الإمارات حققت إنجازات مهمة في المشروعات الإبداعية جديرة بالاقتداء

«مستقبل الصناعات الثقافية» على مائدة نقاش «الندوة» في دبي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

نظمت ندوة الثقافة والعلوم، اخيراً، جلسة حوارية افتراضية، بعنوان «مستقبل الصناعات الثقافية»، استضافت فيها معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، والباحث السعودي الدكتور عبد الله الغذامي أستاذ النقد والنظرية في كلية الآداب في الرياض، والدكتور محمود ضبع أستاذ النقد الأدبي الحديث جامعة السويس في مصر.

وذلك بحضور ومشاركة: بلال البدور رئيس مجلس إدراة الندوة، وعلي عبيد نائب رئيس مجلس الإدارة، ود. رفيعة غباش مؤسسة ومديرة متحف المرأة في دبي، وأسماء صديق المطوع، ونخبة من المهتمين والإعلاميين.

أدارت الجلسة عائشة سلطان عضو مجلس الإدارة في ندوة الثقافة والعلوم، حيث استهلت الجلسة بسؤال وجهته لمعالي نورة الكعبي، حول استراتيجيات الصناعة الثقافية في دولة الإمارات، وآليات ومنهجيات عمل "وزارة الثقافة" في تطويرها، إذ أكدت معاليها في ردها، أن فكر واستراتيجية الصناعة الثقافية، موجودة في كثير من الدول التي تؤمن بفكرة تنوع الاقتصاد، دون الاعتماد على مرجع واحد، وخلال الثلاث السنوات الأخيرة، أدركت الإمارات أهمية هذا الفكر، من خلال خلوة الثقافة في عام 2018، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث ذكر سموه، أهمية الاستدامة، وضرورة وجود قطاع خاص في وزارة الثقافة والشباب، يختص بهذا الجانب، الذي يعتمد على الفكر والابتكار والإنتاج والتوزيع والنشر والترويج، والمنتجات ذات الصلة بالتعبير الإبداعي وحفظ الإرث، فمجالات الصناعة الإبداعية والثقافية، تضم التراث الثقافي، والكتب والصحافة وفنون الأداء والاحتفالات، والإعلام المسموع والمرئي، والفنون البصرية، والحرف والتصميم والخدمات الإبداعية، وقالت معاليها إن هناك تأثيراً ودوراً ملموساً للاقتصاد الإبداعي في المنظومة الاقتصادية كاملة، استثمرته الإمارات بشكل مكثف خلال السنوات الماضية، منذ أكثر من عشر سنوات، في الحاضنات في المدن الإعلامية، والمدن التي تخص الصناعات الإبداعية والثقافية، ومدن النشر والمعارض، وما تقوم به أيضاً المحليات والجهات الأهلية غير الحكومية في هذا الجانب، وتم إطلاق مؤشر مساهمة الصناعات الإبداعية على الناتج المحلي لدولة الإمارات في عام 2018، بما يسهم في قطاع الثقافة.

تبادل اقتصادي

وتناول الدكتور عبد الله الغذامي مصطلح الصناعة الثقافية، الذي اعترض عليه الكثيرون، ممن يضعون المثل في أذهانهم، مفصولة عن الواقع، فلو قرأ الواقع من بدء ما يسمى أزمنة الثقافة الأولى، والتي ارتبطت فعلياً وعملياً مع الاقتصاد، فالشاعر كان يمدح من أجل الأعطية، والرسام والنحات أيضاً، فهذا تبادل اقتصادي، والحرفيون والفنانون الذي باعوا الجمال للآخرين، فالإنسان منذ أول عهده، تعلم حيلاً للمعاش، وتعلم كل ما يمكن أن يجلب مكسباً، بما فيه الثقافة، حتى مؤلفو العصر العباسي، الذين كتبوا في مقدمات كتبهم، أنه ندبه للأمير أو الوزير الفلاني، فهذا يكفي للقول إن هناك صفقة تبادلية بين الفكر والثقافة من جهة، والمال من جهة أخرى.

وذكر الغذامي أمثلة من الغرب، مثل شكسبير، الذي كتبت مسرحياته، ومثّل فيها ليهرب من الديون الذي تلاحقه، ومن أجل قوته أيضاً، وهوليوود التي استثمرت الملاحم القديمة للعالم كله، وحولتها لأفلام، وجعلتها بضاعة ضخمة ذات قيمة عالية، فكل العالم يذهب لمشاهدة الأفلام الأمريكية، وقبل أن يدفع المال ليشاهدها، أما في فترة ما بعد الاشتراكية، حيث كانت الدولة المهيمنة على كل شيء، وجاءت نوع من الرأسمالية الداخلة في الثقافة، فأصبحت هناك استراتيجيات، لكي يكون هناك مردود، وإن لم يكن المردود قوياً، فإنها تعتمد وسائل أخرى، لتجعله قوياً، كجائزة البوكر العربية، حيث يعمل الناشرون على تنشيط مبيعات الروايات، من خلال قوائم الروايات في الجائزة، حيث تتصدر الروايات أرفف وواجهة المكتبات، خلال فترة الجائزة، منذ الإعلان عن قائمة 36 رواية وحتى تنتهي برواية واحدة، وتتحول الرواية التي كسد سوقها، وبالتالي، سوق الناشر، إلى رواية يتسابق الناس لقراءتها، وأيضاً تحول الروايات إلى سيناريوهات مسلسلات في رمضان، في موضة سائدة في العالم العربي.

حقل جديد

وعن تربية الإبداع، أشار د. محمود الضبع، إلى أن مفهوم الصناعات الثقافية، لم يصل بعد للمتلقي العربي، باعتبار أنه حقل جديد على مستوى التنظير، وإن كان تطبيقياً موجوداً في مراحل ما قبل ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية، فكل شعب لديه جملة من العناصر التراثية المكتسبة على مر العصور، وهذه العناصر تمارس على شكل حرفة أو صنعة أو مهنة، وسنجد في كل دولة ما يقارب ألف عنصر، ممكن أن يدخل في الصناعات الثقافية، وهناك شروط أربعة لإدراج الحرفة أو الفن أو الممارسة الشعبية ضمن الصناعات الثقافية، وهي: أن تكون له خصوصية ثقافية (وأن تكون له أسبقية التسجيل في اليونيسكو، ليحسب العنصر ملكاً للدولة)، ورمزية ثقافية تدل على هذا الشعب لا شعب آخر، وأن تكون قابلة لإعادة الإنتاج في المفهوم المعاصر، بمفهوم صناعة المحتوى (أن ينتج بشكل مكتوب ومصور ومرئي ومسموع..).

حماية

تطرق بلال البدور في مداخلته لإشكالية عدم وجود حماية للمنتج الثقافي، وذكر الفانوس المصري، ذا الصناعة الصينية، والدلة الإماراتية المصنوعة في الهند، وأكد ضرورة حماية التراث، من خلال تشارك وزارة الثقافة والشباب، ووزارة الصناعة، وتوفير الأيدي العاملة لحماية التراث.

بينما عبر علي عبيد الهاملي، عن سعادته بأن تتولى المملكة العربية السعودية، ملف تسجيل فن الخط العربي في اليونيسكو، مع محاولات غير العرب تغيير اسمه من الخط العربي إلى الخط الإسلامي، في محاولة لمحو الصفة العربية من الفن والإبداع، حيث يترأس الهاملي مجلة «حروف عربية»، التي قد تكون المجلة الوحيدة المتخصصة بالخط العربي.

Email