تتوهج دبي على دفاتر المثقفين والمبدعين، وهي التي منحتهم بـ«إقامتها الذهبية» أرضاً ثابتة كصخرة قوية، واستقراراً يمكنهم من «حصد ما زرعته أيديهم من حب وأمل وعشق لهذه الأرض»، حتى باتوا يعدون أنفسهم جزءاً من حاضر الإمارة ومستقبلها، وبادلوها مشاعر الحب والأمل.
قائمة طويلة من المثقفين والشعراء ومن بينهم كريم العراقي والتشكيلي محمد فهمي، كرمتهم دبي أخيراً بـ«تأشيرة ذهبية»، ليعيشوا تحت سقفها سنوات طوالاً، مستفيدين من مكرمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، بمنح المتميزين والمواهب «تأشيرة ذهبية»، حيث عبر بعضهم لـ«البيان» عن سعادتهم بالمكرمة، التي عدوها «وسام تقدير على صدورهم»، وعبروا عن شكرهم وامتنانهم لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مؤكدين أن سموه خير راعٍ ومحفزٍ للإبداع والمبدعين.
حصاد
تحت سقف دولة الإمارات، يعيش المسرحي والأديب عبد الإله عبدالقادر، منذ 1980، ومن ذلك الحين وحتى الآن، لا يزال يعمل مع أهل الثقافة والمسرح والأدب، وهو أحد أولئك الذين توجت جهودهم بـ«تأشيرة ذهبية»، التي عدها «لفتة إيجابية». وقال: «منذ أن حللت على الإمارات وأنا أعمل مع أهل الثقافة والمسرح، وطلابي في المسرح هم الذين يديرون دفته حالياً». تلك المكرمة أشعرت عبدالقادر بأن ما زرعه أثمر.
وقال: «بلا شك فإن سنوات التأشيرة الذهبية العشر، تمنحني شعوراً بالإيجابية والبقاء والانتماء إلى الإمارات التي أعدها بلدي الثاني»، مضيفاً: «الإمارات بلد عزيز على قلوبنا، ونعد أنفسنا جزءاً منه، وأشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات على هذه اللفتة الجميلة».
أما الشاعر والإعلامي حسين درويش، فعد أن «التأشيرة الذهبية لفتة تقديرية من الدولة لمن ينتمون للساحة الثقافية والإبداعية». وقال: «هي تكريم لنا ولمثقفي الساحة من العرب على جهدهم وعطائهم في سبيل إثراء الساحة الثقافة والإبداعية المحلية».
وتابع: «حصولنا كمثقفين فاعلين على الساحة على هذه الإقامة، يبث فينا شعوراً بالاستقرار ويحفزنا على البقاء في أرض الدولة التي نحمل لها في قلوبنا الكثير من الحب والاحترام، ونحن الذين سكنا أرضها منذ عقود وعملنا في مؤسساتها الإعلامية والثقافية سنوات طوالاً، حيث باتت الإمارات جزءاً من تكويننا الإنساني والثقافي». ونوه درويش إلى أن هذه الخطوة كفيلة بإنعاش الساحة الثقافية المحلية، ورفدها بدماء جديدة.
انتماء
في تاريخ الإمارات وسير شعرائها وأدبائها، جال الشاعر والباحث العراقي مؤيد الشيباني طويلاً، فكان نتاجه نحو 25 كتاباً، وهو الذي سكن ولا يزال في رحاب المؤسسات الثقافية سنوات، الشيباني عبر عن سعادته بهذه اللفتة، وقال إنها «ساهمت في استقراره ورفعت من وتيرة استعداده لمزيد من العطاء والاندماج خدمة للدولة والساحة الثقافية المحلية».
وعد «التأشيرة الذهبية» مكرمة جاءت في وقتها، مؤكداً إنها «تساهم كثيراً في تحفيز المثقف والمبدع على العطاء، والاستمرار في البحث ورفع مستوى المعرفة، وهي أمور أعدها غالية الثمن، وبالتالي فهذه الإقامة تساهم في استقرارنا جميعاً، للتفرغ من أجل رسالتنا الثقافية، ولذا أتقدم بالشكر الجزيل إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على هذه اللفتة، وهو الشاعر الذي يدرك القلق الدائم الذي يعيشه الشعراء ومدى حاجتهم للاستقرار».
«ليس غريباً على دبي التزامها مبدأ العطاء، وبهذه المبادرة الخلاقة، هي تعمل على استقطاب الأدباء والفنانين والمبدعين ليتصدروا المشهد الثقافي»، بهذا التعبير، آثر الروائي شاكر نوري البدء بحديثه، مبيناً أن «التأشيرة الذهبية للمبدعين، بمقام اعتراف بالأدباء المبدعين وبإنتاجهم الأدبي والفني».
وقال: «هي تكريم للإبداع، حيث تمكن المبدع من المساهمة في الحراك الثقافي الذي تقوده الإمارات، كما أن التلاقح الثقافي بين الأدباء المواطنين والمقيمين سيخدم البلد الناهض والمزدهر وهو يشق طريقه نحو التفرد في كافة المجالات».
وقال: «نحن محظوظون بأن يكون صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، باني نهضة دبي، من المؤمنين بدور الثقافة وهو الشاعر الفذ، فالمنتج الثقافي هو أحد روافد البناء في الإمارات».



