«صيادو الكمأ» يوثّق حياة الصيادين وكلابهم

صيادون طاعنون في السن وكلابهم في رحلة صيد | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأ موسم الكمأ وهناك قريباً فيلم وثائقي جديد يوثق حياة مجموعة من الرجال الطاعنين في السن، هم آخر صيادي الكمأ الأصيلين في أوروبا، ويحاول في سياق ذلك التقاط جانب من الحياة الأوروبية على وشك الاختفاء سريعاً.

صيادو الكمأ تم عرضه في مهرجان الأفلام هذا الخريف في أنحاء القارة من سان سيباستيان بإسبانيا الى زوريخ بسويسرا. وهو يلاحق مجموعة من الرجال المسنين كانوا يصطادون الكمأ مع كلابهم طيلة حياتهم، على خلفية حكاية ترتبط بقرية بيدمونت في إيطاليا. فأولئك الرجال يبحثون عن كمأة بيضاء نادرة تنمو أساساً في تلك المنطقة من إيطاليا، وهي الأكثر غلاء في العالم حيث لم يتمكن أحد من زراعتها. يصطادون في الليل مع كلابهم، مستخدمين المعرفة التي توارثوها عن أجدادهم، وهم آخر الصيادين الأصيلين.

ثلاث سنوات

واستناداً إلى موقع «يورونيوز»، كان مخرجا الفيلم، مايكل دويك وغريغوري كيرشو، قد تعثرا بأولئك الصيادين أثناء عطلة في المنطقة مع عائلاتهم. ولكن إنتاج الفيلم استغرق منهم ثلاث سنوات، والسبب يعود لصعوبة العثور على صيادي الكمأة الفعليين، فأولئك يرغبون في البقاء مجهولين.

هم لا يخبرون زوجاتهم وأطفالهم عن مكان الكمأ، ولا يعترفون إذا عثروا على كمأ، يذهبون يهيمون عشر ساعات في الليل والبرد مع كلابهم ويعودون، ويفعلون ذلك حباً بتلك الرياضة وكلابهم أيضاً.

اثنان منهم، آلدو بعمر 86 عاماً وريناتو بعمر 90 عاماً، صديقان منذ 80 عاماً ولم يقسما يوماً المواقع السرية للكمأ، ذلك أن موقع شجرة ينتج كمأ في سنة في موقع معين، من المرجح أن ينتج كمأ بالحجم نفسه في العام المقبل. وبالتالي يحتفظون بالخرائط والأنظمة التي تتيح لهم تعقب الكمأ ومتى زهر عاماً بعد عام.

توثيق القصة

وتظهر في الفيلم غابات بيدمونت الساحرة وقد تجمدت في الزمن، وقد منح جيل المسنين الطاعنين في السن الفيلم إلحاحاً لتوثيق قصة المنطقة، والطريقة التي يرتبطون فيها بالعالم وماضيهم ومجتمعهم والطبيعة. فتلك الأشياء الصغيرة يجري نزعها ببطء من أرواح العديد حول العالم.

يقول دويك قد يظهر جيل آخر من محبي صيد الكمأ، ولكنه لن ينشأ بالطريقة نفسها، فكبار السن يقومون بالبحث للمتعة لا المال، فيما هناك سوق مزدهر سري للكمأة البيضاء النادرة التي قد يصل سعرها إلى 5 آلاف يورو للكيلو. وقد سمع بوجود سوق سري للكمأ في الساعة 3 صباحاً في يوم معين في بلدة معينة، يبقى الشيء المثير بنظره هو تلك الكمأة البيضاء التي لا يمكن زراعتها، أو العثور عليها إلا في الطبيعة وفي ظروف مناخية محددة للغاية. وفيما عدد كبير من الصيادين يحبون حل لغز الكمأة البيضاء وزراعتها وقد حاولوا ذلك، فإذا حدث ذلك سيصبح بإمكان الناس تناول الكثير من الكمأ فيما سيختفي هذا العالم للأبد.

Email