خلود آل علي مدير مشاريع وقائد فريق المستقبل في الهيئة:

«صحة دبي» تحاكي المستقبل بــ7 مسارات رئيسة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أنجزت هيئة الصحة بدبي مرحلة مهمة على طريق مسرعات المستقبل، فمنذ أن وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي «رعاه الله»، بتنفيذ مبادرة «مسرعات دبي المستقبل»، هذه المبادرة الاستثنائية وغير المسبوقة، التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي نهاية يوليو 2016، فقد حرصت الهيئة على أن تكون في طليعة هذا التحول، وهذه النقلة النوعية، التي استهدفت تأسيس منصة عالمية متكاملة لصناعة مستقبل القطاعات الاستراتيجية وإيجاد قيمة اقتصادية قائمة على احتضان وتسريع الأعمال والحلول التكنولوجية المستقبلية وجذب أفضل عقول العالم لتجربة وتطبيق ابتكاراتها على مستوى مدينة دبي.

من هذا المنطلق، ومنذ ذلك الحين، بدأت الهيئة تتصدر أعمال الدورات الرسمية للنقلة الحكومية نحو المستقبل، حتى وصلت إلى الدورة الرابعة لمسرعات دبي المستقبل، قبل أيام، إذ دخلت «صحة دبي» جولة جديدة من المفاوضات والمناقشات الرامية إلى امتلاك المزيد من التقنيات الطبية الذكية، والاستحواذ على آخر ما جاد به العالم في هذا المجال.

حول هذا الموضوع، وما تم إنجازه خلال الدورات الثلاث الماضية، وتفاصيل ما تشهده الدورة الرابعة، جاء حوارنا مع خلود آل علي مدير مشاريع وقائد فريق المستقبل في هيئة الصحة بدبي، وتالياً نص الحوار:

ما الذي تشهده الدورة أو الجولة الرابعة من مفاوضات الاستحواذ على مقومات المستقبل وتقنياته الطبية الذكية؟

الجولة الرابعة، حلقة جديدة من سلسلة التمكين التي أخذت الهيئة بزمامها، وهي نقلة إضافية على طريق المستقبل الذي تمضي إليه هيئة الصحة بدبي، بخطوات سريعة وإنجازات واقعية، يستشعرها المتعامل مع منشآت الهيئة الطبية، ويتعايش معها القائمون على الشأن الطبي في منشآتنا.

وبالنسبة للمناقشات والمداولات التي بدأتها هيئة الصحة بدبي مع المؤسسات والشركات العالمية قبل أيام ضمن مبادرة «مسرعات دبي المستقبل»، فقد اشتملت على جملة من الطفرات النوعية في القطاع الطبي، من بينها: منصة الذكاء الاصطناعي الطبية «AI Platform» التي تتسم بقدرات فائقة في تفهم حالة المرضى وتشخيصها، كما أنه بإمكانها تقديم النصائح كالطبيب، وتوفير الخدمات الإكلينيكية عن طريق منصة الخدمات الافتراضية، حيث تقوم المنصة بتقييم الحالة الصحية وتوَقّع الأمراض الممكنة وتوفير تقرير مفصّل عن الحالة وكيفية الوقاية من الأمراض المتوقعة.

إلى جانب ذلك تقوم المنصة - عن طريق المعلومات المدخلة - بتكوين توأم (رقمي)، بمواصفات المريض لتحفيز المريض صحياً، إضافة إلى مميزات أخرى وقدرات عالية منها، إمكانية استخدام خاصية الدردشة الفورية Chatbot والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تصنيف الحالات والتشخيص في أي وقت، وعن بعد.

وتستهدف مناقشات الجولة الرابعة كذلك، توفير جهاز (بنكرياس اصطناعي) – الذي يقوم بقياس نسبة السكر كل 5 دقائق لدى المرضى المقيمين في المستشفى، وباستخدام الذكاء الاصطناعي يتخذ الجهاز الإجراءات اللازمة لتفادي أية حالة انتكاس محتملة للمريض، وذلك بإعطاء المريض جرعات (Dextrose) أو انسولين حسب الحاجة.

تقنيات طبية ذكية

ماذا بعد.. هناك منافسة شديدة على الساحة الصحية العالمية، تدور رحاها حول التقنيات الطبية الذكية؟

لا تقتصر مفاوضات الجولة الرابعة على المنصة أو البنكرياس الاصطناعي، فهناك أيضاً نقلة أخرى لصالح حالات الأمراض المزمنة، وداء السكري، تتمثل في توفير (كبسولة ذكاء اصطناعي)، لمتابعة القراءات الحيوية بأحدث الطرق العالمية، ومن دون مساعدة طبيب أو ممرض عبر التقنيات المتوافرة في الكبسولة والتطبيق الإلكتروني المصاحب لها، والتي تقوم بدور الوقاية من الأمراض المزمنة والاكتشاف المبكر لداء السكري والمحافظة على اللياقة البدنية، ومن المقرر أيضاً الاستفادة من هذه التقنية الحديثة للتعرف إلى مكان الألم، بلمسة واحدة للمريض، فضلاً عن خاصية التطبيب عن بعد والتعرف إلى الأنماط الخاصة لحالة كل مريض وطرق العلاج المثلى.

وفي الوقت نفسه تسعى الهيئة إلى الاستحواذ على أول طوق ذكي للرأس يكتشف الجلطات الدماغية، والذي يتميز بقدرات تقنية فائقة المستوى لمتابعة وتخطيط الدماغ للمرضى المعرضين للإصابة بالجلطة الدماغية، وهذه التقنية تساعد كثيراً على الاكتشاف المبكر للجلطة الدماغية، وتنبيه المريض بذلك، مما يسهم مباشرة في تفادي أية مخاطر على حياته.

إنجازات

من الجولة الرابعة لمفاوضات مسرعات المستقبل، نود العودة للدورات الثلاث الماضية، للوقوف على ما تم إنجازه بالفعل على أرض الواقع.

قطعت هيئة الصحة بدبي – خلال الجولات الثلاث الماضية - شوطاً مهماً على طريق مسرعات المستقبل، وبالتحديد على مستوى تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، حيث حددت الهيئة 7 مسارات رئيسة لإنجاز أهدافها على صعيد هذه التقنية الأكثر تقدماً في العالم الآن، وقد تضمنت: الأطراف الاصطناعية، وخدمات طب الأسنان، والتخطيط الجراحي، والتعليم الطبي، إلى جانب الأجهزة الطبية، وأعضاء الجسم، والأدوية.

وهيئة الصحة بدبي حريصة وبشدة على أن تكون لها بصمتها الخاصة في ساحة عالمية عريضة تشتد فيها المنافسة يوماً بعد الآخر، حول أسبقية امتلاك تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على وجه التحديد، وتطويعها واستثمارها، وبناء الشراكات والعلاقات مع كبرى المؤسسات الدولية المتخصصة في هذا المجال.

لقد مضت الهيئة بقوة في المسار الأول (الأطراف الاصطناعية)، حيث بدأت بتجهيز نماذج مطورة لأطراف الجسم، وقد أنجزت الهيئة بالفعل أول ساق اصطناعية منتجة عبر تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، على مستوى الشرق الأوسط، والتي تم تصميمها خصيصاً لمواطنة بريطانية مقيمة في دبي، كانت قد فقدت ساقها في حادث قبل سنوات.

وبالنسبة للمسار الثاني (خدمات طب الأسنان)، فقد استحوذ على أولوية متقدمة ضمن أولويات التطوير، نظراً لطبيعة هذا النوع من الخدمات وأهميتها وزيادة الطلب عليها من قبل المتعاملين مع مستشفيات ومراكز هيئة الصحة بدبي، حيث خفضت تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد من الوقت المستخدم لإنتاج التعويضات السنية وأجهزة التقويم العلاجية مما انعكس على تقليل قائمة الانتظار.

وفي المسار الثالث (التخطيط الجراحي)، تميزت هيئة الصحة بدبي في هذا المسار، إذ تمكن مستشفى دبي من استئصال كلى مصابة بورم سرطاني وذلك عن طريق الطباعة ثلاثية الأبعاد، كما شهد مستشفى راشد عملية جراحية بالغة التعقيد في المخ، وذلك بذات التقنية.

وفي ما يتعلق بالمسار الرابع (التعليم الطبي)، فقد أنجزت الهيئة مجسماً للقلب عن طريق تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، بغرض التعليم ونشر الوسائل الطبية المثلى للتعامل مع حالة مصابة بثقب في القلب، كما قدمت الهيئة مجسماً آخر مطبوعاً لأوردة وشرايين المخ، بقصد الدراسة والتعليم وذلك لجامعة خليفة. وفي ما يتعلق بالمسارات الثلاثة المتبقية (الأجهزة الطبية، وأعضاء الجسم، والأدوية)، فقد أنجزت الهيئة خطوات مهمة في هذه المسارات، وهي تعمل الآن على المفاضلة بين المؤسسات العالمية والشركات المتخصصة، التي بدأت تنافساً شديداً في ما بينها من أجل الوصول إلى أرضية مشتركة للتعاون مع الهيئة.

05

ضمن مناقشات صحة دبي مع المؤسسات والشركات العالمية توفير «بنكرياس اصطناعي» يقيس السكر كل 5 دقائق لدى المرضى بالمستشفى

04

تعتبر الدورة الرابعة لمسرعات دبي المستقبل حلقة جديدة من سلسلة التمكين التي أخذت الهيئة بزمامها

03

قطعت «صحة دبي» خلال الجولات الثلاث ضمن مسرعات المستقبل شوطاً مهماً، وبالتحديد على مستوى تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد

Email