وسط سحر الطبيعة ومياه البحيرات الفيروزية في المالديف قضينا أجمل أيام في فندق دوست ثاني

جزيرة في فندق

ت + ت - الحجم الطبيعي

شعور غريب ينتاب المرء عندما يعرف أنه يمضي باتجاه مكان يمر فيه خط الاستواء، ويكاد يتوقع أن يراه أو يتلمس آثاره في مكان يحيط الماء فيه كل جهاته، إنها المالديف دولة كوّنها المحيط وجعلها معشوقته، وقد شتتها إلى جزر كثيرة حتى أن أهلها الأصليين لا يعرفونها كلها، وكيف يمكن للمرء أن يستقصي حال 1190 جزيرة في الوقت الذي تمتد على مساحات مفتوحة ومعظمها غير مأهول.

يبدو السفر باتجاه المالديف حافلاً، لا سيما إن كان المرء يحضر نفسه لزيارة جزيرة فقط من بين كل تلك الجزر المترامية الأطراف، وغير هذا أن يشاهد فندقاً واحداً على جزيرة، فكرة جديرة بأن يتلهف المرء لمشاهدتها ومعرفة كيف تجري الأمور فيها.

اليوم الأول «لحظات تعارف»
بعد حوالي خمس ساعات طيران يصل المرء إلى العاصمة مالي كبرى جزر المالديف، وهي تغص بالأبنية المرتفعة، وكأنها بعد قليل ستمضي باتجاه القاع لثقل ما تحمل، ولكنها ليست كذلك، لأن طبيعة الأرض التي تكّون معظم جزر المالديف، مرجانية وبركانية ذات بنية صلبة.

https://media.albayan.ae/inline-images/2388952.jpg

بعد قليل من الوصول يشعر المرء بآثار رطوبة عالية قبل أن يخرج من قاعة الاستقبال باتجاه الطائرة المائية التي ستقلنا لمسافة نصف ساعة باتجاه فندق دوست ثاني، الذي وجه لنا الدعوة للتعرف إلى هذا الفندق الجديد، وفي الطريق، ولأن الطائرة تحلق على ارتفاع منخفض بعض الشيء يستطيع المرء أن يتبين كتل الغيوم التي تجتاح الطائرة التي تداعبها لدرجةً ما عاد يستطيع كابتن الطائرة مشاهدة أي شيء أمامه، ومن بعيد تلوح الجزر المتفرقة في المحيط الهندي وكأنها بناته!

وبعد قليل تحط الطائرة التي فجأة خف هديرها فوق سطح الماء بعيداً عن الجزيرة بأمتار قليلة. اقترب مركب صغير من الطائرة ليقلنا إلى لسان ممتد داخل البحر.

هناك اصطف طاقم الفندق كاملاً لاستقبالنا كبادرة لطيفة منهم، ما يزيد عن عشرين موظفاً وعلى رأسهم مديره العام أندرياس روبيو، الخبير في عالم الفنادق والمؤسس للكثير من الفنادق العالمية، والذي رحب بنا مستعرضاً بهو الفندق وبعض المرافق القريبة الأخرى، وبطبيعة الحال كان لا بد من جلسة على العشاء بعد أن تجاوزت الساعة السادسة مساءاً، تعرف الطاقم إلى ما تم بناؤه وتقديمه في (الجزيرة - الفندق) واستمع لكافة التفاصيل الأخرى، ولكن ما يمكن للمرء أن يستمتع به هو الصمت والإنصات إلى هدير أمواج المحيط.

اليوم الثاني «عالم متكامل»
كان هذا اليوم حافلاً بحق، وتطلب الاستيقاظ في الساعة السادسة صباحاً كي نقوم بزيارة لهذه الجزيرة التي تم العمل عليها منذ العام 2007، حتى تصبح جزيرة مثالية لإقامة كل الراغبين بدخولها والاستمتاع بالخدمات التي تقدمها، ولذلك كان هناك جولة على البنى التحتية التي تم تجهيزها بالكامل في هذا الفندق ليصبح عالماً مستقلاً بحد ذاته ويكون مصدراً للهدوء والسكينة لكل من يرغب بزيارته، وفعلاً وجدنا أن هناك معملاً خاصاً لتحلية مياه الشرب، وقد صنع من أحدث الأجهزة، ووجدنا بالمقابل محطة لتوليد الكهرباء وأخرى للتخلص من المخلفات، وأخرى من أجل التكييف الموصول بعناية إلى كل أرجاء الفندق بغرفه السبعين.

 

https://media.albayan.ae/inline-images/2388954.jpg

 

بعد هذه الجولة الصغيرة، كان لا بد من البدء بجولة استعراض لأنواع الأجنحة والغرف في الفندق، وقد اختير لها تصميماً رائعاً، حيث تم بناؤها داخل المحيط وضمن لسان ممتد يسمح لمن أنهى جولته وهو يتوجه إلى غرفته مشياً على الأقدام مشاهدة مختلف أنواع الأسماك تحته، ومن بينها سمك القرش مثلاً، وقد شيدت كل الغرف والأجنحة التي شاهدناها بدقة لتلبي كل احتياجات النزلاء، وقد علمنا أنها صنعت بأنواع خاصة من الخشب الطبيعي القابل للتأقلم مع ظروف الطبيعة بأمطارها وشمسها.

في فترة ما بعد الظهر التقينا بالشيف التنفيذي جاومي، الذي قدم لنا فكرةً عن أنواع الأطباق المحلية الحارة التي يجري تحضيرها عادةً في مطبخ الفندق، وأكد لنا مدير عام الفندق أن هناك خطة لإحضار طباخين اختصاصيين بمعظم الأكلات، بمن فيهم العرب، بهدف تلبية رغبات النزلاء.

 

https://media.albayan.ae/inline-images/2388953.jpg

 

اليوم الثالث «عالم الأعماق»
هو اليوم الذي تم اختياره من أجل التجول حول بعض الجزر المأهولة المجاورة والتي تتوفر فيها بعض الخدمات المحدودة والضرورية، وقد تكيف أهل الجزيرة الصغيرة كي يكونوا كالعائلة الواحدة، فالكل يعرفون بعضههم، ويتعايشون بمنتهى الهدوء والحب. وداخل جزيرة بيشوشو التي زرناها توجد مدرسة للأطفال ومجمع صحي صغير، وبعض الخدمات المتفرقة الأخرى ويتم التسويق للمنتجات التي قد تلفت نظر السائحين بعرضها في الخارج.

https://media.albayan.ae/inline-images/2388957.jpg

 

لدى عودتنا من هذه الزيارة، كان مركز الغوص الخاص بالفندق يتجهز من أجل توفير كل الاحتياجات لكي نبدأ رحلة في عالم مختلف هو عالم الأعماق، حيث التنوع الهائل للأسماك وللمخلوقات البحرية وعلى رأسها سمك القرش الصغير الحجم، وكانت موتور، السيدة المشرفة على قسم الغوص، حاضراً لكي تعرض وتشرح لنا وعبر شريط فيديو لكل مراحل الغوص، والتنبيهات والأخطار والطريق التي سنسلكها في القاع. وبعد الانتهاء من الدرس الذي امتد لساعة تقريباً ارتدينا الملابس المعدة للغوص وفق مقاسات مختارة تناسب أجسادنا، وبطبيعة الحال لم يشارك الكل بالغوص، بسبب رهبة التجربة الأولى، ولكنها كانت تجربة جديرة حقاً بأن يخوضها المرء ويشاهد المملكة البحرية الكبيرة في الأسفل والأنواع الغربية التي تصادف الغواص.

اليوم الرابع «أمطار الخير»
الأحد، إنه يوم العودة، في هذا اليوم وقف كل الذين استقبلونا في اليوم الأول وودعونا بالطريقة المالديفية التقليدية، وسط أجواء من الحفاوة الكبيرة التي كانت عنوان الزيارة. وفي طريق العودة، عادت الغيوم للتجمع، ولكنها كانت من النوع الأسود، وتبشر بأمطار غزيرة قد تهطل، وهي عادة المناطق الاستوائية، حيث تمر فجأة وبغزارة، ومن ثم تنقطع فجأةً، ولكنها لم تمطر طيلة فترة وجودنا هناك.

وحسبما يقول السكان المحليون، فإن موسم الأمطار مفتوح، ولكنه يقل كثيراً في فترة شهر مارس وأبريل من كل عام، ولعل الازدحام الكبير الذي واجهناه في المطار كان يبشر بموسم سياحي مميز، ذلك أن المطار الصغير غص بالقادمين والمغادرين، ولعلها متعة سيكتسبها القادمون وسيحملها في قلوبهم المغادرون عن المالديف.

دوست ثاني
احتفل الفندق بافتتاحه قبل نحو 3 سنوات، واستغرق التحضير له أربع سنوات. يتوزع الفندق على جزيرة ميدهدهوبا، ويقع وسط بحيرات فيروزية جميلة موزعة حوله، ويمكن مشاهدة هذا المنظر الرائع من الطائرة.

 

https://media.albayan.ae/inline-images/2388951.jpg

 

يضم الفندق ثلاثة مطاعم رئيسية ومركزاً للغوص، إضافةً إلى مركز صحي دولي للعناية بالجسم والبشرة، وملاعب مختلفة ومدينة لألعاب الأطفال. كما يضم حوالي 100 غرفة مختلفة وفيه أجنحة رئيسية فاخرة تضم مسابح خاصة، وتتوفر فيها كل متع الترفيه، وفي الفندق حمام سباحة على مساحة 750 متر مربع، وهو الأكبر والأهم في المالديف.

Email