فن وموسيقى ورياضة ومتحف مفتوح

الإبداع حليف نسخة »دبي كانفس« الأولى

فنان يرسم لوحة ثلاثية الأبعاد مستلهمة من البيئة الإماراتية تصوير - دنيس مالاري

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تعد دبي المكان المثالي للإقامة والسياحة والاستثمار فقط، بل إنها أيضاً البيئة النموذجية للارتقاء بكل أشكال الفنون وتحفيز أهل الفن وتطوير مهاراتهم والانطلاق بهم نحو آفاق عالمية، حيث الاحتراف الحقيقي والنجاح اللامحدود، ورغم استقطابها لأسماء لامعة لا تنقصها الشهرة إطلاقاً، في كل الأنشطة والأحداث الفنية المهمة التي تنظمها، إلا أن هناك دائماً ما تضيفه بسلاسة وتفرد إلى مسيرة الفنانين..

الأمر الذي يحفزهم على الافتخار والاعتزاز بالمساهمة بإنجاح الفعاليات على أرضها، وهذا هو حال كيرت وينر وتريسي لي ستم وغيرهما من الفنانين المشاركين في »دبي كانفس«، الذين أكدوا أن الإبداع كان حليف المهرجان في نسخته الأولى، نظراً لجمعه بين الفن والموسيقى والعروض الرياضية ذات الشهرة والشعبية.

عزف آسر

وقد تكاملت العناصر الفنية المختلفة في المهرجان لتبرز في كل لمحة وتفصيلة مفهوم الإبداع، إذ يتابع الزوار ضمن الفعاليات المصاحبة رسم الأعمال الفنية ثلاثية الأبعاد على أنغام الموسيقى، التي تعزفها مجموعة من الفنانين المتميزين، ليمتزج الصوت بالصورة مكونين بعداً إبداعياً جديداً يضاف إلى تفرّد الحدث الذي يحل ضيفاً للمرة الأولى على دبي والمنطقة.

ويستمع الحضور لمقطوعات موسيقية بديعة يقدمها عازفو الساكسفون، والجيتار، والهارمونيكا، كما يتجدد موعد الجمهور يومياً مع عرض مميز يقدمه »قارعو طبول الألوان«، وهو عرض فني التي ينثر فيها الألوان على مجموعة من الطبول التي تتناثر ألوانها بمجرد الطرق عليها، تماشياً مع ما حولها من رسومات وألوان.

الحس الفني

ومن الفعاليات التي أقيمت على هامش الحدث، وكان لها دور فعال في إرضاء كل أفراد الأسرة، ركن خاص لتدريب الأطفال على الرسم، بحيث يسهم في غرس روح الإبداع في نفوس النشء وصقل مواهبهم، وتنمية حسهم الفني، من خلال تعليمهم مبادئ الرسم..

وإشراكهم في الفعاليات الفنية والترفيهية التي تسهم في غرس روح الإبداع في نفوسهم، علاوة على منحهم وقتا من للمتعة والترفيه بأسلوب محبب إلى قلوبهم، لا سيما وإن منطقة الأطفال توفر كل الأدوات اللازمة للرسم، إضافة إلى مشرفين من الفانين المحليين لمساعدة الأطفال وتبسيط القواعد الفنية بأسلوب سهل يفهمه الصغار.

طابع رياضي

وليس هذا وحسب، بل حظي جمهور »دبي كانفس« بفعاليات مبهرة ذات طابع رياضي قدمتها فرقة »ثري رَن« العالمية، المتخصصة في تقديم نمط استعراضي مُبتكر يجمع بين الرياضة والأكروبات والحركات استعراضية، الذي انتشر بصورة ملحوظة خلال السنوات القليلة الماضية لاسيما في الغرب..

حيث يقدم الفريق رياضة العدو في قالب جديد يتضمن تخطي الحواجز المتنوعة الأشكال والأحجام والقفز بين العوائق المرتفعة عن الأرض، من خلال حركات هوائية يقومون بها بطريقة فنية تُمتع الجمهور بأسلوب فريد..

حيث تتماشى فكرة هذا الاستعراض مع مضمون المهرجان القائم على مفهوم الإبداع والابتكار مع إضفاء أجواء من البهجة على الحدث. ويعد الفريق واحداً من أشهر الفرق الإنجليزية المتخصصة في الفن الاستعراضي المعروف بوصف »العدو الحر«، إذ حصل الفريق على عدة جوائز عالمية تقديراً لإبداعه في هذا الشكل من العروض.

خرائط إلكترونية

وحرصت اللجنة المنظمة على توظيف التقنيات الحديثة، بهدف توفير كل المعلومات التي من شأنها مساعدة الزوار على تحديد أوقات ومواقع الفعاليات ضمن المهرجان..

وذلك من خلال تثبيت شاشات تفاعلية في مناطق مختلف من منطقة المهرجان في »ذا بييتش« مزودة بخرائط إلكترونية للمكان، ويستطيع الزائر بكبسة زر على أي من تلك الشاشات معرفة أماكن إقامة العروض والفعاليات، والتعرف إلى الفنانين المشاركين، ومعرفة معلومات مفصلة عنهم، وكذلك أماكن الأعمال التي سيقومون بتنفيذها أمام الجمهور، ومن ثم التوجه بسهولة إلى الموقع المنشود.

 شراكات مثمرة تعكس تفرد الحدث

إن تفرد »دبي كانفس« والنجاح الساحق الذي حققه، يعود أيضاً إلى الشراكة المثمرة التي عقدها مع المكتب الثقافي لحرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، الذي يهتم بدعم المبدعين الشباب والكوادر الفنية الصاعدة..

ويركز دائماً على توفير الفرص التي تكفل الارتقاء بمهاراتهم وصقل مواهبهم الفنية، حيث جاءت الشراكة مع »براند دبي« كإنجاز جديد يترجم المكتب من خلاله رؤية سموها في هذا الخصوص، بتوفير الدعم اللازم للفنانين الإماراتيين الشباب، وتيسير سبل تواصلهم مع أهم وأبرز المبدعين العالميين ما يمنحهم الفرصة الاقتراب من أحدث الاتجاهات الفنية واكتساب مهارات جديدة تساعدهم على إطلاق مخزونهم من الطاقة الإبداعية الإيجابية.

ويشكل التعاون مع »مراس القابضة« سبباً مهماً لتفوق المهرجان، حيث نتج عنه إقامة الفعالية في واحد من أكثر الأماكن السياحية في دبي، وهو المجمع ذا بيتش في منطقة جي بي آر، الذي يعد نقطة جذب مهمة يرتادها يومياً آلاف الزوار.

رواد الفن أثروا الفعاليات

من الأسباب التي تبرز تميز الحدث، تواجد نخبة من ألمع نجوم الفن الثلاثي الأبعاد وأبرزهم الأميركي كيرت وينر، رائد ومبتكر الرسم ثلاثي الأبعاد بالأماكن العامة، الذي أبهر العالم بقدرته الفريدة على ابتكار صنف فني جديد ومتميز، وقدّم العديد من الرسوم التي تحاكي الطبيعة، وتمتاز بالخداع البصري وتعطي الإحساس بوجود عُمق وهميّ (بُعد ثالث) للصورة الثنائية الأبعاد..

بالإضافة إلى جولي كيرك، التي شاركت مع فريق من الفنانين من مختلف أنحاء العالم برسم أكبر لوحة خداع بصري في العالم، كما رسمت المئات من الأعمال الفنية في هونغ كونغ، وتايلاند، والشرق الأوسط، وأميركا اللاتينية وأوروبا.

تواجد ليون كير في المهرجان أثرى محتواه أيضاً، لا سيما وأن أعماله تتسم بالتركيز على الموضوعات المعاصرة واستخدام خليط من التقنيات في تنفيذها وكذلك استعانته بمجموعة متنوعة وغنية من مواد الرسم. وكان لسيزار باريديس باكورا وكوبولكيدو لمسات مميزة في المهرجان، خاصة وإن الأخير عرضت أعماله لاحقا في جميع أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية.

 طابع ثقافي إماراتي

 يعكس »دبي كانفس« الصورة الحضارية للمدينة ممزوجة بالطابع الثقافي الإماراتي الأصيل وملامح الحداثة والمعاصرة التي تجعل من دبي مدينة عربية الانتماء عالمية الروح، كما يهدف المهرجان إلى إكساب المشاركين معارف جديدة بأصول الرسم ذي البعد الثالث الوهمي وأدواته وكيفية تنفيذه، بالإضافة إلى تقريب أهم الفنون الإبداعية المعاصرة والكلاسيكية إلى المجتمع، وتحفيز الأفراد على تبنّي الإبداع نهجاً للحياة.

 فريق  " براند دبي" دينامو المهرجان

فريق »براند دبي« التابع للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، من خلال الفعاليات كان يفكر ويخطط من أجل نشر ملامح الإبداع في ربوع دبي وتأصيل قيمته في نفوس مجتمعها وتحويلها إلى متحف مفتوح، انطلاقاً من أهمية الإبداع كركيزة من الركائز المهمة التي قامت عليها النهضة الشاملة لدولتنا الغالية..

وأساس للمشاريع والمبادرات النوعية التي شملتها تلك النهضة ومنحت بلادنا الريادة في شتى القطاعات الحياتية لتضع دولة الإمارات في مصاف الدول المستشرفة للمستقبل بعين الإبداع والابتكار.

فريق »براند دبي« يعمل لتحقيق هدف واحد وهو الهدف الذي دعا إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتحويل دبي إلى متحف مفتوح، يعبر عن المكنون الإنساني وراء تجربة دبي التنموية التي جذبت أنظار العالم، خصوصاً أن البُعد الثقافي للمدينة جزء لا يتجزأ من إنجازاتها الكبرى.

 

Email