شهد المزروعي.. الكتب نوافذ نطل منها على العالم

شهد المزروعي وشقيقها سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

لها من العمر 11 عاماً، منذ نعومة أظفارها تعودت على الحرف العربي، وطوعت لسانها ليكون ناطقاً بلغة فصحى، تطرب بها آذان كل من يسمعها، وهي التي أبحرت كثيراً في روايات الأدب العربي، متوسدة على ذاكرتها، التي لا تزال حافظة لتلك اللحظات، التي تسرد فيها والدتها على مسامعها بعضاً من «حكايات ما قبل النوم». إنها الطالبة شهد سالم المزروعي، التي اعتلت بفضل ما أنجزته من قراءة للكتب، المرتبة الثالث في تحدي القراءة العربي 2020 على مستوى الإمارات، لتقاسم شقيقها سلطان، حامل لقب «بطل الإمارات» للدورة الخامسة، شغف القراءة وحب التعلق بالكتاب. في مضمار القراءة نافست شهد أخاها، ولا يكاد الحوار بينهما يخرج عن إطار صفحات الكتب، التي قاموا بقراءتها، فشهد، كما قال الأديب عباس محمود العقاد يوماً، وجدت في «الكتب طعام الفكر»، كما تمكنت من خلالها من تشريع نوافذها على العالم أجمع.

المركز الثالث

تربع شهد على المركز الثالث، كان بمثابة وسام على صدرها، وهي العاشقة للأدب العربي. تقول شهد: «منذ صغري تعودت على حب الكتاب، وبدايتي معه كانت عندما كنت في الثالثة من العمر، حيث دأبت والدتي على قراءة القصص لي ولشقيقي، وهو ما عزز فينا حب التواصل والاستمرار في القراءة، التي اعتبرها بمثابة «نوافذ» نطل منها على العالم الآخر، ونبحر من خلالها في عوالم الخيال، ونتعرف على الفكر الإنساني على اختلاف أشكاله، ومنابته». وأضافت: «كلما مضينا أكثر في العمر، كان حب الكتاب يتعزز في نفوسنا، ولعل ذلك ما دعانا إلى خوض غمار المنافسة في تحدي القراءة العربي، والتي اعتبرها واحدة من أفضل المبادرات، التي مكنت الأجيال العربية من رفع لواء القراءة، وهي المبادرة التي حفزتنا جميعاً إلى اللجوء للكتاب، ليكون منارتنا نحو المستقبل». وأشارت إلى أنه «من خلال مجموعة الكتب التي أنجزتها خلال الفترة الماضية، أصبحت أدرك تماماً أنه لا يمكن أن يكون هناك حضارة من دون قراءة».

أبرز الكتب

كتاب «قصتي» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كان واحداً من أبرز الكتب التي ألهمت شهد، ليتربع هذا الكتاب على رأس قائمة الكتب المفضلة لديها، وتقول: «أذكر عندما كنت أقرأ كتاب «قصتي» لصاحب السمو نائب رئيس الدولة، أنني كنت أتبادل القصص مع شقيقي سلطان، حيث كنا نتناقش كثيراً في القصص والأحداث التي باح بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في كتابه، حيث مثل ذلك بالنسبة لنا، نافذة أخرى على تاريخ دولتنا وموروثنا وقيمنا ومجتمعنا».

أكثر من 250 كتاباً أنجزتها شهد خلال العام الجاري، لم تكن مقتصرة فيها على مجال واحد، فمن خلالها أبحرت، وفق قولها، بعديد المجالات من اقتصاد وسياسة وأدب وأخرى، لتميل كفة شهد نحو الأدب الروائي، وقالت: «كل شيء يستهويني في الكتب، فالقراءة بالنسبة لي كالخيال، والتنوع فيها جميل، يبعدني عن الإصابة بالملل، وبتقديري أن جمال القراءة لا يكمن في اسم الكاتب أو الكتاب، وإنما في قدر الاستفادة مما نقرأ».

الأدب الروائي

«اللص والكلاب» و«ثلاثية نجيب محفوظ» كانت على رأس كتب الأدب الروائي، التي أغرت عين شهد، وكذلك هي كتابات الجاحظ وابن خلدون والعقاد، وأيضاً غسان كنفاني، حيث وجدت في «رجال في الشمس» أدباً روائياً إنسانياً، وحكاية فاتنة، كما وجدت نفسها أيضاً بين دفتي كتاب «ليظمئن قلبي»، لتكتشف معان الحب المختلفة. وتقول: «إن قدر لي أن أشكر أحداً، فشكري سيكون للقراءة نفسها، فهي التي ساعدتني على تعزيز ثقتي بنفسي، وأطلقت العنان للساني، وخيالي».

طموح

نحو المستقبل ترمي شهد بنظرها، حيث تطمح لأن تكون «طبيبة»، وتمنت أن تتمكن يوماً من وضع «لمسات الشفاء على قلوب الناس»، وأن تسير على درب الطبيب المصري الراحل محمد مشالي، الملقب بـ«طبيب الغلابة» وقالت: «أتمنى أن أكون طبيبة في المستقبل، وقد زادت الجائحة من إصراري على المضي في هذا الطريق، الذي أطمح من خلاله تمثيل بلادي في المحفل الطبي، وأتمنى أن أكون كـ«طبيب الغلابة» أقدم العلاج والدواء لكل محتاج».

Email