د. وديعة شريف مساعد مدير إدارة التعليم الطبي والأبحاث في الهيئة:

«صحة دبي» تبدأ إعداد وصياغة استراتيجية نوعية للتعليم الطبي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شرعت هيئة الصحة بدبي في إعداد استراتيجية نوعية للتعليم الطبي، تواكب المستجدات العالمية والمتطلبات المستقبلية، التي من شأنها زيادة قدرة وكفاءة الكوادر الطبية والطبية المساندة، وتكفل في الوقت نفسه تطبيق أفضل الممارسات وأعلى المعايير والأصول المهنية المتقدمة.

ويأتي ذلك في ضوء ما تشهده الدولة وتشهده دبي من تطور لافت في شتى المجالات، وبالتحديد في المجال الصحي، وفي وقت قطعت فيه المؤسسات التعليمية من الجامعات والكليات المتخصصة، شوطاً مهماً على المستوى الأكاديمي.

غير أن مقتضيات الوضع الراهن والتغييرات المتسارعة التي يشهدها القطاع الصحي في الدولة والساحة الصحية العالمية، تحتم إعداد استراتيجية متكاملة للتعليم الطبي، تراعي متطلبات التدريب والاحتياجات الأساسية للأطباء، وتراعي كذلك اختلاف التخصصات والمدارس الطبية العالمية والممثل أبرزها في المدارس (الإيرلندية، والأمريكية، والكندية) إلى جانب البورد العربي.

من هنا بدأ حوارنا مع الدكتورة وديعة شريف مساعد مدير إدارة التعليم الطبي والأبحاث في هيئة الصحة بدبي، التي أوضحت لنا الكثير عما يدور في الهيئة بهذا الشأن، وما تتجه إليه «صحة دبي»، بعد الإعلان الرسمي عن استراتيجية متكاملة للتعليم الطبي، وتالياً نص الحوار:

ما الدور والاختصاصات المنوطة بها إدارة التعليم الطبي والأبحاث ؟

تستثمر إدارتنا بشكل كبير في تنمية وإعداد الجيل المستقبلي من الأطباء، كوننا أحد الكيانات الرئيسية في رحلتهم لدراسة الطب.

ولا يقتصر دورنا فقط على مرحلة تقديم التعليم والتدريب ليصبحوا أطباء، بل أننا نستمر في تقديم رسالتنا عن طريق تنظيم البرامج التدريبية الطبية التي يتم عقدها في إمارة دبي لتزويد الأطباء بأحدث المعارف والتقنيات في مجالهم فضلًا عن إتاحة الفرصة أمامهم لاكتساب أفضل المهارات وثقلها.

وتمتد مهام وأدوار إدارتنا التي توسعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة لتشمل إيجاد أفضل السبل لتحسين طرق الوصول إلى الأبحاث الطبية والتشجيع على تطويرها، وهو الأمر الذي يعد بمثابة مكون حيوي في التعليم الطبي ومنظومة الرعاية الصحية على الصعيد العالمي.

إعداد

وماذا عن ورشة العمل التي نظمتها هيئة الصحة بدبي، قبل أيام قليلة، لإعداد وصياغة الاستراتيجية الطموحة وعن مسارات الإعداد؟

بالنسبة لورشة العمل فقد نظمتها الهيئة لمناقشة مسارات إعداد استراتيجية التعليم الطبي، وذلك بحضور مجموعة من المسؤولين وممثلي الأطراف المعنية والشريكة للهيئة من المؤسسات والدوائر الحكومية، وعدد من عمداء كليات الطب والعلوم الصحية في الدولة، ونخبة من الخبراء والمتخصصين الدوليين في الابتكار وبرامج وعلوم وفنون التعليم الطبي والتدريب، الذين حضروا من سويسرا، وانجلترا، وجامعة هارفارد.

وحرصت الهيئة كما قال معالي حميد القطامي المدير العام لهيئة الصحة بدبي- على تضافر جهود الجهات المعنية كافة، ليكون للقطاع الصحي في الدولة رؤيته ومعاييره، ومقاييسه الدولية ويكون له معايير خاصة للتعليم الطبي.

وفيما يتعلق بالمسارات التي تعمل عليها الهيئة لإعداد استراتيجية التعليم الطبي، فهي تشتمل على تطوير العلوم الطبية، وبرامج التدريب، وأدوات البحوث العلمية والطبية، مع الأخذ في الاعتبار تنوع التخصصات الطبية، والطفرات المتلاحقة فيما يخص التجهيزات والتقنيات الذكية.

ما الأهداف العامة لورشة العمل، ومن هم أبرز حضورها؟

كان لدينا هدفان رئيسيان من عقد هذه الورشة. يتمثل الهدف الأول في تبادل الأفكار والرؤى والتصورات حول قطاع الرعاية الصحية، والشكل الذي سيبدو عليه التعليم الطبي في المستقبل.

أما الهدف الثاني، فكان فهم ماهية وشكل أنظمة التعليم الطبي الناجحة من خلال الاستفادة من أفضل التجارب لدول رائدة حول العالم في مجال التعليم الطبي، وربما استكشاف كيفية الاستفادة من هذه التجارب لتطبيقها في دبي.

وقد تم تنظيم هذه الورشة بالشراكة مع شركة آرثر دي ليتل، وخبرائها من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والسويد وسنغافورة، وتمت مشاركة بعض الرؤى والأفكار والتصورات والمعارف الاستراتيجية المثيرة للاهتمام مع ضيوفنا.

ممارسات

هل القطاع الصحي في حاجة فعلية لمثل هذه الاستراتيجية؟

نعم القطاع الصحي في حاجة شديدة لرفع مستوى الممارسات المهنية، إلى جانب تطوير البحوث الطبية، التي تشكل الجزء الأكبر من البحث العلمي العالمي، وذلك بعيداً عن الصور المألوفة والنمطية، وخاصة أن البحوث الطبية أصبحت ترتكز الآن وبشكل أساس على الابتكار، وهذا ما يتوافق وتوجهات دولة الإمارات العربية المتحدة، والتحولات والطفرات المتلاحقة التي تشهدها دبي.

فنحن نحتاج إلى خلاصات وأفكار طبية مبتكرة يمكن تطبيقها، وأساليب حديثة متطورة يمكن الاعتماد عليها في تطوير مهنة الطب على وجه التحديد، وهذا بالتحديد ما تستهدفه الاستراتيجية.

هل لنا أن نتعرف إلى أهم ملامح الاستراتيجية ومبادئها؟

طرأت تغيرات سريعة على رؤيتنا لتطور قطاع الرعاية الصحية في المستقبل. ويرجع هذا التحول إلى مجموعة متنوعة من الأسباب، وهي: الاعتماد على نموذج رعاية صحية علاجية أكثر استباقية في طرق تشخيص بعض الأمراض وعلاجها؛ الاستفادة من الابتكارات الطبية وتقنيات الجيل القادم في تحسين أساليب التدريب والتشخيص والعلاج، وتحسين النتائج في نهاية المطاف.

وتوضح الآثار المترتبة على هذا التغيير أننا بحاجة إلى ضرورة النظر في إعادة تقييم وتغيير طريقة تعليم أطبائنا وممرضينا المستقبليين وتدريبهم.

وستضمن الاستراتيجية التي نعمل حاليًا على وضعها النظر في كيفية توفير مجموعة متنوعة من الخيارات التعليمية للطلبة للحفاظ على مستوى التعليم الطبي المتميز وعالي الجودة في دبي، والبحث عن السبل المثلى لدمج أساليب تعلم مبتكرة في القاعات الدراسية، مثل أجهزة المحاكاة الطبية، وكيفية توفير فرص للطلبة والمختصين لزيادة مشاركتهم في تطوير الأبحاث.

وفي النهاية، نرغب أيضاً في ضمان قدرتنا على خلق بيئة عمل تشاركية يسهم فيها القطاع الخاص جنبًا إلى جنب مع القطاع العام لتحقيق رؤيتنا المستقبلية.

هل سيتم وضع رؤى الأطباء واحتياجاتهم المستقبلية في الاعتبار عند صياغة هذه الاستراتيجية؟

بلا شك. الأطباء هم، وسيظلون، أحد أهم أصولنا الثمينة. وخلال العملية برمتها، سيشارك الأطباء في كلا القطاعين ( العام والخاص) معنا في صياغة الاستراتيجية. حيث إننا نتطلع إلى تحسين طريقة توفير فرص التعليم المستمر، وبناء منشآت ذات طراز عالمي، واستخدام أفضل التقنيات، واستحداث نظام يشجع الأطباء على المشاركة في التدريب والأبحاث الأكاديمية.

وأرى أنه من الأهمية بمكان التذكير بأننا نرغب في أن تكون دبي، بل والإمارات العربية المتحدة ككل، أن تكون وجهة عالمية للاستدامة والفرص المستقبلية. ومن خلال بناء منشآت ذات طراز عالمي وتوفير فرص للمشاركة في تطوير الأبحاث، نرغب في خلق منظومة متكاملة تسهم في بناء قادة المستقبل في القطاع الصحي.

لدى شروع الهيئة في بناء مثل هذه الاستراتيجية الطموحة، هل تمت الاستفادة من تجارب عالمية ناجحة؟

تعمل بعض الدول الأخرى أيضًا على جعل التعليم الطبي بها يتبع نهجاً عملياً وتطبيقياً، حيث يعقد الطلبة ورش عمل مصغرة لمناقشة دراسات حالة بطريقة أكثر عملية، بدلاً من تدوين الملاحظات في المحاضرات؛ على الأخص في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية. كما أن التقنية عامل تمكين مهم للغاية في هذا الصدد.

وسنضع جميع هذه الممارسات المتميزة في الاعتبار كركن أساسي عند صياغة استراتيجيتنا المستقبلية.

تقنيات

قالت الدكتورة وديعة شريف إننا نشهد استخدامًا متزايدًا للغاية لتقنيات الروبوتات وأجهزة المحاكاة المتقدمة لتنمية وتعزيز المهارات العملية لطلبة الطب مبكرًا، واستخدام الواقع الافتراضي للاستفادة من طرق معالجة أفضل الأطباء في العالم لمرضاهم، ويعني هذا تمتع أطباء المستقبل بالدراية والمعرفة الكافية بأحدث التقنيات.

01

تطور قطاع الرعاية الصحية يتطلب أولاً الاعتماد على نموذج أكثر استباقية في تشخيص الأمراض وعلاجها

03

يرتكز إعداد استراتيجية التعليم الطبي على 3 مسارات: تطوير العلوم الطبية وبرامج التدريب وأدوات البحوث العلمية

02

تمت مناقشة استراتيجية التعليم الطبي خلال ورشة ركزت على هدفين: تبادل الأفكار وفهم ماهية الأنظمة الناجحة

Email