في اليوم الأول للرحلة العلمية التي تقام بالتعاون بين «البيان» ومؤسسة أنطونيو ساليرنو

طالبات جامعة زايد في تآلف بين الطبيعة والتاريخ

■ فريق الرحلة في أول صورة تذكارية في ساليرنو- البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

إنه مطار ليوناردو دافنشي الدولي، بهذه التسمية، يمكن التأكد من التقدير اللامحدود من إيطاليا لأحد أشهر فنانيها، فدافنشي لمع اسمه كواحد من فناني عصر النهضة الإيطالية، وحافظ على مكانته عبر التاريخ، كيف لا وهو صاحب لوحة «الموناليزا» التي تعد من أشهر اللوحات على الإطلاق.

إليه وصل فريق رحلة طالبات جامعة زايد التي ترصدها «البيان» ظهر أول من أمس بعد طيران استمر لأكثر من ست ساعات، ضمن برنامج التبادل الحضاري بفصله الرابع الذي وضعته مؤسسة انطونيو جينوفيزي ساليرنو. برعاية مدرسة الأعمال والمؤسسات الإيطالية S.D.O.A الجهة الراعية للرحلة، و«فاليو بارتنرز».

الطريق إلى ساليرنو

يسمى مطار ليوناردو دافنشي أيضاً «فيوميتشينو» لأنه يقع ضمن أراضي فيوميتشينو وهو أكبر مطارات إيطاليا وثاني أكبر بوّابة جوية دولية، يبعد 35 كيلومتراً من مركز مدينة روما التاريخي.

وفيه التقطت طالبات جامعة زايد العشر، أول لقطة تذكارية، مع الدكتورة بنديتا بارافيا ممثلة عن مدرسة الأعمال والمؤسسات الإيطالية S.D.O.A الجهة الراعية للرحلة..

وفريق الدعم التطوعي «أنا أتطوع» في قطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام وهم رولا بدران من إدارة التسويق قسم الشركات والمبادرات الداخلية، وأسماء آل علي مدير العقود والمشتريات، وسالم السعدي مشرف تميز، وعدد من موظفي المطار،ومضيفة من طيران الإمارات.

أما الوجهة الأولى بعد المطار فهي «ساليرنو» حيث وفرت السفارة الإماراتية في إيطاليا، حافلة لنقل الفريق إلى هناك، لتشكل نوافذ هذه الحافلة الزجاجية الفرصة للاطلاع على جمال منطقة الريف التابع لروما، حيث الخضار يمتد ليكسو الجبال، التي تمنح المشهد الرهبة بعلوها المتفاوت الارتفاع منها جبل «أبينو» وهو كما قالت بنديتا يشبه جبال الألب كون الثلوج لا تغيب عنه معظم أوقات العام.

مدن ساحلية

بنديتا بارافيا لم توفر جهداً أن تكشف للطالبات طوال الطريق ما هو وراء المشاهدات المتنوعة والتي إن اختلفت بمحتواها يبقى عنوانها الأول هو الطبيعة، إذ فسرت البناء المتكاثر حول قمة إحدى الجبال قائلة:

رغم ثوران بركان فيزوف أحياناً، إلا أن الناس هنا تبني بيوتها وتتوسع المنطقة باستمرار غير مكترثة بأي شيء، مذكرة الطالبات بأن «بومبي» الواقعة على سفح جبل بركان فيزوف، ستكون إحدى واجهات الرحلة، وأوضحت: كانت بومبي مدينة مطمورة تحت الرماد، لمدة 1.600 سنة بعد أن دمرها البركان إلى أن اكتشفت في القرن الثامن عشر.

وحين أطلت مدينة نابولي من بعيد أوضحت بنديتا بأنها المدينة المصنفة عل قائمة التراث الإنساني، هي ثالث أكبر مدينة إيطالية تقع على الجنوب على ساحل البحر المتوسط، وهي عاصمة أقليم «كامبانيا».

وأضافت: كانت نابولي ضمن أراضي الدولة العثمانية لمدة قصيرة، وتأثرت بالحضارة الإسلامية. وأشارت إلى أن التعرف على الجنوب هو أحد أهداف هذه الرحلة، لإبراز تأثير الحضارة الإسلامية على المناطق الإيطالية في الجنوب.

وحين الوصول إلى مكان آخر عند مشارف ساليرنو أشارت بنديتا بيدها إلى أحد الأديرة المبنية في قمة الجبل، ليطل من بعده ميناء المدينة التي تقع على البحر التيراني، وهو أحد أجزاء البحر الأبيض المتوسط. ويبرز تاريخ هذه المدينة بأنها كانت مركزاً عظيماً للتعليم والثقافة والفنون في العام 1694 ميلادي.

مدرسة الأعمال والمؤسسات الإيطالية تاريخ حافل بالإنجازات

الوجهة الأولى من برنامج اليوم الأول، هو مدرسة الأعمال والمؤسسات الإيطالية S.D.O.A الجهة الراعية، حيث تحركت الحافلة التي تقل الطالبات صباح أمس، من فندق ساليرنو الكبير حيث يقمن، وخلال الطريق كالعادة لم تتوقف الطالبات عن إطلاق كلمات الإعجاب والتقاط الصور التذكارية في هذه المدينة التي تلتوي بارتفاعات مختلفة على الشاطئ الذي يطلقون عليه «البحر الطويل».

موقع محفز

وفد من وجهاء المدينة وفيتوريو بارافيا مؤسس مدرسة الأعمال والمؤسسات الإيطالية S.D.O.A الجهة الراعية كانوا في استقبال فريق الرحلة، حيث قدم سالم السعدي مشرف تميز في مؤسسة دبي للإعلام لـ فيتوريو بارافيا كتاب «الإمارات ذاكرة وطن» وفيه استعراض لتاريخ الإمارات منذ التأسيس ولغاية الآن، وكتاب «البيان 35 إخبار وابتكار»، للتعريف بمسيرة صحيفة البيان منذ التأسيس ولغاية الآن.

بينما قدم أليساندرو بارافيا مدير مدرسة الأعمال والمؤسسات الإيطالية S.D.O.A شرحاً خاصاً عن المدرسة قائلاً: إنها تقع في مدينة صغيرة تدعى «فيرتي سولامري» في موقع مميز محفز للإبداع بالنسبة للطلاب الملتحقين في الدراسة. وأوضح تأسست المدرسة في العام 1986 وهي مدرسة تابعة إلى غرفة الصناعة والتجارة ويتعاون فيها 17 جهة مختلفة.

وأضاف: تخرج إلى الآن من المؤسسة 2900 شخص، حيث تخرج المدرسة حوالي المائة طالب سنوياً، في مجال إدارة الأعمال، والذي يداومون بواقع ثماني ساعات يومياً خلال أشهر الدراسة.

كما أشار أليساندرو إلى أهمية المدرسة في إحياء الثقافة الإيطالية، وشهرتها في المجتمع الإيطالي. كما بين أهمية رعايتهم لهذه الرحلة التي تستهدف عشر طالبات من جامعة زايد، مشدداً على أهمية التبادل الثقافي بين البلدين الإيطالي والإماراتي، وما يعكسه على طبيعة دراسة الطالبات.

سيراميك يدوي

قال أليساندرو بارافيا: تشتهر مدينة «فيرتي سولامري» بصناعة السيراميك اليدوي، الشهير في إيطاليا، ويوازيها في صناعة نوع هكذا من السيراميك ما يصنع في مدينة صقيلة، وأشار إلى تعليم هذه الصناعة من خلال دورات، بينما علقت الصور على الجدران لتبين أنواعاً مختلفة من هذه المصنوعات التي تشبعت بالنقوش، على أشكال منها ما يمكن استخدامه يومياً، ومنها ما يستخدم بهدف تزيني في المنزل.

ومن ثم أقامت في مقر المؤسسة محاضرة تبين أهمية هذا السيراميك اليدوي الشهير، وتاريخه حضرتها الطالبات إلى جانب وجهاء المدينة، رحب في مستهلها فيتوريو بارافيا بالحضور..

وأشار إلى أن الهدف من هذه الرحلة يتألف من عدة محاور إلى جانب الزيارات الميدانية إلى معالم تاريخية حضارية وعريقة. وأشارت بنديتا إلى أن مشروع التعاون الحضاري قد بدأ في العام 2005 عبرورشة تدريبية بالخزف، لطالبات جامعة زايد، وفريق البيان بإشراف البرفيسور المختص.

الصخرة التوأم

تطل مدرسة الأعمال والمؤسسات الإيطالية S.D.O.A على صخرتين متقابلتين عنهما قالت بنديتا: سميت هاتان الصخرتان بالتوأمين، كذكرى لغرق بحارين شقيقين في ذات المكان، وذلك في فترة قديمة جداً كما تقول الأسطورة.

Email