«الجنقو.. مسامير الأرض» على طاولة ندوة الثقافة والعلوم

خلال الحلقة النقاشية | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

عقدت ندوة الثقافة والعلوم بالتعاون مع صالون المنتدى جلسة حوارية لمناقشة رواية «الجنقو مسامير الأرض» للكاتب السوداني عبد العزيز بركة ساكن، والذي شارك في حوارات الجلسة بحضور عائشة سلطان رئيس اللجنة الثقافية عضو ندوة الثقافة والعلوم، والكاتب والمترجم عبده وازن، والإعلامية بروين حبيب، د. نادية بوهناد، د. مريم الهاشمي، وأسماء صديق المطوع، وزينة الشامي، وفتحية النمر وجمهور من المهتمين والمعنيين.

أدارت الندوة الكاتبة عائشة سلطان، مشيرة إلى أن الرواية تتحدث عن الإنسان في فقره وألمه وقهره وظروف مواجهته للحياة وهو يبحث عن الحياة لينتزع حقه فيها.. ثم كيف يقف الإنسان مشتتاً متشظياً عندما تصل حمى المال إلى عقر داره ومكان رزقه.

وأضافت عائشة إن الرواية لا تختلف عن تلك الروايات التي أسست وتؤسس المشروع الروائي الإنساني الذي كان الإنسان هو مسمارها وأساسها، إلا بقدر ما تؤكد على خصوصية إشكاليات المجتمع السوداني وأزمات الإنسان فيه.

وأشارت إلى أن صالون القراءة تناول العديد من الروايات التي تنضوي تحت هذا المشروع الإنساني من حدائق الرئيس لمحسن الرملي كان الإنسان في أقصى درجات فقره وخوفه يقف في مواجهة أفعال السلطة البشعة، وفي ألف شمس ساطعة لخالد حسيني كان الإنسان يواجه وحش الحرب ووحش الإنسان الذي انتجته بشاعة الحرب، وفي حجر الصبر لعتيق رحيمي كان الإنسان/‏ المرأة في مواجهة القهر.

انتماء

وأكدت عائشة أن القراء جميعاً يأتون للكتب والروايات للغوص في عوالمها والاستمتاع بها، لكننا نبحث عن شيء ما فيها (شيء آخر) مختلف في كل رواية نقرأها، حتى وإن كان العمود الفقري فيها هو الإنسان، لذا نجد عبد العزيز بركة ساكن في روايته «الجنقو مسامير الأرض» لم يتزحزح مثقال ذرة عمن سبقوه في جعل الإنسان مسمار الرواية الثابت، إنه وهو يواصل مشروعه الروائي ومضيفاً إليه هذه الرواية (السودانية بامتياز) إنما يحفر بدأب وانتماء في أعماق أرضه الخاصة وفي عوالم الحلة وما حولها، فنراه يقودنا من أيدينا ماراً بنا عبر شخوص روايته الكثر والموزعين على قبائل وأعراق وأصول لا حصر لها، فنعبر عبر اللغة البيوت من أقصر مداخلها، لنجد أنفسنا في القطيات السودانية وأمام النساء والغبار وفناجين القهوة وود أمونة والأم أدي، واللهجة السودانية المتشظية إلى لهجات، والتي تؤكد مقولته حول محنة الكاتب وأزمته مع اللغة..

خيال شخصي

وذكر الكاتب عبد العزيز بركة أنه في كتابته للرواية يستخدم تكنيك السيرة الذاتية وأحياناً يكون هناك أسماء لبعض المقربين وذكر لاسمه نفسه ولكنه من واقع الخيال الشخصي في الكتابة وهذا السرد مستخدم في فرنسا كثيراً ويعتبر شكلاً قديماً من أشكال الكتابة.

وذكر الكاتب والمترجم عبده وازن بأن القارئ الفرنسي لم يواجه صعوبة في مفردات اللهجة السودانية في الرواية، وقال إنه قرأ الرواية بالعربية والفرنسية ولم يجد صعوبة أي صعوبة في المفردات بالفرنسية وكانت بها سلاسة وسهولة.

خليط

وعلّقت فتحية النمر قائلة إنها من أمتع النصوص وأكثرها ثراءً وغنى، وقد تجلى ذلك في المفردات التي سمت الأشياء وإن كانت خليطاً من (السودانية والأثيوبية والأريتيرية) وأسماء لقرى وبلدان وأنهار ومأكولات ومشروبات ووظائف.

وذكرت الشاعرة والإعلامية بروين حبيب ما قاله الكاتب «ليست الترجمة هي التي تأخرت، ولكن إيجاد ناشر فرنسي يقتنع بنشر الكتاب هو الذي تأخر».

نبذة

تناولت زينة الشامي شخصية الكاتب عبد العزيز بركة ساكن المولود في كسلا بالسودان عام 1963 والحاصل على بكالوريوس تجارة من جامعة أسيوط بجمهورية مصر العربية، وعاد إلى السودان وبعدها سافر للنمسا واستقر فيها وعرف بغزارة إنتاجه في المسرح والقصة القصيرة والرواية وترجمت أعماله إلى لغات عدة، وفاز بجائزة الطيب صالح للرواية وجائزة بي بي سي للقصة القصيرة وجائزة المعهد العربي بباريس عن روايته «الجنقو مسامير الأرض».

Email