التهاب السحايا عدوى خطيرة تصيب الدماغ

ت + ت - الحجم الطبيعي

التهاب السحايا بالمكورات السحائية عبارة عن شكل جرثومي من أشكال التهاب السحايا، وهي عدوى خطيرة تصيب بطانة الدماغ. وبإمكان هذا المرض إحداث ضرر وخيم في الدماغ وهو قادر، إذا لم يُعالج، على الفتك بنصف الأشخاص الذين يصيبهم.

ويمكن أن ينجم هذا المرض عن عدة جراثيم مختلفة. وتُعد النيسرية السحائية أهمّ تلك الجراثيم نظراً لقدرتها على إحداث أوبئة واسعة النطاق. وهناك 12 زمرة من النيسرية السحائية التي قد تم التعرف عليها، علماً بأنّ 6 زمر منها (A وB وC وW وX وY) قادرة على إحداث أوبئة. وتتباين أشكال التوزيع الجغرافي والقدرة على إحداث الأوبئة بتباين الزمر.

انتقال المرض

وتسري الجراثيم بين البشر عن طريق رذاذ الإفرازات التنفسية أو إفرازات الحلق. وتسهم مخالطة المريض عن كثب أو لوقت طويل - مثل تقبيله أو التعرّض لعطسه أو سعاله أو العيش بجواره (مثل تقاسم أجنحة أو قاعات نوم ضيّقة أو تقاسم أواني الأكل أو الشرب) معه (الشخص الحامل للعدوى) - في تيسير انتشار المرض. وتدوم فترة حضانة المرض، في المتوسط، 4 أيام، إذ تتراوح بين 2 و10 أيام.

وتصيب النيسرية السحائية الآدميين فقط، ولا يوجد أيّ مستودع حيواني خاص بها. ويمكن أن تنتشر الجراثيم في حلق الإنسان ويمكنها أيضاً، لأسباب لا تزال غامضة، التغلّب على دفاعات الجسم وتمكين العدوى من الوصول إلى الدماغ عبر مجرى الدم. وهناك من يرى، أنّ 10% إلى 20% من السكان يحملون النيسرية السحائية في مرحلة ما من حياتهم. غير أنّ معدلات حملهم لها قد ترتفع في الأوضاع الوبائية.

الأعراض

وأكثر أعراض المرض شيوعاً تيبّس الرقبة وارتفاع حرارة الجسم والشعور بحساسية إزاء الضوء والإصابة بالتخليط والصداع والتقيّؤ. وحتى عندما يتم الكشف عن المرض في مراحل مبكّرة وتوفير العلاج المناسب، فإنّ نسبة إماتة الحالات تتراوح بين 5% إلى 10%، علماً بأنّ الوفاة تحدث عقب ظهور الأعراض بفترة تتراوح بين 24 ساعة و48 ساعة. وقد يتسبّب التهاب السحايا الجرثومي في تضرّر الدماغ أو فقدان السمع أو إعاقة القدرة على التعلّم لدى 10% إلى 20% من الناجين منه. ومن أشكال المرض الأقلّ شيوعاً والأكثر وخامة (يؤدي إلى الوفاة في غالب الأحيان) الإنتان الناجم عن المكورات السحائية، وهو شكل يتسم بطفح نزفي ووهط دوراني سريع.

التشخيص

يمكن تشخيص التهاب السحايا الناجم عن المكورات السحائية، في بداية الأمر، عن طريق الفحص السريري، ويمكن، في بعض الأحيان، مشاهدة الجراثيم في الفحوص المجهرية التي تُجرى على السائل النخاعي. ويمكن دعم التشخيص أو تأكيده بزراعة الجراثيم التي تُجمع من عيّنات السائل النخاعي أو الدم.

العلاج

التهاب السحايا بالمكورات السحائية من الأمراض الكفيلة بإحداث الوفاة وينبغي، دوماً، اعتباره من الطوارئ الطبية. ولا بدّ من إحالة المريض إلى المستشفى أو أحد المراكز الصحية، والجدير بالذكر أنّه لا داعي لعزله. ويجب الشروع في توفير العلاج المناسب بالمضادات الحيوية في أسرع وقت ممكن، ويُستحسن، في أمثل الحالات، القيام بذلك بعد إجراء البزل القطني إذا أمكن الاضطلاع بتلك العملية فوراً.

الوقاية

هناك 3 لقاحات متوافرة للوقاية من هذا المرض الخطير.

يحفز اللقاح استجابة مناعية أكبر وأكثر استدامة ضد المكورات السحائية.

ويقلّل اللقاح من نقل البكتيريا في الحلق وبالتالي من معدل سريانها.

ومن المتوقع ألا يوفر اللقاح حماية طويلة الأجل لمن يلقَّحون به فحسب، بل لأفراد الأسرة وغيرهم ممّن تعرضوا بخلاف ذلك للإصابة بالتهاب السحايا.

ومن المتوقع أن يحدث اللقاح فعله بوجه خاص في حماية الأطفال دون سن الثانية ممّن لا يستجيبون للقاحات التقليدية المتعددة.

حقائق

لوحظ التهاب السحايا بالمكورات السحائية في جميع أنحاء العالم ولكن أكبر عبء للمرض هو في حزام التهاب السحايا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، الممتد من السنغال في الغرب إلى إثيوبيا في الشرق. لا يزال يتم الإبلاغ عن حوالي 30000 حالة كل عام من تلك المنطقة.

يشهد حزام التهاب السحايا الذي تتسم به أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والممتد من السنغال في الغرب إلى إثيوبيا في الشرق، أعلى معدلات انتشار المرض.

لقد كانت المكورات السحائية من الزمرة A قبل عام 2010 وقبل شن حملات التمنيع الوقائي الجماعية، تستأثر بنسبة تتراوح بين 80 و85% من جميع حالات الإصابة في حزام التهاب السحايا، بالاقتران مع حدوث الأوبئة على فترات تتراوح بين 7 سنوات و14 سنة. ومنذ ذلك الحين انخفضت بشكل كبير نسبة الزمرة المصلية A.

يتم استخدام اللقاحات الخاصة بالمجموعة المسلحة للوقاية (التحصين الروتيني) واستجابة لتفشي (التطعيم التفاعلي السريع).

منذ عام 2010 وبدء تطعيم لقاح متضاد للمكورات السحائية من خلال حملات التحصين الوقائي الشامل في حزام التهاب السحايا، انخفضت نسبة المصل A بشكل دراماتيكي.

«منظمة الصحة العالمية»

Email