سينمائيون يناقشون صورة المرأة في أفلام الرجل

ت + ت - الحجم الطبيعي

عقدت ندوة الثقافة والعلوم في دبي بالتعاون مع صالون المنتدى جلسة حوارية بعنوان «صورة المرأة في سينما الرجل»، وأدارت الجلسة عائشة سلطان عضو مجلس إدارة الندوة ورئيس اللجنة الثقافية.

وشارك فيها المخرجون نجوم الغانم ونواف الجناحي والسيناريست محمد حسن أحمد والناقدة علا الشيخ، بحضور جمع من المهتمين والإعلاميين. تساءلت عائشة سلطان عن حضور المرأة في سينما الرجل وما هي الأدوار التي سمح للمرأة أن تلعبها ومعايير الاختيار، وهل للأدوار التي تلعبها المرأة دور في الصورة الذهنية أو القولبة الفنية للمرأة سينمائياً، وهل هناك اعتبارات محددة في ذائقة الأفلام وصورة المرأة.

وطرحت عائشة سلطان مجموعة من الأفلام التي كانت المرأة عنصراً أساسياً فيها مثل «احكي يا شهرزاد» و«فتاة المصنع» و«أحلى الأوقات» و«الزوجة الثانية»، وفيلم مريمي البحريني وفي ظل البحر إخراج نواف الجناحي، وهذه النماذج من الأفلام طرحت صورة المرأة بطرق مختلفة. وتساءلت ما هو الهاجس المسيطر على المخرجين الإماراتيين عند تقديم المرأة في أفلامهم، هل تملكتهم رغبة في إبراز الدور التقليدي للمرأة بصورته النمطية، أم كان هناك بحث عن حالة مغايرة.

أفلام تجارية

استهلت الجلسة المخرجة نجوم الغانم التي طرحت الصيغ والشكل الذي طرحته السينما الأمريكية للمرأة في الأفلام وأصبح لها تأثير ومقياس للنجاح، وهي المرأة البيضاء أو الجميلة جداً، وهناك نموذج آخر للمرأة البريئة أو اللطيفة المنكسرة والمهزومة وعرضة لأن تكون ضحية للظروف الاجتماعية التي يصعب التحكم فيها.

حيث ذكرت الغانم أنه من النادر رؤية إمرأة تتحدث مع أخرى في هذه الأفلام عن أمور هامة، حيث يبدو الرجل حاضراً في أغلب الأحاديث، وإن كانت تعمل فمجالاتها هي الرقص والغناء.

وتطرقت الناقدة السينمائية علا الشيخ إلى مراحل تطور السينما العربية التي كانت بدايتها مع أفلام الأسود والأبيض ومن ثم مرحلة الأفلام الملونة، حيث كانت مرحلة الثمانينات هي الفاصلة بين تلك الأفلام ومرحلة الانحدار في طريقة عرض المرأة.

إضافة إلى مرحلة ظهور مصطلح السينما النظيفة في منتصف التسعينيات، وتناولت المحاولات الفردية التي خلقت صورة للمرأة بعيدة عن الابتذال، وساهمت في خلق نموذج في السينما للمراة، فعلى سبيل المثال وفي دول المغرب العربي وتحديداً تونس صدرت صورة للمرأة الحقيقة مهما كانت أدوارها إلا أنها خاطبت العقل دون ابتذال.

ونماذج أخرى مشابهة في المغرب والجزائر، وبالانتقال إلى سينما المشرق في فلسطين ولبنان وسوريا، فكان نموذج المرأة حاضر بأهداف ارتبطت بالوضع الاقتصادي والسياسي وظروف تلك المنطقة، وكذلك العراق، أما سينما الخليج العربي فلا وجود للمرأة كما ذكرت الناقدة الشيخ، فهي كما تصفها تخجل من التعاطي مع موضوع المرأة.

حيث تلجأ السينما الخليجية إلى الحديث عنها في الماضي بصفتها مساحة الأمان، ورغم أن الواقع الإماراتي توجد فيه العديد من النماذج للمرأة التي تبوأت مختلف المناصب، إلا أن النموذج للمرأة يقتصر على المراة الغنية والدلوعة.

وأكد محمد حسن أحمد أن المرأة كانت المحور الأساسي في الدراما الخليجية، وكانت الأكثر حضوراً تلفزيونياً ولكنه حضور مقولب وكان هناك خجل من طرح صورة المرأة وقضاياها إلا أنها كانت حاضرة وببطولة.

أما السينما فهاجسها الأكبر هو صناعة مشهد بصري مستقل، يمكن من خلاله طرح قضية ولكن بشكل مختلف ومغاير، والتركيز الأكبر ليس إقحام المشكلة وإنما تقديم رؤية مغايرة.

محاولات كثيرة

أكد نواف الجناحي أن هناك محاولات كثيرة من المخرجين لبث أفلامهم تلفزيونياً ولكن الهاجس الاستثماري والاقتصادي هو المسيطر، حيث تخشى كثير من القنوات ألا تحقق هذه الأفلام نسب مشاهدة ما يشكل خسارة بالنسبة لها.

ودارت مناقشات حول دور الإنتاج في توجيه صناعة السينما وحضور المرأة القوي في تلك الصناعة، وحجم الإنتاج السينمائي عربياً مقارنة بأمريكا وألمانيا وغيرهما، وسبل النهوض بصناعة السينما من خلال تنشيط المهرجات خليجياً وعربياً.

Email