جهل الأفراد بطريقة استخدام الشركات بياناتهم يعرضهم للمتاعب

حداثة الإنترنت تمنح المستخدمين فرصاً جديدة

فيسبوك جعل أكثر من ربع سكان العالم يتواصلون

ت + ت - الحجم الطبيعي

في عالم الإنترنت هناك عوالم كثيرة أخرى وشركات ذات سيطرة هائلة. وبالنسبة إلى أصحاب البنوك والمتاجر الكبرى على امتداد العالم، فإن هناك الكثير من أجهزة الكمبيوتر التي تخدم مواقعهم، ولكنها تلتهم البيانات الموجودة فيها.

وتعتبر الخوادم المحركات الرئيسية للإنترنت، وتشغلها بعض أقوى أجهزة الكمبيوتر في العالم. ويمكنها أن تحتفظ بمجموعات هائلة من الصور والرسائل الإلكترونية.

وقال أندريه سامبرا، مطور «ورلد وايد ويب، دبليو3» في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: «هناك الكثير من الشركات الكبيرة والقوية التي تستفيد من كم هائل من المواد الموجودة على الإنترنت»، وهي المسؤول الرئيسي عنها.

التواصل الاجتماعي

ويعتبر سامبرا جزءاً من حركة متنامية لاستعادة السيطرة على حياتنا التقنية. من خلال كسر احتكارات الخوادم الكبيرة والجهات التي تمتلكها. وعبر الاهتمام بالتقنيات الموجودة على المواقع الإلكترونية، فإن بإمكاننا الاحتفاظ بالبيانات الصغيرة منها.

وفي هذا المنظور فإن اكتشاف «الشبكة العنكبوتية العالمية» الذي حققه تيم بيرنرز لي في مركز الجزيئات الفيزيائية «سي إي آر إن» بالقرب من جنيف عام 1989 لم يكن أمراً أساسياً. ولم يكن هناك أي خدمات مركزية في ذلك الوقت، وتم تشغيل المواقع الإلكترونية في الجامعات والمكاتب وغرف النوم.

وكان كل ما يحتاجه تشغيل موقع إلكتروني معين هو وضع المكبس الكهربائي في مجال الإنترنت وإعطاء رمز الاستخدام «أتش تي إم إل» لأي زائر. الإجراءات المفتوحة في ذلك الموقع الإلكتروني تعني أن أي أحد يمكن أن يكون جزءاً من ذلك النظام.

وقال هاري هالبين الذي يعمل مع شركة «دبليو 3 سي» إن: «الكثير من الأمور التي جعلت تشغيل النظم أمراً ممكناً هي تلك الإجراءات المفتوحة، وكان هذا يسمح بمستوى معين من اللامركزية والافتقار إلى احتكار السلطة على الموقع».

كما تم إطلاق موقع «فيسبوك» أيضاً في عام 2004. وجعل الناس تتواصل بشكل أفضل وأكبر. وعقب عقد من الزمن أصبح فيسبوك يستخدم من قبل ربع سكان العالم. وبالنسبة لكثيرين فإن هذا الموقع هو جل ما يحتاجونه. وهو المكان الذي يمارسون فيه حياتهم الاجتماعية. ويحصلون على أخبار بعضهم بعضاً من خلاله، فضلاً عن التسلية.

وعلى الرغم من طبيعة برنامج «فيسبوك» المنفتحة، اللامحدودة، فإن الموقع متمركز في يد مجموعة من الشركات فقط. وبدلاً من تزايد عدد المواقع الإلكترونية التي يديرها أفراد وليس مؤسسات بعينها، فإن الموقع يخضع لإدارة شركات كبيرة جداً، وهو ما جعل الأمر خسارة بالنسبة للأفراد.

يمكن عمل الكثير من الأمور المفيدة من خلال المواقع الإلكترونية الحديثة بالاستناد إلى البيانات الموجودة على الموقع. أما بالنسبة للبيانات الموجودة على المواقع الإلكترونية فإن الكثير منها تغذي خوارزميات التعلم المتعلق بالذكاء الاصطناعي.

تربُّح الشركات

لكن هناك بطبيعة الحال بعض الاعتراضات على هذا الأمر. أحد هذه الاعتراضات هو الخصوصية. فالمسوحات التي أقدمت عليها منظمات مثل «بيو ريسيرش» في واشنطن العاصمة على سبيل المثال، والتي تناولت هذه المسألة لنحو 15 عاماً، أعلنت مراراً وتكراراً أن الأشخاص الذين هم على درجة متدنية من الثقة في بياناتهم غير متأكدين من حصيلة هذه البيانات، وكيف وصلت إلى شركات الإنترنت.

ولا تدرك الكثير من الشركات ماذا جمع من بيانات، وكيف يتم استخدام بياناتهم. وهذا يجعل الأشخاص متوترين ومضطربين. ولكن مع ذلك لا يزالون يحتاجون إلى أن يتكيفوا مع العالم الحديث.

وقالت اندي كلارك، وهي خبيرة في تدريس الذكاء الاصطناعي في جامعة أدنبره إن عدم سيطرتنا على البيانات باتت تزداد يوماً بعد يوم. وعندما نستخدم الإنترنت بالطريقة التي يتوفر عليها دائماً من خلال المحطات الكبيرة كشركات مثل غوغل وفيسبوك فإننا نتخلى عن ذواتنا.

وتحقق هذه الشركات الكثير من الأرباح من بياناتنا الشخصية، بينما لا نحصل نحن على المال من هذه الخدمة. ويقول آرال بالكان: مؤسس حركة التقنية السويدية، عن مثل هذه الشركات أنها مزارع خاصة للناس، وفي حال لم تدفع المال فستكون أنت المنتج.

ويثير التخلص من حافظات الإنترنت بعض الأسئلة الرئيسية. ومنها على سبيل المثال كيف تدخل على موقع إلكتروني في حال لم يكن هناك خادم على الطرف الآخر للتعامل مع الطلب.

ولقد حدثت طرق استخدام البيانات الإلكترونية الموجودة على مختلف المواقع. ومن الجيد تذكر أن الإنترنت جاء قبل عقود خلت فقط ولا يزال الوقت ملائماً كي يتعلم الأشخاص أساليب جديدة للتحايل عليه. وحتى وقت مبكر، لم يكن لدينا أي خيار متاح لمعرفة كيف تدار مثل هذه الأمور. إلا أن المسألة على وشك التغيير.

بيانات

استخدام الشركات لبياناتنا الخاصة أمر أسوأ بكثير مما نعتقد. والعدد المتزايد للأجهزة الموصولة ببعضها بعضاً في حياتنا جميعها تعتبر مصادر للبيانات. وقريباً فإن مسار البيانات لن يبدأ ولن ينتهي مع انتهاء الوقت الذي ننفقه على الشاشات.

بل سيستمر من خلال الأجهزة الذكية في منازلنا ومكاتبنا وعلى أجسادنا والأماكن العامة. وقد صنع الذكاء الاصطناعي على يد شركات تسعى إلى جعلنا أقل اعتماداً على أجهزتنا. ويمكن مقارنة هذه البرامج مع برامج القرار الذاتي، التي باتت الشركات تستخدمه على نحو كبير جداً، للمساعدة في الاتصالات المعنية بالقروض الشخصية وتطبيقات العمل والصحة.

Email