التدابير الاحترازية

تيدروس أدهانوم غبريسوس - مدير عام منظمة الصحة العالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أودت جائحة فيروس كورونا «كوفيد 19» خلال عام 2020 بالكثير من الأرواح وزعزعت حياة الأسر والمجتمعات والاقتصادات في جميع أنحاء العالم.

ولكنها كانت سبباً كذلك في تشكيل أسرع وأوسع استجابة موجهة لطارئة صحية عالمية في التاريخ البشري.

وتمثلت أهم ملامح هذه الاستجابة في تعبئة غير مسبوقة للعلوم وبحث دؤوب عن الحلول والتزام لم يسبق له مثيل بالتضامن العالمي.

وساهمت الأعمال الخيرية السخية، صغيرها وكبيرها، في تجهيز المستشفيات بالأدوات اللازمة للحفاظ على سلامة العاملين الصحيين وتمكينهم من تقديم الرعاية لمرضاهم.

وتم تطوير اللقاحات والعلاجات ووسائل التشخيص ونشرها بسرعة قياسية، بفضل مختلف أشكال التعاون، ومن بينها مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة «كوفيد 19».

لقد علمتنا أحداث عام 2020 دروساً بليغة وبثت رسائل تذكير مهمة يجدر بنا جميعاً الاستفادة منها في عام 2021.

فأولاً وقبل كل شيء، أظهر عام 2020 أن على الحكومات أن تزيد استثماراتها في الصحة العامة، من تمويل إيصال لقاحات «كوفيد 19» للجميع، إلى تهيئة نُظمنا الصحية بشكل أفضل للوقاية من الجائحة الحتمية المقبلة والتصدي لها.

ثانياً، لا يخفى أن تطعيم الجميع ضد «كوفيد 19» سيستغرق وقتاً طويلاً، لذلك يتعين علينا أن نواصل التزامنا بالتدابير المجربة والمثبتة للحفاظ على سلامتنا جميعاً.

ويشمل ذلك الحفاظ على التباعد الجسدي وارتداء الكمامات والحرص على ممارسات نظافة اليدين والنظافة التنفسية وتجنب الأماكن المغلقة المكتظة ولقاء الآخرين في أماكن مفتوحة.

فهذه التدابير البسيطة والفعالة في الوقت ذاته ستنقذ الأرواح وتحدّ من المعاناة التي قاساها الكثيرون خلال عام 2020.

ثالثاً، وهو العنصر الأهم، علينا أن نتمسك بالعمل معاً بروح التضامن، كمجتمع عالمي واحد، لتعزيز الصحة وحمايتها اليوم وفي المستقبل.

الخيار سهل.

هناك ضوء في نهاية النفق، وسنصل جميعاً إليه عندما نسلك هذا المسار معاً.

 

 

 

Email