اكتشاف مسببات الحياة على المريخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

عزز اكتشاف بحيرة وصلت مساحتها إلى 154 كيلومتراً منذ بلايين السنين، بفضل المركبة الفضائية كيوريوستي التي أطلقتها وكالة «ناسا»، الأدلة القائلة بأن هناك حياة على كوكب المريخ على غرار الأرض، من حيث وجود ميكروبات مسؤولة عن إيجاد الحياة على سطح الكوكب.

وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أن النتائج الجديدة هذه تأتي بعد تجميع البيانات على مدى أكثر من عامين بواسطة المسبار كيوريوستي منذ أن هبط داخل مركز الفوهة البركانية غال في أغسطس عام 2012.

واكتشف العلماء كتلاً من الصخور تحتوي على رواسب من المياه تميل نحو مركز الفوهة، تمتد على مسافة 5 كيلومترات على ما يعرف باسم ماونت شارب. وقال الباحثون في هذا الصدد إن الاكتشاف يعني أن الجبل لم يكن موجوداً قبل حوالي 3.5 مليارات سنة، أي عندما امتلأت الفوهة بالماء.

وأشار العلماء إلى أن كوكب المريخ كان في وقت من الأوقات كوكباً رطباً تماماً ودافئاً، وحوى على بحيرات واسعة ممتدة على سطحه، وذلك عبر البيانات التي أرسلها المسبار كيوريوستي.

ويعني هذا التفسير أن مناخ الكوكب الأحمر كان بإمكانه إنتاج بحيرات كبيرة وكثيرة. ويقول العلماء إنه في حال سلموا بهذه الفرضية فإن ماونت شارب دليل عملي يتحدى فكرة أن الأحوال الجوية الدافئة والرطبة كانت مرحلة عابرة على سطح الكوكب، أو أنها خاصة بكوكب الأرض فقط..

وفي هذا السياق أيضا يقول أشوين فاسافادا العالم الاختصاصي في مشروع كيوريوستي التابع لناسا في باسادينا: «التفسير الأكثر تطرفاً هو أن سمك غلاف كوكب المريخ الجوي القديم أدى إلى رفع درجات الحرارة فوق درجة التجمد على مستوى شامل، إلا أننا لا نعلم حتى الآن كيف تم ذلك».

أسباب ونتائج

ولطالما تساءل الباحثون عن سبب نشوء ماونت شارب في فوهة كبيرة، وأشاروا إلى أنه مرتفع جداً وأن أرضيته تتكون من مئات الطبقات الصخرية. ويتحقق المسبار كيوريوستي حالياً من الطبقات المترسبة أدنى الجبل، ومن قسم من الصخور يمتد على عمق 150 متراً تحت سطحه.

وأشار الخبراء إلى أن الأنهار التي كانت موجودة على سطح الكوكب نقلت الرمل والطمي إلى البحيرة، وأودعت الرواسب عند مصب النهر لتشكل دلتا مشابهة لتلك الموجودة في مصبات الأنهار على الأرض، وحدثت هذه العملية مراراً وتكراراً.

ويشير العلماء إلى أن أهم ما في أمر تكون البحيرة هو تشكلها على مراحل بفعل تكرار عملية الترسب، وكل مرحلة تخبر عن الظروف البيئية الكائنة في تلك الفترة.

ويقول فاسافادا، العالم المتخصص في مشروع كيوريوستي: « كلما ارتفع المسبار كيوريوستي إلى أعلى ماونت شارب كلما كانت لدينا سلسلة من التجارب تظهر أنماط التفاعل مع الغلاف الجوي والماء والرواسب، ويطلعنا ذلك أيضا على كيفية تغير كيميائية البحيرات على مر الزمن، وهذه فرضية تدعم ما لاحظناه حتى الآن، وتوفر مجالاً مهماً للاختبارات في السنوات المقبلة».

أدلة

على الرغم من وجود أدلة سابقة تم الحصول عليها من المهام الفضائية التي انطلقت إلى كوكب المريخ، والتي أشارت إلى وجود رطوبة على سطح الكوكب الأحمر، إلا أن هذه الاكتشافات الحديثة تعد نموذجاً جديداً يكشف عن تاريخ الكوكب القديم، ويُعرف بالظروف التي ساعدت على إنتاج مناخ دافئ بما فيه الكفاية لإيجاد بحيرات من المياه على سطح الكوكب.

Email