يتواصل الإبداع المستلهم من كتاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عبر البرنامج الوثائقي الدرامي «قصتي»، الذي تولى إنتاجه المكتب التنفيذي لسموه، وتعرضه شاشات تلفزيون دبي ومنصاته المتعددة.

حيث يتناول البرنامج في حلقته الـ 17، القصة الثامنة في كتاب «قصتي.. 50 قصة في خمسين عاماً»، عبر 7 دقائق من المتعة البصرية، والحكمة التي تسرد قصة «185 عاماً من البحث عن دبي»، لتكشف قواعد دبي غير المكتوبة، والتي تحصد دبي الآن ثمارها الذهبية.
فعن «دانة الدنيا» وأيقونة المدن، دبي، يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «دبي ليست صدفة. دبي هي ثمرة رحلة استمرت أكثر من 185 عاماً، دبي قصة طويلة من الكفاح والتغلب على مخاطر هددت وجودها واستمراريتها، دبي اليوم دانة الدنيا، وستبقى بإذن الله».
ويضيف سموه: «كثيراً ما يسألني الناس بانبهار، لماذا تطلق دبي باستمرار مشاريع جديدة ومختلفة، منطقة للإعلام ومدينة للإنترنت، ومسرعات للتقنية، وموانئ في كافة أنحاء العالم، ومطارات جديدة، وشركات في قطاع الطيران والألمنيوم والعقارات والتقنيات المتقدمة وغيرها، لماذا كل هذا».
ليأتي الجواب بقلم سموه: «الإجابة في دستور دبي غير المكتوب، تنوع المصادر، هو القاعدة الرابعة لنجاح دبي، هو وصية تتوارثها الأسرة الحاكمة، هو الضمان أن ما وصلنا إليه بعد رحلة كفاح».
يستهل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، القصة بقوله: «بدأت رحلة دبي مع الشيخ مكتوم بن بطي، في الثلث الأول من القرن التاسع عشر، وهو الحاكم الذي رسخ الإرث الحالي، ووضع حجر الأساس لإمارة دبي، وكان هدفه الأول، جعل دبي مكاناً آمناً لكل سكانها.

ثم خلفه شقيقه سعيد بن بطي، الذي أرسى عدالة مطلقة في الإمارة الناشئة، عامل رئيس في استمرارية دبي، عدالتها مع القريب والبعيد، وجزء أساسي من إرث الأسرة الحاكمة في دبي، هو لا نَظلم، العدالة التامة هي الدرس الأول في دستور دبي غير المكتوب».
علاقات متوازنة
كما سرد سموه جزءاً آخر من تاريخ دبي: «جاءت سنون شداد في عهد سعيد بن بطي، انتشرت فيها الحروب بين القبائل، بين أبناء الدم وأبناء العم. رسخ الشيخ سعيد الأمن الداخلي بقوة، واستطاع إبرام تحالفات مع أبوظبي، وبقية الإمارات الأخرى، العلاقات المتوازنة مع الجميع، والتحالفات المستمرة، هي الدرس الثاني في دستور دبي غير المكتوب».
وذكر سموه: «جاء الشيخ حشر بن مكتوم في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث استمر حكمه سبعة وعشرين عاماً، شهدت خلالها دبي مزيداً من الاستقرار والتمكين».
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «في عام 1886، خلفه الشيخ راشد بن مكتوم على حكم دبي، ثماني سنوات، عمد خلالها إلى تعزيز استقرار دبي أمنياً واقتصادياً. ومن بعده، جاء مكتوم بن حشر، الذي استلم مقاليد الحكم أواخر القرن التاسع عشر، وكان صاحب نظرة اقتصادية عبقرية، حيث حققت دبي في عهده ازدهاراً اقتصادياً لافتاً، مرسياً قواعد التجارة والاستثمار فيها».
وأضاف سموه: «نتيجة لسياسة مكتوم بن حشر التحريرية، تدفقت البضائع الهندية إلى ميناء المدينة، وباتت دبي خلال فترة وجيزة، مركز الخليج لإعادة التصدير إلى الموانئ والأسواق المجاورة، وسرعان ما انتقل عدد كبير من تجار الخليج الرئيسيين إلى دبي، واتخذوها مقراً إقليمياً لهم. وهذا هو الدرس الثالث في دستور دبي غير المكتوب، الانفتاح على الجميع، وتحرير التجارة أمام الجميع، والترحيب بكل من يريد أن يضيف شيئاً لاقتصادنا».
تنوع اقتصادي
ويتابع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «بدأ جدي الشيخ سعيد بن مكتوم فترة حكمه، التي استمرت نحو خمسة عقود، في عام 1912، فشهد سكان دبي في عهده زيادة كبيرة، وازدهرت التجارة البحرية، واستمر الشيخ سعيد في تبني سياسات الاقتصاد المفتوح، وتحرير التجارة من جميع أشكال الرسوم، بما في ذلك الرسوم الجمركية المفروضة مسبقاً على تصدير اللؤلؤ، الذي كان يشكل أكبر قطاع للتجارة حتى ذلك الوقت، إلى أن حلت الكارثة في ثلاثينيات القرن العشرين، بانهيار تجارة اللؤلؤ».
وأضاف سموه: «وقّع الشيخ سعيد في مايو من عام 1937، اتفاقية التنقيب عن النفط مع شركة الامتيازات النفطية البريطانية، وأخفقت الشركة في العثور على النفط، ولكن دبي استمرت في البحث عن البدائل».
بدائل
أشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى البدائل التي كانت تقود للنجاح والتطور، بقوله: «واصلنا التركيز على التجارة بشكل عام، وإعادة التصدير تحديداً، وكان الذهب أهم سلعة يعاد تصديرها من دبي، حيث لعب دوراً حيوياً في إنعاش التجارة في دبي، في الخمسينيات والستينيات. لكنه لم يكن البضاعة الوحيدة التي يعاد تصديرها، لقد كانت وصية جدي لنا، هي التنوع الاقتصادي، وعدم الاعتماد على مصدر واحد، وهي وصية سار عليها والدي، الشيخ راشد».
