في الحلقة 25 من البرنامج الوثائقي الدرامي «قصتي»

«رئيساً للوزراء.. حاكماً لدبي».. تغيير ثقافة المستحيل في المجتمع

ت + ت - الحجم الطبيعي

«سيقولون بعد زمن طويل، هنا كانوا، هنا عملوا، هنا أنجزوا، وهنا تربوا، هنا أحبوا وأحبهم الناس»، هكذا يفتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كتابه «قصتي.. 50 قصة في خمسين عاماً»، جملة مؤثرة في أبعادها اللغوية والإنسانية، شكلت مدخلاً لسيرة ذاتية ثرية، وتعكس بكل شفافية، حقيقة الواقع المعاش في ربوع الإمارات.

غنية بأبجدياتها الأدبية، ومنيرة بسطورها، هي قصة «رئيساً للوزراء.. حاكماً لدبي»، التي جاءت عنواناً للحلقة 25 من البرنامج الوثائقي «قصتي»، المستلهم من كتاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي تولى إنتاجه المكتب التنفيذي لسموه، ويعرض على شاشات تلفزيون دبي ومنصاته المتعددة، فبين سطور هذه القصة الحاملة لرقم 48 في كتاب سموه «قصتي.. 50 قصة في خمسين عاماً».

تشعر أنك تطوف بين جنبات الماضي، وتعايش الحاضر، وتقرأ المستقبل، وتتعلم كيف تواجه التحديات، وتحولها إلى فرص، كما علمنا صاحب السمو نائب رئيس الدولة، الذي يكشف لنا في قصة «رئيساً للوزراء.. حاكماً لدبي»، عن لحظات فارقة في مسيرة حياته وتاريخ الدولة، في مجموعة مشاهد، تمددت على مدار نحو 4 دقائق وأكثر بقليل.

خدمة الوطن

منذ عام 1968، وصاحب السمو نائب رئيس الدولة «يمثل جزءاً من منظومة الحكم في دبي»، ومنذ 2 ديسمبر 1971، كان أيضاً «جزءاً من حكومة دولة الإمارات، ووزيراً للدفاع»، حيث وضع كل جهده في خدمة بلده وقادته ووطنه عبر السنين، بهذه المعلومة، آثر صاحب السمو نائب رئيس الدولة، أن يبدأ سرد حكايته، التي بدت «ثقيلة الوزن» في معلوماتها ورؤى سموه، الذي يقول:

«حتى جاء الرابع من يناير من عام 2006، رحل أخي الشيخ مكتوم، رحمه الله، إثر نوبة قلبية مفاجئة، فأصبحت حاكماً لدبي، وانتخبني حكام الإمارات، لأصبح نائباً لرئيس دولة الإمارات، ورئيساً لمجلس الوزراء».

«عندما يرحلون، تحس بأن مسؤوليتك أكبر أمام الله والوطن والتاريخ، تشعر بأن الأمانة التي تركوها لك عظيمة»، جملة صاغها صاحب السمو بمداده، تكشف عن مدى عمق الفقد، وجل المسؤولية التي أصبحت على كاهله، إلا أن سموه كان.

ولا يزال، الأقدر على حملها، حيث يواصل قوله: «بدأت فوراً بترتيب أفكاري وأولوياتي، وضعت تصوراً سريعاً لنظام عملي وحياتي الجديد، أوازن فيه بين دوري الوطني كرئيس للحكومة، ودوري كحاكم لدبي، وانطلقت على بركة الله».

مجلس جديد

ويضيف: «شكلت مجلس الوزراء الجديد، وأخذت قراراً بإلغاء كافة اللجان السابقة». قرار إلغاء سموه للجان، نابع من إيمانه بفرق العمل، أكثر من إيمانه باللجان.

ويتابع: «أسست مكتباً جديداً لرئاسة الوزراء، وطلبت من الوزراء الجدد، استراتيجية واضحة للسنوات القادمة، ثم طلبت من جميع الوزراء، عقد خلوة في الصحراء، لمناقشة الأفكار الكبرى، وبعد استلامي لرئاسة الحكومة بعام واحد فقط، عقدت فعالية كبرى، وأعلنت عن استراتيجية حكومة الإمارات ورؤيتها القادمة، حيث كان الهدف، أن تكون الإمارات الأولى عالمياً، في محاور العمل الحكومي، مع نهاية عام 2021».

ما زرعه صاحب السمو نائب رئيس الدولة، في تلك الأيام، قد آتى أكله هذه الأيام، وبحسب سرده في القصة: «اليوم، حكومة الإمارات، وقبل الموعد المحدد، الأولى عالمياً في أكثر من 50 مؤشراً دولياً، والأولى إقليمياً في أكثر من 100 مؤشر تنموي، والأعلى كفاءة في العالم، حسب التقارير الدولية، والأعلى ثقة أيضاً بين شعبها».

ما نعايشه اليوم من إنجازات حقيقية، ملموسة على أرض الواقع، تكشف لنا عن مدى اتساع وبعد رؤية صاحب السمو نائب رئيس الدولة، ذلك ما تكشفه لنا كلمات سموه في هذه الحكاية.

حيث يقول: «أعلنت أننا نحن أبناء الإمارات، سنرسل أول مسبار فضائي لكوكب المريخ، مع حلول يوبيلنا الذهبي في عام 2021، وسنكون ضمن تسع أمم في العالم فقط تستطيع تحقيق هذا الإنجاز. أحدث المشروع آثره، وسرت في مجتمعنا روح جديدة، وطموحات جديدة، وأصبح الشباب يتطلعون إلى الفضاء».

وفاء بالوعد

كان صاحب السمو وفياً بوعده، واستطاع كسر السقف الزجاجي من فوق رؤوس الأجيال المقبلة، ونجح في تحرير مشروع «مسبار الأمل»، من حدود الأوراق والمجسمات، وأن يجسده واقعاً، بعد نجاح إطلاقه نحو الفضاء في 19 يوليو الماضي، حيث كان ذلك يوماً تاريخياً للإمارات، لينجح صاحب السمو في تحقيق هدفه، بـ «تغيير ثقافة المستحيل في مجتمعنا»، وفق تعبير سموه في القصة التي يقول فيها: «تأثرت كثيراً عندما قال لي أحد الأصدقاء، بعد إعلان المشروع: لو كان زايد معنا، لفرح بنا وفرح معنا».

ما حققته الإمارات من إنجازات لافته على أرض الواقع، بلا شك أنها كانت ستبهج المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو ما يؤكده سموه، بقوله: «في الكثير من الأحيان، أتمنى لو كان زايد موجوداً اليوم، ليرى أين وصل بلده الذي بناه من الصفر، وأتمنى أن يعرف أننا ما زلنا على العهد باقون، ما زلنا نواصل مسيرته، نمضي على نهجه، وقيمه ومبادئه التي غرسها فينا، أتمنى أن يفرح بنا، ويفرح معنا».

Email