3 كاتبات عربيات يستعرضن تحديات مجتمعاتهن ونجاحهن

بوح وجداني في «التغلب على الحواجز»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

على مدى يومين كاملين، خصصت جلسات مهرجان طيران الإمارات للآداب الصباحية لقضايا المرأة في مختلف أوجهها من جوانب عرض تجارب إبداعية ملهمة، إلى تسليط الضوء على التحديات والصعوبات التي تواجهها الكاتبات العربية في الزمن المعاصر وفي المراحل السابقة. واتسمت جلسة صباح الأمس «التغلب على الحواجز» التي شاركت فيها كل من الروائيات والإعلاميات مي النقيب من الكويت..

وإنعام كجه جي من العراق، وبدرية البشر من السعودية، لتحاورهن المحامية السعودية سفانة دحلان، بطابع البوح الوجداني والتحليل لمراحل مفصلية مرت بها بلدان الكاتبات عبر تاريخ معاصرتهن لمجريات التحول وانعكاساتها على المجتمع والثقافة والإبداع.

زمن معاكس

استعرضت مي في مداخلاتها التحولات التي مرت بها الكويت، والتي شكلت العديد من التحديات للمجتمع والمرأة بشكل عامة والكاتبة بشكل خاص، ابتداء من عام 1991 مع هيمنة التيارات الدينية، لتشهد المرأة زمناً غير مألوف لها حتى في عهد الجدات. وتقول: «هذا الواقع الجديد أكسبني قوة وبعداً ورؤية ساعدتني على تجاوز الخوف.

وفي مجموعتي القصصية «الضوء الخفي للأشياء»، دخلت في حنايا موضوعات حساسة من واقع المجتمع برؤية إنسانية، بهدف الكتابة عن جوانب من الحياة لا تساعد المقالات السياسية وغيرها على التطرق لها».

من تحسبين نفسك؟

وتحدثت بدرية عن التحول المعاكس الذي يعيشه المجتمع الذي يشهد تطوراً وانفتاحاً يوماً بعد يوم، خاصة في زمن انفتاح الإنترنت. وتقول عن التحديات التي واجهتها ككاتبة: «ربما ما ساعدني على النجاح والتقدم اعتقادي منذ طفولتي بأني مهمة، حيث كان يقال لي في الكثير من الأحيان «من تظنين نفسك؟» أو «هل تحسبين نفسك غادة السمان؟».

، هذه الثقة بالطموح تساعد الإنسان على تحقيق أحلامه». وانتقلت إلى نمط التحديات في السعودية قائلة: «ثلثا المجتمع يطمح لأن يكون متنوراً ومنفتحاً بفكرة وثقافته ومعرفته، لكن الثلث الباقي يتميز بصوته العالي الذي يطغى على الغالبية، ويوحي بالأكثرية».

تحول

وتحكي عن ازدهار الحركة الأدبية في السعودية قائلة: «شهدت الرواية تحولاً نوعياً في السعودية خاصة عند الكاتبات. ففي عام 2006 وحده صدرت 60 رواية، وتحديداً بعد صدور رواية «بنات الرياض» التي شكلت منعطفاً محورياً ألهم الشباب والشابات ليكونوا أكثر جرأة وثقة، مقابل إصدار 60 رواية فقط طيلة الفترة من عام 1930 حتى 2005».

قفزات بالزانة

وعلقت إنعام قبل مداخلتها حول تجربة السعودية قائلة: «حقق جيلي في العراق زمن النهضة قفزات نوعية، لكن جيلكم حقق قفزات بالزانة». وتحدثت عن وجع شعب فرضت عليه الظروف السياسية أو الحروب والاضطرابات التشرذم في أصقاع الغربة.

وتقول: «كنت محظوظة أني ولدت في زمن النهضة الجميل، لأشهد زمناً تنويرياً قبل أن أعيش زمناً مراً بطعم الغربة والافتراق عن الأهل والأحباب. وهويتي الحالية وما أكتبه في أعمالي الروائية مستلهم من ذاك الزمن الجميل حتى نهاية السبعينيات».

وجع الغربة

وتحكي عن التحديات التي يواجهها الكتّاب العراقيون قائلة: «وجع الغربة جرح لا يلتئم وتحدٍّ لا يتوقف، فمع أي مقطوعة أو معزوفة أو أغنية تنسكب الدموع ويتجدد الوجع. وفي رواياتي الثلاث كتبت حالة الارتحال ووجع الوطن بلغة الواقع المعيش، كما في روايتي الأخيرة «طشارى» أي الرصاص المنتشر لدى إطلاقه، كانتشار العراقيين في محيط بلدان العالم».

انطباعات خارجية وظروف مشابهة

 أسهم البوح الوجداني الذي تحدثت به الكاتبات في نقل هذه الشحنة إلى الحاضرات، لتبادر إحدى المستمعات بعرض هامش من تجربتها قائلة: «النساء في الغرب أيضاً يواجهن التحديات، فأنا من إسكتلندا، وعشت في زمن فقر كان التعليم فيه مكلفاً وصعباً على العائلات. وكان من النادر أن تتجاوز دراسة الفتيات سن 15 عاماً، وكنت ممن أسعفهن الحظ لمتابعة دراستي حتى النهاية. ويعود بلدي الآن إلى تحديات مشابهة، بعد غياب الدعم المالي الذي كان يتلقاه شعبنا».

عودة إلى الصحافة

تقول الشابة حصة المنصوري التي تخرجت حديثا في الإعلام بعد انتهاء الجلسة: «ما استمعت إليه تجاوز توقعاتي المسبقة عن الجلسة، ليس هذا فقط، بل غيّر من طريقة تفكيري. حيث كنت أبحث قبلها عن وظيفة إدارية حكومية بسيطة كعمل لي، لكني الآن مصممة على عملي في الصحافة، والقيام بدور مؤثر في تقدم وارتقاء مجتمعي».

Email