د. علي السيد مدير إدارة الصيدلة في الهيئة:

«صحة دبي» تمتلك أحدث التقنيات لتسيير رحلة صرف الدواء وإسعاد المتعاملين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجري إدارة الصيدلة في هيئة الصحة بدبي، أعمال التحضير النهائية لتدشين صيدليتها الذكية في مستشفى لطيفة ومركزي ند الحمر والبرشاء الصحيين، إلى جانب صيدلية مركز الطوارئ في مستشفى راشد، خلال العام الجاري، وذلك ضمن منظومة متكاملة لتطوير قطاع الصيدلة بدأتها الهيئة بتدشين الصيدلية الذكية في مستشفى راشد، ثم مستشفى دبي، لخفض وقت الانتظار في عملية صرف الدواء، وتحقيق أعلى درجات الدقة في تسليم المرضى والمتعاملين الوصفات الطبية المقررة.

هذا ما يؤكده الدكتور علي السيد مدير إدارة الصيدلة، في مستهل حوارنا معه، حيث قال: إن قطاع الصيدلة يمثل أحد أهم مسارات التحول التي تشهدها هيئة الصحة بدبي على طريق أتمتة أنظمتها وخدماتها، وربطها بأفضل التجهيزات والتقنيات والتطبيقات الذكية، ولا سيما على مستوى الخدمات الصيدلانية التي تمس الحاجة الأساسية للمرضى.

كما أن الهيئة حرصت على أن تسير جميع خطوات تطوير الخدمات الصيدلانية في خطوط متوازية، والتي كان أبرزها تحويل صيدلية كل من مستشفى راشد، ودبي إلى صيدليات ذكية، وما صاحب ذلك من استحداث نظام (الباركود) في جميع معاملات الصيدلة والدواء بمستشفيات الهيئة ومراكزها الصحية، في خطوة غير مسبوقة على مستوى الدولة.

صيدلية ذكية

قبل الحديث عن نظام (الباركود).. حدثنا عن الصيدلية الذكية وهذا التحول التقني الهائل في عملية صرف الدواء ؟

مع تأسيس الصيدلية الذكية، دشنت هيئة الصحة بدبي أول روبوت من نوعه في الشرق الأوسط لصرف الدواء من دون تدخل بشري في مستشفى راشد، وهو يمثل العماد الرئيس للصيدلية، ويعمل الروبوت بقدرات هائلة وتقنيات فائقة المستوى لصرف 12 وصفة طبية في أقل من دقيقة واحدة، وهو يتحمل تخزين أكثر من 35 ألف علبة دواء، ويبدأ صرف الأدوية بضغطة زر من دون احتمالات لأية أخطاء.

ويتمكن الروبوت من خلال الذكاء الاصطناعي الفائق من التفرقة بين صرف علب الأدوية الكاملة والأدوية الموصوفة بحبات دواء محددة، وهذا ما يعد أحد أهم تحولات الهيئة لتعميم الأساليب الذكية على خدماتها، وقد تم تزويد مستشفى دبي بذات التقنية، حيث تم تأسيس الصيدلية الذكية، وجار العمل الآن لتأسيس صيدلية في مستشفى لطيفة ومركزي ند الحمر والبرشاء الصحيين، إلى جانب صيدلية مركز الطوارئ في مستشفى راشد، خلال العام الجاري.

ونود التنويه هنا إلى أن دورة عمل صرف الدواء، تتم بلا أوراق، حيث يبدأ الروبوت في تخزين وصفة الدواء، بمجرد تدوينها إلكترونياً من قبل الطبيب المعالج، ثم بدء الصرف عند ضغطة الزر من قبل الصيدلي الموجود في الصيدلية، والذي يرتكز دوره الآن على تقديم الإرشادات اللازمة حول كيفية الاستخدام الصحيح للأدوية، وشرح نصائح الطبيب المعالج وتوصياته للمرضى.

قطعت الهيئة شوطاً مهماً للتخلص من الصور النمطية (الورقية) لصرف الدواء، كيف تم ذلك ؟

لقد تخطت هيئة الصحة بدبي جميع المراحل النمطية والمألوفة لعمليات صرف الدواء بالطريقة الورقية، حيث أصبح لكل صنف من أصناف الأدوية (باركود) وهو ما خفض احتمالات الخطأ في صرف أي دواء إلى الصفر، إضافة إلى تحقيق أعلى معايير سلامة الأدوية المتبعة عالمياً.

إلى جانب ذلك وفر نظام (الباركود) حزمة من الحلول الشاملة والذكية في عمليات إدارة قطاع الصيدلة وصرف الدواء، معتمداً في ذلك على المعيار العالمي لنظام الباركود (GS1 Standards) وهو النظام العالمي الأكثر انتشاراً والمطبق من قبل أغلبية الشركات العالمية وشركات الأدوية على وجه الخصوص لنظام الباركود.

ويعتمد (الباركود) في تطبيقه على نظام (Software) المركزي، الذي يدار من قبل إدارة الصيدلة لقراءة الباركود والتأكد من استيفائه للأنظمة المعتمدة وطباعة الباركود للأدوية التي يتم استيرادها من الخارج مباشرة للهيئة، والتي تشكل نسبة محدودة جداً لا تتعدى 10% من مجمل الأدوية المتوفرة في «صحة دبي» مما لا يشكل أي عبء إضافي على الهيئة.

وبموجب هذا النظام ألزمت هيئة الصحة بدبي جميع شركات ووكلاء وموردي الأدوية بضرورة توريد الأدوية والمستحضرات الصيدلانية للهيئة مرمزة بالباركود حسب النظام العالمي (GS1 Standards) وبتصميم (2D Data Matrix) الذي يعد التصميم الأحدث عالميا والمستخدم في أحدث الأنظمة، وذلك من أجل تطبيق هذا النظام على الوجه المرجو.

تبريد الأدوية

ماذا عن الأنظمة الذكية الخاصة بسلسلة التبريد للأدوية.. أين وصلت هيئة الصحة بدبي على هذا الصعيد؟

الآن أصبحت جميع أعمال نقل وتخزين وتداول الدواء تتم وفق أحدث الأنظمة الذكية والمتطورة المعمول بها عالمياً في مراقبة سلسلة التبريد للأدوية، وذلك وفق سلسلة التبريد (Cold Chain)، وتجدر الإشارة هنا إلى أن عملية نقل وتخزين وصرف الأدوية من الأمور بالغة الأهمية (عالمياً)، خاصة وأن ضمان سلامة سلسلة تبريد الأدوية ودقة تتبعها يمثل أكبر التحديات التي تواجه مؤسسات الرعاية الصحية على مستوى العالم، لما لذلك من تأثير مباشر على سلامة وجودة وفاعلية الأدوية وأمان استخدامها.

صف لنا هذه السلسلة.. حتى تكون الصورة واضحة لنا؟

تشتمل سلسلة التبريد الذكية على أجهزة كمبيوتر لوحية توضع على ثلاجات الأدوية والغرف المبردة لحفظها، حيث تقوم هذه الأجهزة بتسجيل وتوثيق درجة الحرارة بشكل آلي ومستمر، وعرض البيانات فورياً على شكل رسم بياني يبين حدود درجة الحرارة الصحيحة ويوثقها، إلى جانب إرسال إنذار صوتي وعن طريق رسائل نصية أو بريد إلكتروني في حال تجاوزت درجة الحرارة الحدود المطلوبة، كما أنها تقوم بتوفير تقارير إلكترونية كاملة عن ظروف حفظ الأدوية وضمان سلامتها، حيث يمكن استصدار هذه التقارير بأي وقت ولأي مدة. كما ويمكن التحكم بهذه الأنظمة بشكل آلي عن طريق الموقع الإلكتروني الخاص بها.

تحدثتم قبل ذلك عن تبني هيئة الصحة بدبي لمجموعة مسارات من أجل الارتقاء بقطاع الصيدلة بوجه عام، هل لنا أن نتعرف إلى هذه المسارات ؟

في إطار جهودها المبذولة لتطوير قطاع الصيدلة في دبي، وإحداث النقلة النوعية المطلوبة، تعمل هيئة الصحة بدبي بكل طاقاتها وقدراتها على مواصلة التحول الجذري في منظومة الخدمات الصيدلانية والدوائية، ضمن مسارات عدة، يخص الأول منها رفع مستوى الخدمات الصيدلانية والدوائية، المتوفرة في مستشفيات الهيئة ومراكزها الصحية، وذلك وفق أحدث التقنيات الذكية المعمول بها عالمياً.

أما المسار الثاني، فتعمل الهيئة من خلاله على تطوير البحوث الدوائية، لتكون مدينة دبي لها بصمتها الواضحة وإسهامات المميزة في تطور أبحاث وصناعة الدواء (عالمياً)، وهذا المسار، كسابقه يمثل أولوية متقدمة في استراتيجية التطوير (2016 /‏ 2021)، التي تنفذها الهيئة لزيادة القدرات التنافسية للقطاع الصحي في دبي بوجه عام.

ويتعلق المسار الثالث - وهو لا يقل أهمية عن المسارين السابقين - بموضوع بالغ الأهمية، وهو زيادة حجم الاستثمارات الموجهة لصناعة الدواء، وهو الهدف الذي من أجله تعمل الهيئة على الاستفادة القصوى من المناخ الاستثماري الذي تتميز به دبي، لاستقطاب المزيد من الشركات والمؤسسات العالمية الرائدة في صناعة الدواء، إلى جانب بناء شراكات قوية بين الهيئة وصناع الدواء والمراكز البحثية القائمة على تطوير البحوث الصيدلانية.

حوافز

حزمة الحوافز التي توفرها صحة دبي للمستثمرين، وتلك القدرات التي ساعدت الهيئة كثيراً في تحديث منظومة الدواء - من دون شك - هما ما جعلتا مدينة دبي المركز الرئيس لسوق الدواء في المنطقة، وأيضاً مؤهلة لقيادة حركة التطور في هذه الصناعة العملاقة على مستوى الشرق الأوسط.

Email