د. محمد الرضا مدير مكتب إدارة المشاريع في الهيئة:

«صحة دبي» توظّف الحلول الذكية لخدمة الناس والمرضى

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور محمد الرضا مدير مكتب إدارة المشاريع ومدير إدارة المعلوماتية والصحة الذكية في هيئة الصحة بدبي، أن التحولات الذكية التي تشهدها هيئة الصحة بدبي ومنشآتها وخدماتها، تمثل مسؤولية والتزاماً بالتوجهات العامة للدولة ومدينة دبي على وجه التحديد، وتمثل في الوقت نفسه مواكبة للعالم، وتستهدف التحولات بطبيعة الحال توفير أفضل مستويات الرعاية الصحية، وصولاً لمجتمع أكثر صحة وسعادة، إلى جانب تحقيق التنافسية العالمية، واستدامة الصحة. وأشار إلى الحلول الذكية، التي تتبناها الهيئة لتقديم أعلى مستويات الرعاية الصحية للمرضى، وخدمة الناس بشكل عام، وأنها تعمل الهيئة على تمكين كوادرها الطبية من مواكبة العالم وتطوير ممارستهم المهنية وحفزهم في الوقت نفسه على الابتكار والإبداع واستحداث أساليب متطورة للوقاية والتشخيص والعلاج، وقبل ذلك توظيف التجهيزات نفسها لخدمة المرضى ورعايتهم. وأوضح الدكتور الرضا، بمناسبة إطلاق الهيئة، مؤخراً، أحد أهم مشروعاتها الرقمية والذكية، وهو مشروع نابض الذي يستهدف ربط مستشفيات الهيئة وجميع المستشفيات الحكومية والخاصة على مستوى الدولة والعالم، بما يوحد التقارير الطبية للمرضى وفق أعلى درجات الخصوصية والدقة والسرعة.

تكامل

وحول العلاقة بين المشروعين «نابض» الذي تم إطلاقه قبل أيام قليلة، ومشروع الملف الإلكتروني الموحد «سلامة» الذي أطلقته الهيئة قبل ثلاثة أعوام، يقول الدكتور محمد الرضا إن مشروعات الهيئة جميعها متكاملة، وتسير في ذات الاتجاهات ونحو نفس الأهداف، موضحاً أن مشروع «نابض» هو المشروع الشامل الذي سيضم إمكانيات مشروع «سلامة» إليه، وأن ذلك هو ما خططت له الهيئة قبل أربعة أعوام، وبدأت بـ«سلامة»، ليأتي من بعده «نابض».

طموح

وقال الدكتور الرضا: حتى تكون الصورة واضحة بالنسبة لهذه المشروعات الكبيرة المهمة، علينا الإشارة أولاً إلى مشروع «سلامة»، الذي يعد أحد أهم المشروعات الطموحة، وهو الأكبر والأول من نوعه والأحدث في تكامله وتقنياته على مستوى منطقة الشرق الأوسط. وتبرز أهمية المشروع في قيمته المضافة لمنظومة الصحة في دبي، فهو ليس مجرد مشروع تقني لتنظيم ملفات المرضى، وليس مجرد طفرة في خدمة المتعاملين وتحسين رحلتهم وفقط، إذ يتجاوز «سلامة» كل هذه النتائج والأهداف، لتتكامل قيمته في رفع مستوى كفاءة منشآت الهيئة الصحية من المستشفيات والمراكز والعيادات الطبية، إلى جانب دعم اتخاذ القرار بداية من قرارات العلاج لدى الأطباء، وحتى قرارات قيادات الهيئة والمسؤولين عن التخطيط ورسم السياسات. وليس هذا فحسب، فالمشروع يمثل أيضاً أداة فاعلة للرقابة والمتابعة لكل ما يجري في منشآت الهيئة، ومن ثم تقييم المنشآت وأداء العاملين فيها كافة وفق مؤشرات علمية دقيقة، إضافة إلى قدرة المشروع على حساب التكاليف بدقة، ومستويات الاستهلاك الدوائي.

«نابض»

وفيما يخص مشروع «نابض» أكد أنه المشروع الأشمل الذي يضم جميع المستشفيات والمراكز الصحية التابعة للهيئة ومثيلاتها في القطاع الخاص على مستوى الدولة والعالم، في منظومة إلكترونية متكاملة، تمثل طفرة مهمة على مستوى العناية بالمرضى، ولاسيما في جانب التشخيص والعلاج، الذي سيرتكز على بيانات وتقارير طبية موحدة، يتوفر معها وقت وجهد الأطباء والمرضى، والتكلفة المالية أيضاً.

وأشار الدكتور محمد الرضا إلى أن «نابض» يرتكز على مجموعة من التقنيات والنظم الأكثر تطوراً في العالم، التي تتيح القدر الكافي من المرونة والكفاءة والدقة والسرعة، للوصول إلى التقارير الطبية في أي وقت ومن أي مكان، كما أنه ومن شأنه تعزيز جهود الهيئة في التخطيط ورسم السياسات وصناعة القرار، إلى جانب دعم توجهات الهيئة نحو الاستدامة، والتخلص من أية ازدواجية أو تكرار في إجراءات ورحلة المريض، سواء في جانب التشخيص أو العلاج.

وأضاف: لسنا في معرض مقارنة بين مشروعين، وأن ما نقصده هو التأكيد على تكاملية العمل والمشروعات التي يعزز بعضها البعض، ويدعم كل منها الآخر لتحقيق الهدف.

استثمار

وفي السياق نفسه أكد مدير مكتب إدارة المشاريع ومدير إدارة المعلوماتية والصحة الذكية في هيئة الصحة بدبي أن هيئة الصحة بدبي قطعت شوطاً مهماً في سباق الاستحواذ على أفضل التقنيات وبالتحديد ما يتصل من هذه التقنيات بالطباعة ثلاثية الأبعاد والذكاء الاصطناعي، وذلك ضمن توجهات دبي وأهدافها الاستراتيجية في هذا الشأن، ومن خلال مجموعة من المبادرات بالغة الأهمية، وفي مقدمتها: (مسرعات دبي المستقبل)، و ( 10X)، إلى جانب مبادرات أخرى تبنت هيئة الصحة بدبي تنفيذها، بهدف توظيف أفضل التقنيات والحلول الذكية، وهذا ما تحقق بالفعل، حيث قطعت الهيئة شوطاً مهماً على هذا الطريق لتقديم أعلى مستويات الرعاية الصحية للمرضى، وخدمة الناس بشكل عام، في الوقت نفسه وفي ذات الاتجاه تعمل الهيئة أيضاً على تمكين كوادرها الطبية من مواكبة العالم وتطوير ممارستهم المهنية وحفزهم في الوقت نفسه على الابتكار والإبداع واستحداث أساليب متطورة للوقاية والتشخيص والعلاج، وقبل ذلك توظيف التجهيزات نفسها لخدمة المرضى ورعايتهم.

 

تعزيز المنشآت الطبية بالذكاء الاصطناعي

أوضح الدكتور محمد الرضا بعض الوسائل والتجهيزات التي استعانت بها هيئة الصحة في دبي ووفرتها في منشآتها الطبية، واستخدامها للذكاء الاصطناعي، ومنها على سبيل المثال:

سالم AI

(سالم AI)، يمثل أحدث التقنيات الطبية المتصلة بالذكاء الاصطناعي، التي تستخدمها الهيئة في مراكز فحص اللياقة الطبية والصحة المهنية التابعة لها، وهذه التقنية الجديدة تمكن المراكز من إتمام عمليات الفحص بالأشعة من خلال الذكاء الاصطناعي بدقة فائقة، وهو ما يعد إضافة مهمة للهيئة في مجال الذكاء الاصطناعي.

التقنية ثلاثية الأبعاد

إلى جانب ذلك تحققت طفرة نوعية على مستوى تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي تمكنت الهيئة من خلالها إجراء بعض من العمليات الجراحية الدقيقة، منها استئصال ورم سرطاني من كلية مريضة، من دون الحاجة لاستئصال الكلية، وشهد مستشفى راشد عملية جراحية بالغة التعقيد في المخ، (وذلك بذات التقنية).

وقال الدكتور محمد الرضا، إن الهيئة أنجزت أول ساق اصطناعية منتجة عبر تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، على مستوى الشرق الأوسط، والتي تم تصميمها خصيصاً لمواطنة بريطانية مقيمة في دبي، كانت قد فقدت ساقها في حادث قبل سنوات، إلى جانب اعتماد إدارة الأسنان في الهيئة ضمن كل إنجازاتها على هذه التقنية، وقد شهد مستشفى راشد، مؤخراً، زراعة أول فك في فم مريض بالتقنية نفسها. وكانت الهيئة قد وفرت مجسماً للقلب عن طريق تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، بغرض التعليم والتنمية المهنية.

مبادرة

وأضاف مدير مكتب إدارة المشاريع ومدير إدارة المعلوماتية والصحة الذكية في هيئة الصحة بدبي: لقد استثمرت هيئة الصحة بدبي الفرص التي أتاحتها مبادرة مسرعات دبي المستقبل، ونجحت في امتلاك مجموعة من التجهيزات والحلول الذكية الفائقة، منها على سبيل المثال: منصة الذكاء الاصطناعي الطبية «AI Platform» التي تتسم بقدرات فائقة في تفهم حالة المرضى وتشخيصها، جهاز (البنكرياس الاصطناعي) – الذي يقوم بقياس نسبة السكر كل خمس دقائق لدى المرضى المقيمين في المستشفى، وباستخدام الذكاء الاصطناعي يتخذ الجهاز الإجراءات اللازمة لتفادي أية حالة انتكاس محتملة للمريض، وكذلك (كبسولة الذكاء الاصطناعي)، لمتابعة القراءات الحيوية بأحدث الطرق العالمية، إلى جانب (أول طوق ذكي للرأس)، الذي يكتشف الجلطات الدماغية، وهو يتميز بقدرات تقنية فائقة المستوى لمتابعة وتخطيط الدماغ للمرضى المعرضين للإصابة بالجلطة الدماغية.

وتابع الدكتور الرضا: لقد استعانت الهيئة بـ(جهاز الملاحة الجراحية)، الذي يساعد أطباء جراحات الدماغ والعمود الفقري، وهو جهاز بالغ الدقة يستخدم في تحديد وتشخيص أية مشاكل صحية في الدماغ أو العمود الفقري وتحديد موضع الجراحة، و(جهاز الأشعة ثلاثي الأبعاد)، الذي يخص جراحات العمود الفقري، وهو الجهاز الذي يكفل الراحة والأمان للمرضى الخاضعين للعمليات.

Email