشكل أسرع مقارنة بوالدتها التي خضعت لنفس الجراحة ولكن بالطرق التقليدية منذ فترة طويلة، وأكدت أن الألم كان أقل، ولم تشهد أي مضاعفات تذكر كما أنها استطاعت العودة إلى عملها بشكل أسرع.


01
عمليات المناظير تتم عبر ثقوب لا يتجاوز طـولها 1سم، يُدخل من خلالها الجراح الأدوات اللازمة بمساعدة شـاشة تلفـزيونية
65
عملية نقل الوريد من الساق لاستبدال شرايين القلب قبل تقنية المناظير كانت تتم بفتح 65 سم من الكاحل إلى الفخذ
380
تبلغ المراكز العالمية المعتمدة التي تستبدل الصمام الأورطي للقلب عبر القسطرة 380 مركزاً من ضمنها «القلب» بمستشفى راشد
02
الأعراض الجانبية في العلاجات عبر التقنية أقل من التقليدية ويغادر كثير من المرضى المستشفى في اليوم الثاني

01
يعد مستشفى راشد الأول على مستوى المنطقة في تقديم هذا النوع المتطور من خدمات جراحة القسطرة والأوعية الدموية
95 %
عمليات التنظير جنبت اللجوء للفتوق الجراحية، وتعتبر نسبة النجاح عالية جداً إذ تصل إلى ما يزيد على 95

Email