في الحلقة 26 من الوثائقي الدرامي «قصتي»

«سباق مع الزمن.. والمستشارين» وثيقة تاريخية غالية الثمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

«سباق مع الزمن.. والمستشارين»، عنوان اختاره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للقصة التي تحمل الرقم 26.

والتي يضيء بها سموه جنبات كتابه «قصتي.. 50 قصة في خمسين عاماً»، تاركاً لنا من خلالها «وثيقة غالية الثمن»، نطالع عبر سطورها بعض إرهاصات الاتحاد، وتفاصيل أخرى، كفيلة بأن تفتح أعيننا على تلك الفترة التي أَضاءت الطريق أمام الجميع، وأفضت إلى تأسيس دولة الإمارات، التي نبتت كزهرة وسط الصحراء، لتعانق اليوم الفضاء، فيما جذورها ضاربة في عمق الأرض.

تفاصيل الحلقة

عبر مشاهد تمددت على خمس دقائق ونصف الدقيقة، وكونت تفاصيل الحلقة 26 من البرنامج الوثائقي «قصتي»، المستلهم من كتاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي تولى إنتاجه المكتب التنفيذي لسموه، ويعرض على شاشات تلفزيون دبي ومنصاته المتعددة، نطالع لحظات جميلة وعميقة من تاريخ الدولة، ونحن نقف على بُعد أيام قليلة من احتفالات اليوم الوطني الـ 49، ونعيش أياماً يستعد فيها الجميع للعام الخمسين.

حيث تحتفل الدولة بيوبيلها الذهبي، ومعها نسترجع ما قاله المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يوماً: «إن الاتحاد يعيش في نفسي، وفي قلبي، وأعز ما في وجودي، ولا يمكن أن أتصور في يوم من الأيام، أن أسمح بالتفريط فيه، أو التهاون نحو مستقبله».

«كنا في سباق مع الزمن»، هكذا يصف لنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، طبيعة الحال التي سادت خلال الفترة الممتدة من عام 1968 وحتى عام 1971، سباق توج بإعلان اتحاد الإمارات، حيث يقول سموه: «سباق لتأمين أهم اتفاق عربي، اتفاق كانت نتيجته دولة الإمارات العربية المتحدة، الدولة العربية الوحيدة، التي قامت نتيجة اتحاد العرب، وليس تقسيمهم، والتي تحدت روح العصبية القبلية».

اقتراب الحلم

في تلك الفترة، كان الجميع يقترب أكثر من تحقيق الحلم، كلما تقدم الزمن، حيث الخطوات نحو إعلان الاتحاد تتسارع بهدوء وثبات، ذلك ما يؤكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بقوله: «على مدى عامين، عقد المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات، والمجلس الاتحادي المؤقت، عدة اجتماعات، واصلنا خلالها الكثير من المفاوضات».

ويتابع: «رغم الكثير من الضغوط، إلا أننا حافظنا على هدوئنا وثباتنا، تحت سياط الألسن في بعض الأحيان، وتحت التهديدات بتدخل عسكري في أحيان أخرى.. كنا نرى إمكانية الاستمرار فقط». آنذاك، كان المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، شعلة من النشاط، حيث كان يشكل مع أخيه المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حجر الأساس في لبنة الاتحاد، وفي هذا السياق، يصف لنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تلك الفترة، بقوله:

«التقى والدي جميع شيوخ الخليج، محافظاً على نشاطه، وكنت معه في اجتماعاته كافة، كان الجميع يتمنون الخير للإمارات، الأمر الذي شكل حافزاً لنا، لنطمئن الشعب بأننا ماضون في الطريق الصحيح، لتأسيس دولة جديدة وقوية، بإذن الله».

ويستطرد سموه: «في مايو 1969، حضرنا الدورة الثالثة من المجلس الأعلى للاتحاد، حيث كانت الخلافات تتمثل في الكيان البرلماني، والمجلس الوطني الاتحادي، والتمثيل المتساوي للإمارات. كان لا بد من التوصل إلى حلول، واتفقنا في دبي على التمثيل النسبي، لتمثل هذه إحدى اللحظات الفارقة في تشكيل الاتحاد».

وأضاف: «بدأ المستشارون في وضع الاتفاقيات التي تمت بين الحكام، وتوثيقها بشكل صحيح، وبدأت جولاتهم التي لا تنتهي، وبدأت العقبات القانونية تتزايد، كنت أراقب كل ذلك باستياء، كنت أعرف أنهم لا يريدون لهذا الاتحاد أن يولد، لأن وظيفتهم ستنتهي حينها، إلا أننا تحلينا بالصبر».

وتابع سموه: «صارحت والدي بأن المستشارين سيكونون مسؤولين عن تدمير الاتحاد، وكانوا يتاجرون بالمعلومات والشائعات، ولكني كنت واثقاً ومتأكداً، بأننا وصلنا إلى النقطة التي لم يعد فيها الاتحاد خياراً، بل مصيراً ويقينا».

سباق حقيقي

لحظات حاسمة عاشها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، آنذاك، كانت فيها الإمارات تعيش سباقاً مع الزمن، حيث يقول: «كنا في سباق حقيقي مع الزمن، سباق مع الوجود البريطاني، ومحادثات كثيرة لتأكيد انسحابهم، سباق مع بقية الإمارات، عبر رحلات مكوكية، للاتفاق على كافة النقاط العالقة في تأسيس الدولة، وسباق أخير مع المستشارين، لإنهاء الإطار القانوني لكافة تلك الاتفاقيات»، ويؤكد لنا سموه أن تلك السنوات كانت «حاسمة لبناء دولة، وتحقيق حلم، وصناعة مستقبل لأبناء الإمارات».

1968

نطاق الحلم في تلك الفترة التي تضيء عليها القصة الـ 26 من البرنامج، كان واسعاً، وبدا كأنه يعانق السماء، وبحسب قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: «كان لدى والدي إصرار على عقد اتحاد تُساعي، يضم إلى جانب الإمارات السبع، قطر والبحرين أيضاً»، ويضيف:

«اجتمع الحكام في 25 فبراير 1968 في جميرا، وتوصلوا إلى ما عرف باتفاقية دبي لإقامة اتحاد تُساعي، وشكلوا المجلس الأعلى للاتحاد. وبدؤوا في المفاوضات التفصيلية، واستضافت أبوظبي الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للاتحاد، تمخض عنه إنشاء المجلس الاتحادي المؤقت، وتحديد اختصاصاته، وتعيين أعضائه».

Email