منافسات قوية شهدتها بريطانيا وهولندا والنرويج وفرنسا وبلجيكا

«تحدي القراءة العربي» يتوّج أبطاله في الجزائر وتونس

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتفى تحدّي القراءة العربي ببطلي دورته الخامسة في كلٍ من الجزائر وتونس، بعد إنجاز التصفيات النهائية على مستوى البلدين العربيين استعداداً للمنافسة الحاسمة على اللقب بين المتأهلين من 52 دولة مشاركة.

حيث توجت الجزائر الطالب شرّاطي محمد من الصف الأول الثانوي بثانوية «خالد زميرلين» بلقب تحدي القراءة العربي في دورته الخامسة من بين 426,113 طالباً وطالبة من 12,349 مدرسة من مختلف أنحاء الدولة شاركوا في التحدي، تحت إشراف أكثر من 12 ألف مشرف ومشرفة ساندوا الطلبة في تفعيل الأساليب القرائية الناجعة وإعداد الملخصات الإلكترونية للكتب وتسليط الضوء على أبرز معلوماتها.

فيما توجت تونس الطالبة هديل ربعاوي من الصف الرابع الثانوي بالمعهد النموذجي في مندوبية سيدي بوزيد بلقب تحدي القراءة العربي في دورته الخامسة من بين 77,457 طالباً وطالبة من 4631 مدرسة في الجمهورية التونسية شاركوا في التحدي تحت إشراف أكثر من 3241 مشرفاً ومشرفة دعموا الطلاب المشاركين في تعزيز مهارات اختيار المواد القرائية والمطالعة وتلخيص المحتوى وتقديم أهم ما فيه.

تميّز

وعلى مستوى الجزائر، حاز لقب المشرف المتميز لدورة هذا العام من تحدي القراءة العربي الأستاذة أسماء تيفورة من ولاية تيبازة. وحصدت مدرسة قربوعة عبد الحميد الخروب من ولاية قسنطينة لقب المدرسة المتميزة لدورة هذا العام.

وحصد لقب المشرف المتميز على مستوى الجمهورية التونسية لدورة هذا العام من تحدي القراءة العربي الأستاذة أسماء صقر من منطقة أريانة التعليمية. فيما حصلت مدرسة بئر الشارف من منطقة سيدي بوزيد التعليمية على لقب المدرسة المتميزة على مستوى تونس للدورة الحالية.

تعاون

ووفرت وزارتا التربية في كلٍ من الجزائر وتونس، وبالتعاون مع «مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، الجهة المنظّمة لتحدي القراءة العربي في 52 دولة، مجموعة حلول إلكترونية ورقمية للطلبة المشاركين في التحدي استجابة للإجراءات الاحترازية التي طبقتها معظم المنظومات التعليمية حول العالم للوقاية من جائحة (كوفيد19) والحد من تداعياتها الصحية.

فعاليات رقمية

وجرى الإعلان عن نتائج الدورة الخامسة من تحدي القراءة العربي على مستوى الجزائر وتونس ضمن فعاليتين رقميتين بمشاركة محمد واجعوط، وزير التربية الوطنية في جمهورية الجزائر، وفتحي السلاوتي، وزير التربية التونسي، ومنى الكندي، أمين عام مشروع تحدي القراءة العربي، وعدد من الخبراء والتربويين.

قيمة مجتمعية

وقال فتحي السلاوتي، وزير التربية التونسي: «القراءة والمطالعة والتحصيل العلمي والمعرفي قيمة مجتمعية مهمة في المجتمع التونسي، وهذا ما يتجسد بوضوح في حجم المشاركة الطلابية من آلاف المدارس على مستوى الجمهورية في تحدي القراءة العربي ومستوى التنافسية الذي يبديه الطلبة المشاركون بدعم من مشرفيهم ومدارسهم».

وهنّأ الفائزين والمشاركين مؤكداً أن تعاون المؤسسات الحكومية والتربوية والجهوية أساسي في إنجاح كافة المبادرات التي تمكّن الطلبة التونسيين مع التنافس مع أقرانهم على المستوى الدولي وتشكل قيمة مضافة إلى المنظومة التعليمية والموارد المعرفية على مستوى الجمهورية.

شغف

من جهتها، أكدت منى الكندي، الأمين العام لمبادرة تحدي القراءة العربي، أن المشاركات النوعية للطلبة من كلٍ من الجزائر وتونس في تحدي القراءة العربي للعام الخامس على التوالي تؤكد أهمية الاستثمار في تمكين النشء وتدل على شغف الأجيال الشابة بالمعرفة واستكشاف المزيد عن العالم بعلومه وآدابه وثقافاته المختلفة.

، منوّهة بتضافر جهود الجهات الرسمية والمؤسسات التعليمية والكوادر الإدارية والتدريسية وأولياء الأمور في تعزيز وصول تحدي القراءة العربي إلى موقع المبادرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية.

وهنّأت الكندي الفائزين الذين تم تتويجهم حتى الآن على مستوى الجزائر وتونس تمهيداً للتصفيات النهائية التي ستختار بطل الدورة الخامسة من تحدي القراءة العربي، مؤكدة حرص القائمين على التحدي على الوصول إلى المشاركين في كل مكان رغم جائحة (كوفيد19) وتداعياتها التي أصابت مختلف دول العالم، لإثراء تحصيلهم المعرفي وتسهيل مشاركتهم مهما كانت التحديات والظروف.

أبطال أوروبا

كما كشفت إدارة تحدي القراءة العربي على مواقع التواصل الاجتماعي، أبطال التحدي في خمس دول أوروبية هي: بريطانيا وهولندا والنرويج وفرنسا وبلجيكا.

حيث نجح الطالب عادل باسل الشماط (13 عاماً)، من بريطانيا، في اقتناص اللقب، وهو الذي وجد في جده مصدر إلهامه، لما يتمتع به من تسامح واجتهاد، وما يعتمر قلبه من حب للناس. عادل قرأ الكثير من الكتب، التي أهلته لأن يكون على رأس القائمة، حيث اختار عادل الغضبان، كاتباً مفضلاً لديه، وذلك لما تحتويه حكاياته من متعة كونها مستوحاة من ثقافات شعوب الأرض، بينما ضمت قائمة كتبه المفضلة كل من «قصة سيدنا سليمان»، و«جحا فيلسوف»، و«طالوت وجالوت» و«أصحاب الأخدود».

بعد إنجازه لنحو 40 كتاباً، نجح الطالب يامن الحلبي، في اقتناص لقب «بطل النرويج»، حيث وقف يامن ابن التاسعة من العمر، في ظل راية المعرفة والقراءة، وهو الذي اختار «الوفاء بالعهد» كونه واحداً من أبرز الكتب المفضلة لديه، بينما كان بلقاسم بن حميدة، كاتبه المفضل، لما يتميز به أسلوبه من تشويق، وقدرته على طرق مواضيع مهمة جداً، في نظر يامن.

في الوقت ذاته، كانت الطالبة فرح الأيوبي، على موعد مع اللقب، بعد أن أنهت قراءة 50 كتاباً، أهلتها لحمل لقب «بطلة التحدي في هولندا». فرح التي تقف حالياً على عتبة عامها التاسع، وجدت في أسلوب الكاتبة سمر محفوظ براج، التشويق، كما اتخذت من والدتها مصدر إلهام لها، أما قائمة كتبها المفضلة فضمت كلاً من «ما أحلى النوم»، و«سر الحياة»، و«مفاجأة الساعة»، و«حكايات عمو محمود».

من فرنسا، أطلت الطالبة بيان حسام عيدي، واستطاعت أن تتجاوز رفاقها، الذين نافسوها على اللقب، لتتمكن من الظفر به، بعد نجاحها في إنجاز 75 كتاباً، اختارت منها القرآن الكريم، ليكون مصدر إلهامها، ومنبع ما تتمتع به من طاقة متجددة تحفزها على التعلم. بيان الواقفة على عتبة الـ 12 عاماً، اختارت «خواطر 2» و«كتاب لكل فتاة» ضمن قائمة كتبها المفضلة، والتي وضعتها إلى جانب كتابي «لنفكر بذكاء» و«الدجاجة التي حلمت بالطيران».

25 كتاباً قادت مريم يوسف الستاي إلى الجلوس على عرش التحدي على مستوى بلجيكا، وأن تتوج باللقب، وهي التي آمنت بأن «الحكمة ضالة المؤمن»، مريم التي يتملكها دائماً الفضول للاستكشاف والتعلم، اختارت كتابي «خواطر شاب» و«البلبل» ضمن قائمة الكتب المفضلة لديها، والتي وضعتها إلى جانب كتاب «عليسة مؤسسة قرطاج» و«صممت في فكري اختراعاً» و«أبو صير وأبو قير».

مكانة العربية

وواصل تحدي القراءة العربي، الذي أطلقته مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، استقطاب المزيد من المشاركين من مختلف أنحاء العالم، لما فيه ترسيخ مكانة اللغة العربية، وتكريس ثقافة القراءة كممارسة يومية، ودعم المحتوى العربي، وفتح آفاق للحوار والتواصل والانفتاح على العلوم والآداب والثقافات الإنسانية المتنوعة.

 

Email