هي.. راحة البال وكفى

ت + ت - الحجم الطبيعي

في حديثها المطول – دائماً – عن رعاية كبار السن، تدعو منظمة الصحة العالمية المجتمعات والحكومات إلى ضرورة كسر الصور النمطية الخاصة بالمسنين واستحداث نماذج جديدة تشجّع على مشاركة المسنين في الأنشطة والفعاليات، وتساعد في دمجهم وتعزيز أواصرهم بالحياة والناس والمجتمع المحيط بهم.

وتقول المنظمة كذلك إنه بإمكان معظم الناس اليوم - ولأول مرة في التاريخ - أن يتوقعوا لأعمارهم أن تمتد حتى الستينات وما بعدها، إذ لا يمثل طول العمر فرصة مهمة بالنسبة إلى كبار السن وأسرهم فحسب، بل أيضاً إلى المجتمعات ككل.

ويتيح العمر لسنوات أطول فرصاً لمتابعة أنشطة جديدة من أجل مواصلة التعلم أو الالتفات إلى ناحية مثيرة أهملت لفترة طويلة، والعمل في الوقت نفسه على تقديم إسهامات قيّمة للأسرة والمجتمع.

والمفهوم من هذا المنطق الذي تتحدث به منظمة الصحة العالمية، هو أن للمسن دوره وأهميته في المجتمع، وأنه يظل قادراً على العطاء وعلى المشاركة والاندماج، ومواصلة الحياة والتعلم والإنتاج وتحقيق الأهداف الجديدة والمتجددة، وهناك العديد من النماذج لكبار السن الذين التحقوا بقطار التعليم في أواخر العمر، ومن أسسوا لمشروعات عالمية ناجحة، لكن يبقى الأهم من ذلك وهو نظرة المجتمع للمسن، ومدى تقديره لهذه المرحلة بالغة الأهمية.

إن النموذج أو النماذج الحديثة لرعاية المسنين وتقديرهم والعناية بشؤونهم، التي تتحدث عنها منظمة الصحة العالمية، وتدعو إلى توفيرها في العالم، لإزاحة الصورة النمطية عن المسنين، هي النماذج ذاتها التي تحتضنها دولتنا، وهي النماذج نفسها التي أسست لها قيادتنا الرشيدة، ووجهت وتوجه دائماً بتوفير كل سبل الحياة الكريمة فيها، ولعل النموذج الماثل بيننا هو مركز ملتقى الأسرة في دبي، الذي يعكس مكانة كبار السن والأولوية التي يحظى بها كل مسن، ليس من العاملين في المركز وفقط، بل من الشخصيات المجتمعية وكبار المسؤولين وطلبة الجامعات والمدارس، ومختلف أفراد المجتمع، ممن يجدون في زيارتهم للمسنين راحة البال والهدوء والسكينة.

في زيارة المسنين بهجة وفي التواصل معهم سعادة لا يمكن وصفها.. لا يمكن التعبير عنها.. هي الفطرة والتلقائية والعفوية التي تملأ المكان وترسم ملامح جميلة لوجوه بريئة تنتمي لمراحل متقدمة من العمر.

هذا ما يمكن أن تجده في مركز ملتقى الأسرة طوال العام.. هذا ما يمكن أن تعيشه الآن إذا أردت الانضمام إلينا مساء كل يوم لمشاركة كبار السن أنشطتهم وفعالياتهم في ليالي شهر رمضان الكريم.

Email