تشيمامندا أديتشي تسرد حكايات روايتها الأخيرة «أمريكانا»

تشيمامندا نجوزي أديتشي

ت + ت - الحجم الطبيعي

طابور طويل ضم أكثر من 500 متابعة ومتابع من مختلف الجنسيات وقف بصبر لدخول جلسة «أمريكانا» للكاتبة النيجيرية الأصل شيمامندا نجوزي أديتشي التي سبق واستضافها المهرجان في أولى دوراته. وليس بالغريب هذا العدد الكبير من الجمهور بما فيهم العرب القارئين باللغة الانجليزية، فروايات شيمامندا وفي مقدمتها «نصف شمس صفراء» و«زهرة الكركديه الأرجوانية» وأخيراً «أمريكانا» تخاطب القلب والروح والعقل، بلغة أدبية وسرد نوعي يكشف عن الكثير من القضايا الإنسانية العامة وبوجه خاص عوالم المرأة الداخلية والتحولات التي تعيشها في بلد غريب بثقافته وبيئته كما في روايتها الأخير «امريكانا» 2013 التي حازت على جائزة الرابطة الوطنية للنقاد الأميركيين العام الماضي.

جرأة وعفوية

قوبلت تشيمامندا لدى دخولها القاعة واستقبالها من قبل المحاور بول ليزارد بتصفيق حاد من الجمهور، ليستمر هذا التصفيق على وتيرة واحدة على تعليقاتها الجريئة وعفويتها وصراحتها في الحوار، لتضع المحاور ليزار في حيرة من أمره أمام امرأة تحكي عن هموم ومصاعب إنسانة انتقلت من العالم الثالث إلى العالم الأول والتحولات التي مرت بها بحثاً عن هويتها الجديدة.

إشكالية الهوية

تلك الهوية التي واجهت صدمتها الأولى لدى إدراكها القسري لأول مرة التمييز العرقي بسبب لون بشرتها من جهة واختلاف آخر على صعيد كونها خارج دائرة الأفارقة الأميركان الذين بنوا أميركا كما تقول تشيمامندا. وتقدم للجمهور نبذة عن هذا التحولات والمعاناة للوصول إلى هويتها الجديدة من خلال بطلة روايتها إيفيميلو التي تذهب في رحلة مع النفس عبر زمن طويل لتنضج الأفكار وتتأقلم مع واقعها الجديد وتصل إلى مصالحة مع الذات لتتشكل هويتها الجديدة.

رومانسية ولكن

تقول تشيمامندا حول روايتها الأخيرة: «أردت كتابة قصة حب قديمة من الزمن الرومانسي القديم شبيهة إلى حد ما بما قرأته من الروايات العاطفية لسلسلة دار النشر «ميلز أند بون» في المرحلة من 1979 وحتى 1988. ولكن بأسلوب مختلف عنها حيث ولسبب ما لم أكن أتعاطف مع شخصية المرأة في تلك الروايات بقدر تمثلي لشخصية الرجل، الذي كان هو من يكتشف مشاعرها وما يدور في ذهنها. أردت في روايتي أن تكتشف المرأة بنفسها مشاعرها من جهة، وإشكاليتها مع إشكالية العرق التي فرضت عليها من جهة أخرى».

تحولات الهوية

وتتابع: «لم أتوقع للكتاب أي نجاح لأني كنت أكتب بمثابة رحلة اكتشاف مع الذات ومحاولتي للتأقلم مع ثقافة جديدة فيها الكثير من التناقضات منها الهوية المزيفة التي تركن إلى راحة محيطها دون معرفة حقيقية بالذات. فحينما كانوا يسألونني من أين أنتِ وأجيبهم بأني من نيجيريا، كانوا يسألونني بدهشة وأين تعلمت الانجليزية؟ ولكم أردت سؤالهم ألا تعرفون شيئا عن التاريخ والجغرافيا؟»

كتابة مؤثرة

تقول كل من الأختين دارة ورامة الغانم حول انطباعهما العام عن الجلسة: «الكاتبة الوحيدة التي قرأنا جميع أعمالها هي تشيمامندا، فكتابتها مؤثرة وجميلة وتكشف لنا الكثير عن عوالم الحياة الداخلية والخارجية. فمن خلال كتبها تعرفنا على ثقافات جديدة والمعاناة التي يعيشها الشعب النيجيري، التي تحكي عنها في روايتها «نصف شمس صفراء» ونحن هنا للحصول على توقيعها بعد شرائنا لروايتها «أمريكانا».

شخصية عفوية

تقول نيكول نيكولا اللاري التي تحمل الجنسية الإماراتية والأميركية: حرصت على حضور الجلسة لأتعرف على تشيمامندا عن قرب بعدما قرأت جميع رواياتها. وأعجبت كثيرا بحضورها المؤثر وشخصيتها العفوية المتواضعة. وما أحترمه في كتاباتها تناولها لقضايا لا يرغب الكثيرون في التطرق لها وتعيشها جميع المجتمعات بلا استثناء.

Email