«نحو حوار بين الثقافات» يساهم في حل صراعات العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

 «نحو حوار بين الثقافات» كان عنوان الجلسة التي تحدث فيها مساء أول من أمس ياسر سليمان أستاذ كرسي صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد للدراسات العربية الحديثة التي انعقدت في إطار مهرجان طيران الإمارات للآداب في فندق إنتركونتيننتال فيستيفال سيتي بدبي، أشار فيها الى أن الحوار والعلاقات بين الثقافات تلعب دوراً مهماً في حل الصراعات والخلافات في العالم..

وأكد على ضرورة أن يكون الدين مصدرا لحل الصراعات الموجودة في المنطقة وما وراء هذه المنطقة، ومثال على ذلك أن ما يظهر لنا على ما يبدو انه حوار ما بين الأديان هو في الحقيقة شعور ما بين الثقافات، فدائما يصعب علينا الفصل بين الدين والثقافة، ومع ذلك البعض يريد فصل الدين عن الثقافة ويعتقدون أن الثقافة تؤثر على الدين.

البعد الثقافي

يرى سليمان أن البعض يقول إن الدين ربما فقد الكثير من قوته في المجتمعات العلمانية، فالبعد الثقافي للإيمان يستمر ويشكل الحياة العامة، ومثل هذه الثقافات المتقدمة في الفنون والآداب وغيرها تميل الى تكوين المنطقة التي يزدهر فيها هذا الموضوع..

فنحن لا نريد في الحقيقة ان نعزل الدين عن الثقافة ولكن عندما نذهب الى المجال الثقافي يبدو لنا أن الثقافة والدين والأديان نجد فيها العلاقة التي لا يمكن الإقرار بها ولكن في نفس الوقت يجب علينا ان نعترف بها.

تعزيز الحوار

يؤكد ياسر أنه في عملية تعزيز الحوار بين الأديان يجب ان نكون نسينا بالفعل العلاقات بين الثقافات فقد حان الوقت لنبدأ بالتحرك من الحوار بين الأديان الى الحوار ما بين الثقافات وهذا لا يعني أن الحوار ما بين الأديان ليس مهماً، بالعكس أعتقد أن العلاقات الثقافية مهمة بنفس الدرجة من أجل تعزيز العلاقات والسلام بين الشعوب المختلفة.

 المكان المناسب

ويشير سليمان أن الحوار بين الأديان يقوم على مرحلة الحروب الصليبية، وبعد أحداث 11 سبتمبر جاء الحوار نتيجة للأزمة والأحداث التي عززت من هذه الرؤية والاستجابة، ولكن هناك مشاكل في حوار الاديان ولكن يجب أن نركز على العلاقات الثقافية وخصوصاً لأننا في مهرجان طيران الإمارات للآداب وهو المكان المناسب للحديث عن العلاقات ما بين الثقافات المختلفة.

التهميش والإقصاء

يرى ياسر سليمان أن الحوار الديني هنا يعمل بحالة معينة ويوقف المسارات الخاصة لقراءة هذه العلاقات المتوترة ما بين المسلمين والعالم الغربي، وفي الحقيقة يمكن ان نقول ان المشكلة ليست الايمان ولكن الإقصاء والتهميش وعدم وجود الفرص المتساوية والكثير من العوامل الاجتماعية، لذا فقد أصبح الدين عرضاً وليس سبباً.

السلام والمصالحة

ويقول سليمان: إن الحوار الإسلامي يقف على أرضية خاطئة وكأن المسلمين اختاروا العنف والإرهاب بدلا من اختيارهم للسلام والمصالحة. فإذا كنا جادين في الحوار بين الأديان يجب ان نخرج خارج إطار الغرب ونذهب الى أماكن أخرى لماذا لا نذهب الى الصين أو الهند أو أفريقيا أو اليابان وأماكن أخرى عديدة.

الدين والثقافة

يشير ياسر سليمان أن التركيز دائماً يكون أكبر على حوار بين الأديان ولكن ماذا إذا حاولنا التركيز على حوار ما داخل الأديان، وفي ختام الجلسة أشار سليمان على أن العلاقات بين الثقافات هي الأكثر فاعلية في التغلب على الصراعات بين المسلمين وغير المسلمين، برغم أن الثقافة أكثر انتشاراً في العديد من المجتمعات ولكنها لا تملك القوة نفسها التي يمتلكها الدين.

Email