مع اقتراب بدء إجازة الطلبة

أمراض الصيف تدق ناقوس الخطر ومسؤولية مشتركة لحماية الأطفال

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حذر أطباء في هيئة الصحة في دبي مع اقتراب بداية الاجازة الصيفية لطلبة المدارس من أمراض الصيف التي دقت ناقوس الخطر نظراً لعدم وعي الكثير من الأهالي بطريقة التعامل مع الإجازة الصيفية لأطفالهم، وبالتالي انتقال العدوى بشكل سريع بسبب طبيعة فصل الصيف.

وبين الأطباء أن هناك مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجهات الصحية في الدولة والأهالي، فالجهات الصحية عليها التوعية المستمرة حول المخاطر الصحية والمحاذير وآلية التعامل مع أمراض الصيف، كما أن على الأهالي الحذر والانتباه لأطفالهم وللأماكن التي يرتادونها وخصوصاً المسابح المغلقة التي باتت بؤراً للأمراض نتيجة عدم الانتباه لمتطلبات السلامة فيها.

وبين أطباء الأمراض الجلدية والحساسية والأنف والأذن والحنجرة والأطفال في «صحة دبي» أن استخدام المسابح التي لا تتعرض للتهوية بشكل جيد قد تؤدي إلى الإصابة بالأمراض الجلدية وأمراض الربو والجهاز التنفسي لدى بعض الأشخاص المصابين بحساسية الصدر «الربو»، مؤكدين أن مادة «الكلور» التي يتم استخدامها لتعقيم مياه المسابح دون مراعاة المعايير المطلوبة تؤدي إلى تهيج القصبات وتزيد من احتمالية الإصابة بأمراض الحساسية وأمراض الجهاز التنفسي.

مسببات

وقال الدكتور أنور الحمادي استشاري ورئيس مركز الأمراض الجلدية إن أكثر الأمراض شيوعاً خلال الصيف هي الدمامل، وحروق الشمس، والالتهابات الفطرية مثل النخالية المبرقشة «عدوى فطرية في الفخذ»، وتسبب الحرارة الشديدة تعرق الجلد وهذا هو السبب الرئيس للأمراض الجلدية خلال فصل الصيف، فتظهر على الجلد حبوب مؤلمة، وحكة شديدة في جميع أنحاء الجسم بقع بيضاء اللون أو داكنة على الصدر والظهر أو تقرحات وحكة بين الأصابع والتي تسمى «سعفة القدم»، والتي تمثل عدوى فطرية وتنتشر في فصل الصيف وتسبب حكة في القدمين وتحديداً بين الأصابع وبقعاً متقشرة بيضاء اللون، مؤكداً أن التعرق الشديد الذي يحدث في الصيف وخاصة بين الرياضيين هو الذي يزيد من حدوث هذه العدوى الفطرية، وينصح الأشخاص الذين يصابون بهذه الآفة الجلدية بارتداء الجوارب القطنية التي تحتوي على 100% قطن، إضافة إلى المواظبة على إجراء مغاطس للقدمين ووضع مساحيق مضادة للفطريات وللتعرق.

وقال إن هناك أمراضاً أو مشاكل جلدية تنجم عن استخدام حمامات السباحة تتمثل في الالتهابات الجلدية الفيروسية مثل الثآليل، والمليساء المعدية، والعدوى البكتيرية مثل التهاب الأجربة الشعرية، والفطرية مثل النخالية المبرقشة، وهذه شائعة جداً بين الناس الذين يرتادون حمامات السباحة، لذا يجب التأكد من أن حمامات السباحة تحتوي على نسب مقبولة من الكلور، كما يجب تجنب البقاء في أحواض السباحة لساعات طويلة. وذكر الدكتور أنور أن حب الشباب يزداد سوءاً خلال فصل الصيف بسبب زيادة إنتاج العرق في الوجه ويؤدي إلى انسداد القنوات الدهنية الأمر الذي يؤدي إلى زيادة ظهور حب الشباب.

الوقاية

وعن طرق الوقاية، أشار الدكتور انور إلى أهمية اتخاذ التدابير الوقائية في فصل الصيف، فيجب وضع كمية كافية من الكريمات الواقية من الشمس كل 3 ساعات تبعاً لنوع البشرة، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال فصل الصيف من الساعة الـ 12 إلى الـ 3 ظهراً من خلال لبس قبعة واقية من الشمس إلى جانب استخدام الكريمات الواقية، ولمنع الإصابة وظهور الدمامل على الجلد يجب أخذ حمامات بالماء البارد إضافة إلى وضع كمادات الماء البارد على الوجه، أما بخصوص تجنب الإصابة بالعدوى الفطرية بين الفخذين فينصح بارتداء ملابس داخلية قطنية فضفاضة تحتوي على نسبة قطن 100%، إضافة إلى استخدام مساحيق مضادة للفطريات ومضادة للتعرق خلال فصل الصيف.

المسابح

وأضاف تعتبر المسابح التي يمضي فيها أطفالنا معظم الوقت من إحدى وسائل نقل مجموعة من الأمراض الجلدية خاصة في المسابح العامة التي يرتادها عدد كبير من الناس لذلك يجب أن توضع شروط لرواد هذه المسابح كما هو معمول به في بعض الأندية مثل إحضار كشف طبي يؤكد سلامة الشخص من أي مرض يمكن أن ينتقل عن طريق الماء والاستحمام قبل النزول إلى حمام السباحة وغيرها، إضافة إلى وجوب تواجد جهاز تنقية مياه المسبح «الفلتر» ووضع المواد المطهرة والمعقمة باستمرار وأخذ عينات من المياه وفحصها، لافتاً إلى أن انتقال الأمراض الجلدية في المسابح يرجع لوجود فطريات لدى بعض المصابين يكون منشؤها بكتيريا أو فيروسات تنتقل من الأشخاص المصابين بالأمراض.

جفاف الجلد

وقال إن مادة الكلور التي يتم إضافتها لمياه المسابح تعمل على تهيج الجلد خاصة لدى المصابين بالحساسية وجفاف الشعر وإفساد مظهره العام، ليس هذا فحسب بل إنها شديدة الخطورة على الشعر المصبوغ.

وشدد الدكتور أنور الحمادي على ضرورة الاستحمام قبل السباحة وبعدها، إضافة إلى استخدام المطهرات وتنشيف الجسم والقدمين بشكل جيد بغية الوقاية من الأمراض وبخاصة الجلدية منها إذ إن المسابح تعتبر مصدراً خصباً لانتقال الأمراض الجلدية بما فيها الفطريات التي تسبب كثيراً من الأمراض.

احتياطات

وبدوره قال الدكتور بسام محبوب استشاري أمراض الصدر والحساسية في هيئة الصحة إن الرذاذ المتطاير من المسابح ورائحة الكلور النفاثة تؤدي إلى تهيج القصبات الهوائية خاصة للأشخاص المصابين بمرض الربو، وبالتالي ينصح هؤلاء الأشخاص بأخذ الأدوية الموسعة للقصبات الهوائية قبل الدخول إلى المسبح، أو بعد السباحة في حال شعر الشخص بضيق في التنفس.

وأشار إلى أن إضافة الكلور إلى مياه المسابح يعمل على تعقيم المياه ولكن يجب أن يكون ضمن النسب المتعارف عليها من قبل المشرفين على المسابح، كما يجب تغيير مياه المسابح بين فترة وأخرى للتخلص من البكتيريا والفيروسات التي قد تستقر في المياه من الأشخاص المصابين ببعض الأمراض.

وأشار إلى دراسة حديثة نشرت في مجلة متخصصة في طب الأطفال، بينت أن الأطفال الذين يقضون وقتاً طويلاً في المسابح الداخلية أكثر عرضة للربو لديهم عندما يكبرون مقارنة بالأشخاص الذين لا يسبحون بشكل مستمر حيث لوحظ أن السباحة في المسابح التي تحتوي على الكلور يتصاعد منها غازات تتجمع في المسبح وتؤدي لمشاكل في التنفس.

وهذه الغازات التي تؤدي لحدوث المشاكل الصحية والخطيرة على الصدر والتنفس هي «التركلورامين» و«النتروجين كلوريد» وهذه المركبات تنتج عندما يتفاعل الكلور الموجود في المسبح والذي يضاف لغرض التطهير مع الامونيا التي تتواجد في عرق.

وشدد على ضرورة تدريب العاملين والقائمين على تنظيف المسابح لضمان مراعاتهم نسبة الكلور التي يستخدمونها وأن تكون ضمن الحدود المقننة، وأن لا يعتقدون أنه عند الزيادة من الكلور فإن النتيجة تكون أفضل بل العكس فإن زيادة الكلور في الماء وزيادة تلوث الماء إما عن طريق الجلد أو التبول أو غيرها سيزيد من إنتاج هذه المواد الخطيرة التي ستكون متواجدة في الجو المحيط بالمسبح ويستنشقها الإنسان خاصة إذا كان المسبح مغلقاً.

تهيج القصبات

وقال الدكتور محبوب إن أفضل طريقة للحد من المشاكل الصحية التي قد يتعرض لها الأطفال والذين يكثر لديهم استخدام المسبح الحرص على استخدام مسبح جيد التهوية وليس في مكان مقفل أو مغلق لأن عملية السباحة في مكان مغلق تزيد من تعرض الإنسان للهواء غير النقي لذلك يفضل السباحة في مسابح مفتوحة غير مغلقة، ويجب توعية الأطفال وتعليمهم عدم التبول في المسبح وأخذ حمام سريع قبل وبعد السباحة لأن النظافة قبل السباحة تحد من تلوث المسبح بالعرق الذي يعتبر مادة يمكن أن تتفاعل مع الكلور وتنتج المواد الخطيرة التي تؤثر على الجهاز التنفسي خاصة عند الأطفال ويقلل من إنتاج المواد التي تسبب الحساسية كما يجب توفير الفلاتر الجيدة في المسبح.

تدريب

و شدد على ضرورة تواجد المراقبين والمشرفين على أحواض السباحة لتعليم وتدريب الأطفال المبتدئين لتجنب تعرض الأطفال للغرق، ومراقبة المسبح عن كثب من قبل المدربين، مؤكداً وجوب التشديد والتأكيد على ذلك من قبل الجهات المعنية وأصحاب الأبراج السكنية، لتجنب حدوث حالات الغرق للأطفال.

وقال إن على الأهل أيضا عدم ترك أطفالهم، وإنما يجب مرافقتهم أو على الأقل التأكد من وجود المدرب حتى لا يتعرض هؤلاء الأطفال للغرق أو الإصابة ببعض مضاعفات المسابح خاصة للأطفال المصابين بالحساسية أو الأمراض الأخرى.

أمراض الأنف

وقال الدكتور محمد فوزي استشاري أنف وأذن وحنجرة في مستشفى دبي إنه بسبب ارتفاع درجة الحرارة يحدث العديد من أمراض الجهاز التنفسي في الصيف، مثل الالتهابات الفيروسية التي تسبب نزلات البرد والأنفلونزا، وفي كثير من الأحيان عندما يذهب الأطفال إلى السباحة فإنهم يتعرضون إلى الكثير من الإصابات الفيروسية، فالرطوبة وارتفاع درجة الحرارة مناخ مثالي لنمو الفيروسات والبكتيريا، وتحدث هذه العدوى الفيروسية غالباً مع الأطفال الصغار والمسنين.

وعن التهاب الأنف التحسسي بيّن الدكتور محمد فوزي أنه عبارة عن التهاب المجاري الأنفية بسبب الغبار أو حبوب اللقاح عند النباتات أو فرو الحيوانات، وتستمر حساسية الأنف عادة لفترة أطول من الأنفلونزا العادية، ويمكن أن تترافق مع الحمى، وأن أفضل طريقة للوقاية من هذا المرض تكون من خلال تجنب العطور واستخدام الأجهزة التي ترفع من كمية الرطوبة في جميع أنحاء المنزل وعدم التدخين والابتعاد عن مناطق التخزين أيضاً، ويجب تنظيف المكيف بانتظام، وللعلاج يمكن تناول مضادات الهيستامين. أما الرعاف، ويعني نزيف الأنف عند الأطفال، فإنه يندر حدوثه في الأطفال أقل من سنتين، وتزداد النسبة بعد هذا العمر ثم تقل بعد سن البلوغ. ويكون للعامل الوراثي دور في بعض الحالات.

مناعة

وتعتبر الأمراض المعدية التي تنتشر في فصل الصيف من أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال لأن مناعتهم تكون أقل مما هي عليه لدى الكبار، ومنها الإسهال الصيفي، والدوسنتاريا والتيفود والباراتيفود، والرمد الصديدي والالتهابات الجلدية إضافة إلى التسمم الغذائي الذي يصيب الأطفال لأن الطقس الحار بيئة خصبة لانتشار ونمو البكتيريا الأمر الذي يؤدي إلى فساد الأغذية بسهولة.

ومن أكثر الأمراض شيوعاً بين الأطفال في فصل الصيف هو التسمم الغذائي والجفاف، حيث تنتشر الكثير من الالتهابات المعوية والمعدية التي تنتشر بنسبة أكبر خلال فصل الصيف مقارنة مع فصل الشتاء.

وغالباً ما يكون الأطفال والكبار عرضة للتسمم الغذائي، وبالرغم من أن لدى بعض الكبار مناعة ضده إلا أنه يصيب الفئتين العمريتين بالقدر نفسه الأمر الذي يتطلب شرب الأطفال كميات كبيرة من الماء خلال فصل الصيف لتعويض كمية الماء المفقودة من الجسم بسبب التعرق، حيث إن الجفاف خطير جداً بالنسبة للأطفال ولا تستطيع أجسادهم تحمله.

تعريف

يعرف التسمم الغذائي عادة بأنه حالة مرضية مفاجئة تظهر أعراضها خلال فترة زمنية قصيرة على شخص أو عدة أشخاص بعد تناولهم غذاء غير سليم صحياً وتظهر أعراض التسمم الغذائي على هيئة غثيان وقيء وإسهال وتقلصات في المعدة والأمعاء وفي بعض حالات التسمم الغذائي تظهر أعراض على هيئة شلل في الجهاز العصبي بجانب الاضطرابات المعوية وتختلف أعراض الإصابة وارتفاع الحرارة وشدتها والفترة الزمنية اللازمة لظهور الأعراض المرضية حسب مسببات التسمم وكمية الغذاء التي تناولها الإنسان.

 

الحرص والنظافة الشخصية من طرق الوقاية

ما إن يدق فصل الصيف الباب حتى تنتابنا مشاعر مختلطة بين فرح بهجة الألوان والانطلاق، وبين الخوف من المرض والعدوى المصاحبة لهذا الفصل، تختلف مشاعرنا كما تختلف قوة احتمالنا لتداعيات الصيف، بين حر وقيظ يهرع البعض إلى المرطبات والمثلجات لتطفئ وهج الشمس الحارقة، ويتسابق البعض الآخر إلى شرب الماء البارد غير مدرك تبعات ذلك على الجهاز الهضمي، فشرب المياه الباردة يؤثر في المعدة ويبطئ حركتها ويسبب عسر الهضم.

وبين أمراض الجهاز الهضمي والتنفسي، وعدوى العيون والالتهابات الجلدية، لا نستطيع حصر الأمراض المنتشرة في الصيف، فالأمراض التنفسية وتتمثل أسبابها في انتقال الإنسان بين الجو الحار والبارد، والأمراض الجلدية وتعود أسبابها إلى الذهاب إلى شاطئ البحر، والتعرض إلى أشعة الشمس التي قد تؤدي غالباً إلى حروق من الدرجة الثانية.

بيئة خصبة

وحول انتشار الأمراض بين الأطفال في فصل الصيف، يقول عبد الله الهاشمي:«يشكل الصيف مناخاً مناسباً للبكتيريا بسبب الرطوبة والطقس الحار، حيث تنمو وتتكاثر البكتيريا لذلك يعتبر الصيف بيئة خصبة لانتشارها، إضافة إلى ذلك الأماكن التي يرتادها الأطفال في فصل الصيف مثل حمامات السباحة التي تعد بؤرة لانتقال العدوى والالتهابات البكتيرية خصوصاً».

وأضاف أن الأطفال كذلك عرضة للتسمم الغذائي الذي يحدث غالباً خلال فصل الصيف لأن الطقس الحار كما ذكرنا بيئة خصبة لانتشار ونمو البكتيريا الأمر الذي يؤدي إلى فساد الأغذية بسهولة.

وأشارت التربوية نورة المهيري إلى أنها حريصة على ضمان شرب أبنائها كميات كبيرة من الماء خلال فصل الصيف لتعويض كمية الماء المفقودة من الجسم بسبب التعرق، قائلة إن الطبيب حذرها من أن الجفاف خطير جداً بالنسبة للأطفال ولا تستطيع أجسادهم تحمله.

كما تحرص كذلك على حث أبنائها على النظافة الشخصية والمحافظة عليها مشيرة إلى أنه يجب على الأطفال غسل أيديهم باستمرار خصوصاً قبل تناول الطعام لتجنب الالتهابات الفيروسية والبكتيرية، كما يجب على الأمهات التأكد من تناول أطفالهن للأطعمة النظيفة تجنباً للإصابة بالتسمم الغذائي، والتأكد من شرب الأطفال للماء بكميات كبيرة تجنباً للجفاف.

وقالت صفاء الخميري: «مع دخول فصل الصيف واشتداد درجة الحرارة يلجأ الكبار والصغار إلى قضاء وقت ممتع في المسابح، خاصة مع انتشارها وتواجدها في البنايات، والنوادي والفنادق والمنتزهات وبعض البيوت، لذا يجب قبل السماح للأطفال باستخدام حمامات السباحة، التأكد من أنها تحتوي على نسبة مناسبة من الكلور لضمان النظافة وعدم انتقال العدوى إليهم».

نظافة شخصية

ولفتت أسماء الشامسي إلى أنه يجب تخزين الأطعمة بشكل جيد وعدم تناول طعام أو شراب غير مخزن بشكل صحي بحيث أفسدته درجات الحرارة المرتفعة، أو تعرض للذباب الذي يكثر في الجو الحار صيفاً وهو من أهم العوامل الناقلة للبكتيريا وسائر الميكروبات إلى المأكولات والمشروبات فيلوثها، ناصحة بعدم إهمال النظافة الشخصية وغسل الأيدي باستمرار.

Email