«كيران» يمكنها تحمّل الثلج والرمال وصعود الجبال وعبور التيارات المائية

تطوير أذكى شاحنة رباعية في العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

طور الخبير برين فيرين أذكى شاحنة رباعية في العالم على الإطلاق، وأطلق عليها اسم «كيران» تيمناً باسم ابنته. ويمكن لهذه الشاحنة تحمل الثلوج والرمال وصعود الجبال وعبور التيارات المائية واكتشاف أبعد الأماكن في العالم. وابتكرت هذه الشاحنة بحيث تتحمل الظروف الصعبة في المناطق النائية. ويمكنها حمل معدات كافية، وتتسع لطاقم مكون من ثلاثة أفراد.

وفي حال لم تتوفر الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية، فإن الشاحنة يمكنها أن تتنقل عبر إشارات لاسلكية عالية التردد. ويمكن ملء خزانها الذي يتسع إلى 700 لتر بالماء الذي يمرر عبر مرشحات الفضة ومضادات الميكروبات ونظام ترشيح الأشعة فوق البنفسجية. بينما تتم تحلية المياه بادئ الأمر عن طريق عملية التناضح العكسي.

وفي عام 2010 استكمل فيرين تطوير شاحنة «مرسيدس بنز يونيموغ» وحولها إلى «ماكسيموغ»، ووضع بها كاميرات للمؤتمرات المرئية. وخلال العمل ولدت ابنته، وهو ما ألهمه تطوير شاحنة صغيرة أكثر صداقة للبشر.

نظام ملاحي

وتتكون الشاحنة الذكية من نظام ملاحي لاقط للإشارات، يمكنه توجيه الشاحنة. وتتشارك المقطورة بالطاقة مع نظم أخرى، ويمكن استخدامها أيضا كقاعدة مستقلة. وتتكون هذه من مواد مركبة مثل الألياف الزجاجية، وتقدم ترددات عالية جداً وحماية من الضوء. أما مكان الرقود الرئيسي الخاص بالسائق فيوجد على الشرفة. ويوصف المطبخ والحمام بأنهما مناطق قابلة للتوسع، وهو ما يزيد من حجم المنطقة الداخلية بنحو 50%.

وهناك مساحة مكتبية تحتوي على جهاز كمبيوتر وشبكة «واي فاي» للأجهزة المحمولة ودخول لنظم كمبيوتر «كيرافان». ويمكن لجهاز مراقبة «4 كيه» أن يعمل مثل محطة لعرض الخرائط، بينما تعرض الأقمار الاصطناعية والمكتبة ألعاب تسلية.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك المجسات بعيدة المدى، والتي تحتوي على كاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء وكاميرات للرؤية الليلية. ويمكن لهذه المجسات أن ترقي النظم البصرية الكهربائية. كما يمكن لوسائل الاتصال أن تزود الشاحنة بشبكات بعيدة المدى، يصل مداها إلى 10 وحدات «إم بي بي»، و 5 وحدات «إم بي بي»، ويعمل هذا النظام في معظم المناطق.

وإلى جانب هذا هناك نظام «كوكبيت» المطور الموجود في الطائرات، ومركبات مثل «تسلا» من نموذج 5. ويعتبر هذا النظام أكثر تعقيدا من النظم الأخرى، ولوحات قيادة الركاب، بالإضافة إلى لوحات إدارة، وست شاشات لمس.

وبالنسبة للحرارة فسواء وصلت درجات الحرارة في الخارج إلى سالب 35 درجة أو إلى 55 درجة فإن نظام التبريد يمكن أن يبقي على الأجواء في حالة من الراحة. وتحتوي الشاحنة أيضا على دراجة هوائية مركبة على مصعد أوتوماتيكي، موجودة خلف عجلات الشاحنة.

وبالنسبة إلى المحركات تحتوي الشاحنة على ست أسطوانات مضغوطة سعة 260 «بي إتش بي»، بالإضافة إلى خزانات وقود سعة 650 لترا من الوقود تكفي لقيادة الحافلة إلى مسافة 3200 كيلومتر. ويوجد في المقطورة أيضا مولدات تحول الطاقة الميكانيكية إلى خمسة مولدات لتوليد تيار كهربائي، بمساعدة بطارية شمسية للشحن.

تعدد النشاطات

ويمكن ايقاف المركبة باستخدام قوة النيتروجين مقارنة مع النظم البترولية التي تسيطر عليها أجهزة الكمبيوتر. وترتبط نظم السيطرة هذه بمحاور محمولة. وعلى غرار كثير من المركبات التي تستخدم على الطرقات الوعرة ترتبط الشاحنة بمحاور محمولة. وتوجد الأنابيب فوق محور العجلة، وعزم الدوران.

وكل المواد معبأة في خزان خاص يصل طوله إلى 16 متراً، ويزن نحو 23.5 طناً. وتوجد في الشاحنة أيضا مساحات للعب والعمل. ويمكن استخدام عربة النقل في جميع أنواع الرحلات، وهي مهيئة لأغراض كثيرة بدءا من الجيولوجيا وعلم الآثار وصولاً إلى صناعة الأفلام. ويمكن للمجسات الموجودة فوق التلسكوب أن تبحث عن مواقع للحفر، أو أن تلتقط صوراً بانورامية عالية الدقة.

وتواجه هذه المركبة تحدياً من نوع معين، يتمثل في موازنة الأداء على الطرقات المعبدة والوعرة. وقال المطورون إنه على غرار كل وسائط النقل يجب على الشاحنة أن تتماشى مع المشكلات المحتملة التي قد تواجهها. وتصميم المركبة أكثر تعقيداً من تصميم طائرة أو مركب.

مركبة فارهة

يمكن مقارنة الشاحنة «كيران» مع أي مركبة فارهة، ومنها على سبيل المثال اليخت. وتعتبر هذه المركبة غالية الثمن، وتصل تكلفتها إلى ملايين الدولارات. وتقدر الجهة المطورة أن نحو 80% منها مكتمل، وأنها ستكون جاهزة للعرض على الطرقات خلال نحو عام من الآن. ويشير فيرين إلى أن هذه الشاحنة هي أفضل وسيلة للسفر حول العالم واكتشاف الثقافات الأخرى.

وصممت المركبة كي تدعم مجموعة من النشاطات المرنة. ويمكن لمركبة فيرين أن تكون ذات كفاءة عالية جداً بالنظر إلى التأثيرات الخاصة من وليوود، مما يؤهلها كي تحوز على جائزة الأوسكار.

Email