1250 متبرعاً خلال أسبوع من إطلاق «كن الأول في التبرع بالدم»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

شهدت حملة «كن الأول في التبرع بالدم» التي أطلقتها هيئة الصحة بدبي، ويروج لها عالمياً نجم كرة القدم البرتغالي وفريق ريال مدريد كريستيانو رونالدو، في الـ 17 من شهر أبريل الماضي، تفاعلاً كبيراً من قبل الجمهور، حيث سجلت الحملة 1250 تبرعاً بالدم خلال أسبوع على إطلاقها، ووفقاً لإحصائيات هيئة الصحة فإن 95 جنسية توافر احتياجات المرضى في مستشفيات دبي.

وتهدف الحملة لسد حاجة آلاف المرضى ممن هم بحاجة إلى نقل الدم أو أحد مشتقاته، ومنذ الصباح الباكر يستقبل مركز دبي للتبرع بالدم المواطنين والمقيمين للمساهمة في الحملة.

وقال طارق محمد رفعت، أحد المتبرعين بأنه يتبرع بالدم مرتين سنوياً، لأن في التبرع أجر كبير عند الله سبحانه وتعالى، ولأن وحدة الدم التي يتبرع بها الشخص ربما تكون سبباً في إنقاذ حياة مريض في غرف العمليات أو مريض يعيش طول حياته على تغيير الدم مرة كل شهر كمرضى الثلاسيميا وغيرهم.

 

وأضاف أن التبرع بالدم أبلغ رسالة من الإنسان لأخيه الإنسان، فالمتبرع يقدم قطرات من دمه إلى شخص لا يعرفه ولا تربطه به أي صلة قرابة، وهذه القيمة الإنسانية للتبرع بالدم. وقال: إن فائدة التبرع بالدم تعود أيضاً على المتبرع، حيث إن جميع الدراسات العلمية تؤكد أن التبرع بالدم يقلل من احتمالية الإصابة بأمراض القلب، ويساعد في الحفاظ على مستويات صحية من الحديد في الجسم، مما يقلل من احتمالية إصابة المتبرع بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أنه يساعد على تنشيط الدورة الدموية.

وقال المتبرع ريهان من الهند، إنه يتبرع للمرة 25 في حياته، ويذكر بأنه بدأ التبرع عندما كان عمره 19 عاماً، ويؤكد أن الشعور بالعطاء أحد أهم العوامل المحفزة للتبرع بالدم، فإنقاذ حياة الآخرين يعطي شعوراً نفسياً بالرضا والسرور، فكيف إذا عرف المتبرع أن وحدة الدم الواحدة التي تبرع بها تساهم في إنقاذ 3- 4 مرضى.

وأضاف أن التبرع بالدم يعزز إنتاج كريات الدم الحمراء، مما يؤدي إلى قيام نخاع العظم بسد هذا النقص بشكل فوري ونتيجة إلى ذلك، فإن دم المتبرع يتجدد دمه في كل مرة يتبرع بها. ويساعد ذلك على إبقاء جسده بصحة جيدة وعلى قيامه بوظائفه بشكل جيد ومنتج.

وقال أحد المتبرعين، الذي فضل عدم نشر اسمه: إن التبرع في الدم يجب أن يكون خالصاً لوجه الله، وبالتالي يجب أن يكون التبرع سرياً ولا يعلم به أحد، ويضيف بأنه يتبرع مرتين في العام، وقال: «في كل مرة أتبرع بها أشعر بنشاط لم أعهده شهوراً قبل التبرع، وهو ما يعني أن التبرع له فوائد صحية منها تنشيط الدورة الدموية، حيث يتم تنشيط نخاع العظم لإنتاج خلايا الدم المختلفة بعد التبرع بالدم والتقليل من احتمال الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين.

وعي مجتمعي

بدورها أكدت الدكتورة مي رؤوف مديرة مركز دبي للتبرع بالدم، أن الحملة تهدف إلى تنمية الوعي المجتمعي بقيمة وأهمية التبرع بالدم في المقام الأول، وتحقيق أعلى وفرة ممكنة من الدم المخصص لإنقاذ أرواح المصابين والمرضى والخاضعين للعمليات الجراحية المختلفة. وأوضحت أن مركز دبي للتبرع بالدم يقوم بتوفير الدم ومكوناته إلى جميع مستشفيات الإمارة إضافة لمركز الثلاسيميا والأبحاث، مؤكدة أن جميع المتبرعين بالدم متطوعون 100%.

وبينت الدكتورة مي رؤوف أن 15% من عدد الوحدات التي يتم تجميعها سنوياً تذهب لمستشفيات القطاع الخاص و18% لمستشفى راشد و38% لمركز الثلاسيميا والأبحاث، و 19% لمستشفى دبي، و14.8% لمستشفى لطيفة، و 2% لمستشفى حتا.

اعتماد دولي

وأشارت إلى مركز دبي للتبرع بالدم، يعد واحداً من أفضل المراكز المتخصصة دولياً، وحاصل على الاعتماد الدولي من جمعية بنوك الدم الأميركية «AABB»، منذ العام 2012، وهذه الجمعية هي الأكثر تشدداً ودقة في مجال الاعتماد الدولي، كما أن المركز مشارك في برامج الجودة الخارجية المعنية بدقة الفحوص التي تجرى على المتبرعين بالدم، وذلك مع واحدة من أعرق الكليات العالمية، وهي كلية الباثولوجيين الأميركية.

وأوضحت أن الخدمات التي يقدمها المركز لا تقتصر على تجميع الدم وتوفيره، وإنما يحرص المركز على سحب الدم من المتبرعين وحفظه وتوفير كل ما يلزم لمأمونية الدم وسلامته، إلى جانب الحفاظ على سلامة المتبرع نفسه قبل التبرع وبعده وتوفير الدم ومكوناته للمرضى المحتاجين، وفق أعلى درجات الأمان والجودة.

وبينت الدكتورة مي رؤوف أن المركز يقوم بتقديم الاستشارات الطبية للمتبرعين بالدم، ويعمل على تنمية الوعي المجتمعي وتثقيف الجمهور بفوائد التبرع، مشيرة إلى أن المركز قام بإجراء دراسة واسعة شملت 992 شخصاً، وتبين بعد تحليل نتائج الاستبيان أن هناك نقصاً بالمعلومات حول أهمية التبرع لشريحة كبيرة من المشاركين، علماً بأن 57% منهم كانوا يحلمون شهادات عليا و68.1% تراوحت أعمارهم بين 18و65 سنة و 31.3 كانت أعمارهم اقل من 18 عاماً، وقالت ان نتائج الاستبيان أظهرت أن 30.3% من المتبرعين كان لديهم الرغبة في مساعدة الآخرين.

وقالت بأن 59% من المشاركين في الاستبيان لم يسمعوا عن مراكز التبرع بالدم في مناطقهم، وليست لديهم أدنى فكرة عن المدة التي يستغرقها التبرع و66.4% يعتقدون أن التبرع يعتبر سبباً لانتقال العدوى للمتلقي، و40% يتعقدون أن التبرع ينقل العدوى للمتبرع، وهو ما يتطلب تكثيف حملات التوعية وهذا ما سيقوم به المركز من خلال حملة «كن الأول للتبرع بالدم» والتي ستستمر لعام.

وقالت إن عمل المركز وخدماته لا تقتصر على الصورة النمطية لمراكز الدم، فالمركز له مكانته العالمية ويعمل وفق ذلك، وبالتالي لا يقتصر دوره على تجميع الدم وتوفيره، فهو يحرص على سحب الدم من المتبرعين وحفظه، وتوفير كل ما يلزم لمأمونية الدم وسلامته، إلى جانب الحفاظ على سلامة المتبرع نفسه قبل التبرع وبعده وتوفير الدم ومكوناته للمرضى المحتاجين وفق أعلى درجات الأمان والجودة.

وبدروها قالت ناديا عبد الله كلنتر مسؤول وحدة التسويق وتسجيل المتبرعين بالدم، إن المركز أعد جميع التجهيزات اللازمة من الحافلات وبنوك الدم المتنقلة لانطلاق الحملة في ربوع دبي، يصاحب ذلك حملة دعائية موسعة في مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والمواقع الجغرافية المميزة وتم استخدام النسخة العربية للحملة التي يتولى الترويج لها نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو.

أعلى درجات المأمونية يطبقها المركز خلال نقل الدم

قالت أسماء النيادي رئيس وحدة المختبرات الطبية بمركز دبي للتبرع بالدم، إن عملية التبرع بالدم تعتبر عملية آمنة وسهلة، إذ يتمّ استخدام إبرة حقن وأنبوب جديدين في كلّ مرة يقوم أحدهم بالتبرع بالدم، وتُتلف فوراً بعد استعمالها. ما ينفي خطر الإصابة بأي أمراض معدية، مشيرة أن المركز يوفر أعلى درجات المأمونية والسلامة في نقل الدم وحفظه وهو ما أكسب المركز الثقة العالمية وجعله ينال الاعتماد الدولي من قبل جمعية بنوك الدم الأميركية التي تعد من أكثر الجمعيات في العالم حسماً ودقة.

الصفائح الدموية

وأوضحت النيادي أن الصفائح الدموية هي نوع من كريات الدم الضرورية لعملية التخثر، ويتلقى المرضى الذين يعانون من مشكلات صحيّة خطيرة كسرطان الدم أو غيره، الصفائح الدموية بشكل متكرر، شأنهم شأن الأطفال مبكري الولادة الذين يعانون من خلل في عملية تخثر الدم.

ويتمّ جمع الصفائح الدموية من خلال فصل مكونات الدم، وذلك عبر تمرير الدم في آلة خصوصاً تعمل على فصل كرياته، وكلّ عملية فصل لمكونات الدمّ الذي يتمّ التبرّع به قد توفّر 3 وحدات من الصفائح الدموية التي تمكّن من إنقاذ المرضى المحتاجين إليها.

وأوضحت أن التبرّع بالصفائح الدموية لا يخفض عددها بشكل كبير في الجسم، ولا يتسبب بأي نزيف، فجسم الإنسان قادر على استبدالها بسرعة فائقة، ويمكن تكرار عملية التبرع بالصفائح الدموية بصورة متكررة أكثر من التبرّع بعينّات الدم الكاملة، وذلك كلّ أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، ولغاية 24 مرّة في السنة الواحدة، وتستغرق عملية التبرع بالصفائح الدموية نحو ساعتين تقريباً.

وقالت إنه بعد التبرع، يتمّ نقل الدم إلى المختبرات لتخضع الوحدة للتحاليل اللازمة، إذ يتمّ إجراء 6 تحاليل إضافة لتحليل الملاريا في كل مرة يقوم الشخص بها بالتبرع، وتشمل التحاليل تحديد فصيلة كلّ من عينات الدم، وإجراء التحاليل لرصد وجود الأجسام المضادة فيها، ورصد وجود الأجسام المضادة للفيروسين 1 و2 المسببين لمرض الإيدز، وتُجرى التحاليل على جميع عيّنات الدم التي تمّ التبرّع بها لرصد فيروس التهاب الكبد الوبائي ب و ج وتقصي داء الزهري.

وقالت بأن المركز يعد الأول في الدولة والشرق الأوسط الذي أدخل أخيراً وتحديداً في شهر مارس الماضي تقنية فصل الدم ومكوناته، وهو نظام أوتوماتيكي كامل ومن شأن هذا النظام تقليل حدوث الأخطاء البشرية .

وأوضحت أن كريات الدم الحمراء يتم الاحتفاظ بها لـ 42 يوماً في درجة حرارة 4 درجات مئوية، ويتم الاحتفاظ بالبلازما المجمدة لمدة عام، وتستخدم لمرض اللوكيميا والنزيف وتحفظ في درجة حرارة 40 درجة مئوية تحت الصفر والصفائح الدموية على درجة في درجة حرارة 33 ولمدة 15 يوماً، وتستخدم لمرضى السرطانات، مشيرة إلى أن المركز يطبق نظاماً متطوراً لحساب فترة الصلاحية لتجنب إتلاف الوحدات الدموية.

Email