«أولاد حارتنا» على مائدة صالون المنتدى الثقافي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ناقش صالون المنتدى الثقافي رواية «أولاد حارتنا» للروائي نجيب محفوظ بمناسبة الذكرى الـ14 لوفاته، بحضور عدد من المثقفين والمهتمين، حيث استهلت عائشة سلطان الجلسة بالحديث عن نجيب محفوظ الذي يعد أكثر الكتاب العرب غزارة في الإنتاج، وتجاوزت مؤلفاته من الكتب والرواية والمسرحيات والسيناريوهات 360 عملاً، حتى وفاته عام 2006، عن عمر ناهز 94 عاماً ونال على إثر هذه الأعمال الكثير من الجوائز والأوسمة، توجتها جائزة نوبل عام 1988، والتي تعتبر الأفضل لمسيرته الأدبية الحافلة، وكانت جائزة مستحقة ذهبت لمن يستحقها، وهي التي قادت لمحاولة اغتياله عام 1995، على يد شابين من الجماعات التكفيرية بسبب روايته «أولاد حارتنا»، ونشرت على حلقات في صحيفة «الأهرام» وطبعتها عن طريق دار الآداب.

عمق

وشارك في الجلسة الكاتب محمد شعير الذي تناول رواية نجيب محفوظ، وقال خلال حديثه إن هذه الرواية موضوع الجلسة هي أكثر روايات محفوظ التي كتب عنها نقدياً، وأضاف أن أعماله أشبه ببحر من الرمال يغوص فيه القارئ كلما تعمق أكثر ويكتشف الكثير من الأشياء، وخلال تتبعه للمعلومات حول الرواية اكتشف الكثير من الأمور التي لم تكشف أو تقل حولها، حيث قرأ في أحد لقاءات نجيب محفوظ أنه اتفق مع مجلة الإذاعة لنشر حلقات الرواية، إلا أنها نشرت عبر صحيفة الأهرام، واكتشف أن الهجوم الذي تعرضت له الرواية من مجلة الإذاعة، إضافة إلى الأطراف الأخرى التي شنت عليه الهجوم من السياسيين والمتطرفين الذين رأوا أنها تسييء للأديان، إضافة إلى جهات أخرى كثيرة تآمرت عليه مثل الأدباء الذين شعروا بالغيرة والسياسيين الذين قرؤوا الرواية من منظور مختلف.

وبالتطرق لتاريخ النقد والرقابة في الأدب نرى العديد من الأدباء تعرضوا للاغتيال أو شوهت سمعتهم أو فقدوا وظائفهم بسبب أعمالهم الأدبية، لكن نجيب محفوظ تعرض لكل هذه الأمور، حيث فقد وظيفته، وتعرض لمحاولة اغتيال، وشوهت سمعته، حيث كاد أن يفقد حياته بسبب هذه الرواية، لذا قد نعتبر هذه الرواية هي الرواية الرمز في العالم العربي.

وقالت هالة شوقي أحد ضيوف الجلسة، خلال مشاركتها، عن منع الرواية، إنها قرأت الرواية ثلاث مرات، وشعرت بالانبهار خلال قراءتها للمرة الأولى، حيث كانت ممنوعة في مصر وقرأتها خارج مصر، وأكدت أن كل قارئ من حقه أن يفسر الرواية من مفهومه، لذا فهي لا تستحق المنع، وأضافت أن المفتي الذي منع نشر الرواية في عام 1959 هو نفسه الذي صرح بأن يعاد طبعها وتوزيعها، دون أن يحكر تفسيرها في جانبه الديني، حيث أضاف الكاتب نجيب محفوظ العديد من الصفات الإنسانية على الشخصيات في الرواية، وهذا يخرجها من كينونة الدين التي وضعتها في خانة المنع، وفي النهاية للكاتب الحق في كتابة ما يرغب في كتابته.

Email