لانا مامكغ تدعو إلى الانفتاح على الآخر

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما هي الثقافة؟ وما هي المعرفة؟ وما التقاطع بينهما أو من يحتوي من؟ هل هي للنخبة أم للعامة؟ تساؤلات طرحتها "البيان" تجيب عنها، على هامش مؤتمر "فكر 12"، وزيرة الثقافة في المملكة الأردنية الهاشمية الدكتورة والكاتبة والإعلامية لانا مامكغ، التي تمتلك خبرة في الإعلام المرئي والمسموع والمطبوع إلى جانب تدريسها في الجامعة.

عرفت الدكتوره لانا مفهوم الثقافة قائلة: "الثقافة نمط حياة لتفاصيل أي مجتمع. وعليه فإن مهمة وزارات الثقافة المحافظة على هذه الثقافات وتطويرها بشكل حضاري جميل، كثقافة أندونيسيا التي يتعايش فيها عقائد دينية مختلفة بسلام ومحبة. ومن مسؤولياتها أيضاً رعاية الإبداع والحفاظ على الهوية، لأن فئة المبدعين ترتقي بالهوية وذائقة الجمال ووعي المجتمع".

مسؤولية المبدعين

ورداً على سؤالنا حول طبيعة مفهوم الثقافة في مجتمعاتنا العربية المحصور بالأدب وأنواع الفنون، قالت: "تلك هي الصورة النمطية السائدة عن الثقافة في العالم العربي، وعلينا تصحيح ذلك، ففي الغرب يقولون رجل متعلم أو متحضر، وهذا لا يعني أنه مثقف ضمن نمط الحياة. ومن جهة أخرى، فإنه منوط بوزارات الثقافة العربية تغيير هذا المفهوم الذي يشمل كل ما في الحياة كالفولكلور والتراث الشعبي والحفاظ عليها بما في ذلك العادات والتقاليد، على أن يقع على عاتق فئة المبدعين والإعلام بالتعاون مع الوزارة نبذ العادات البالية والحفاظ على كل ما فيها من جوانب إنسانية نبيلة".

الاختلاف والانقراض

تضيف فيما يتعلق بمسؤوليات المؤسسات الثقافية: "على الجهات المعنية بالثقافة الانفتاح على الثقافات الأخرى واحترام اختلاف الآخر والثقافات الأخرى والأديان، وإن لم نحترم الاختلاف سننقرض. كذلك فتح حوارات معها، بهدف إغناء المعرفة الشخصية بالحضارات. ونحن غالباً ما نستورد المدنيات، علماً أن لدينا حضارة عربية إسلامية".

المعرفة بالسؤال

بالانتقال إلى مفهوم المعرفة، قالت الدكتوره لانا: "للأسف أن الدول العربية ركزت على المنتج التعليمي وليس العلمي، فشهادة الخريجين لا تتضمن المعرفة، مثل بحوثنا العلمية التي لا تخدم أو يستفيد منها أية جهة. والمعرفة تتمثل في تعلم الطفل فن طرح السؤال".

ثقّف السيف

وتابعت تعريفها للمعرفة، التي تخاطب نبض الشارع قائلة: (المعرفة هي الثقافة، والمثقف ليس الأكاديمي أو الموسوعي، بل هو من لديه موقف ورؤيا، ويُحسن توظيف كل ما يعرفه في التعامل مع الآخر في إدارة حياته الشخصية. فكلمة الثقافة مشتقة من "ثُقّفَ السيف" أي دقّ معدنه وسنّه حتى يصبح حاداً ولامعاً وفعالاً). واختزلت شرحها بما قلَّ ودّل قائلة: "الإنسان المثقف كذاك السيف، فهو فعال بتأثيره في المجتمع، وحاد بامتلاكه لرؤية وموقف في الحياة، ولامع بشخصه وامتلاكه لأدوات الحضور".

سيرة

تحمل لانا مامكغ، التي استلمت منصب وزيرة الثقافة في المملكة الأردنية الهاشمية في شهر أغسطس الماضي، درجة الدكتوراة من كلية الآداب في الجامعة الأردنية عام 2002، وعلى الماجستير في الآداب من الجامعة نفسها عام 1996، وعلى البكالوريوس في الآداب من الجامعة نفسها.

Email