صهيل العاديات.. قصائد محمد بن راشد نقش على صخرة الخلود

ت + ت - الحجم الطبيعي

في قراءة أدبية لقصائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يطل علينا الأستاذ الدكتور محمد عبدالرحيم سلطان العلماء في كتابه «صهيل العاديات»، مستعرضاً في هذا الإصدار 22 قصيدة من درر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، التي استمدت روحها ومضمونها من الخيل، التي تحظى بحضور عميق في وجدان وفكر سموه.

دلالات

استهل المؤلف قراءاته في قصائد «فارس العرب»، بقصيدة «العاديات» التي تميزت بالدلالات العميقة على إحساس سموه بالخيل، في رؤية دينية مستلهمة من تكريم الله سبحانه وتعالى الخيل بالقسم بها في القرآن الكريم، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «معقود في نواصيها الخير»، وصفها سموه في هذه الأبيات:

حـبْ الرِّمَــكْ يجــري بشـراييني

آحبِها وآحــبْ طاريهـا

أقسم بها الرحمن في كتابه

سبحانه ابعلمه مسوّيها

وتناول «صهيل العاديات»، مسيرة الخيل وتاريخها في المحافل الدولية الرياضية، وإنجازاتها التي وضعت الإمارات على عرش البطولات، ويأتي «كأس دبي العالمي»، أحد أبرز الأحداث العالمية في هذا المجال ليشغل العالم ويحمل بصمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فكان المجد الذي جناه سموه للإمارات.

إبداع

ومن خلال هذه القصائد الاثنين وعشرين، تكتمل صورة الإبداع التي تعكس تجربة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مع عالم الخيل، في محتوى فني وجمالي ثري وعميق، ومهما كتب الشعراء في وصف الخيل وإحساسهم به، فلا أحد سيكتب بتجربة وجدانية توازي تجربة سموه الذي صور العلاقة بأسلوب مدهش يتضح جلياً في قصيدته الشهيرة «عالم الخيل»، لما فيها من بوح خلاب وإحساس مرهف وأفرد لها الكاتب مساحة خاصة في هذا الكتاب.. ويقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مطلعها:

مِـــنْ عَــلَّـمْ الخيلْ أنْ بإسـمي تـنـاديـني

وأنِّــــي إذا جــيــتْ مِ الــبِـعـدْ إتِّـلَـقَّـاني

تــفـرَحْ بـقـربـي وتـمـازحـني وتـحَـيِّيني

وَإنْ غــبـتْ عـنـهـا عــلـىَ نــارْ إتِّـرَيَّـاني

وتظهر الحفاوة والاعتزاز بالجياد التي يملكها سموه في قصائده، فكتب عنها سموه، فكانت كأنها الصديق الوفي الذي يفهم إشارات سموه ويعده بالنصر وتحقيق الإنجازات. ولم تغب إنجازات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، فقد كانت حاضرة في قصائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث يقول سموه:

إنته على ذوقي رسمتك معاني

وعوّدتني (حمدان) تحقيق الامال

إنته عليك إذا أراهن رهاني

يا سهمي الرابح على كل الاحوال

ولأن «دبي» تحظى بمكانة خاصة في قلب سموه، ولأنها الحاضنة لأشهر سباقات الخيل وهو «كأس دبي العالمي للخيول»، فقد خصها سموه بقافية بديعة منادياً إياها باسمها القديم (الوصل)، إمعاناً في الدلال، فهي منارة في قلب المحيط يهتدي بضوئها السائرون:

طــابـتِ الـوَصـلُ فـالـمدىَ أفــراحُ

وهَــفَـتْ صَــوْبَ أرضـهـا الأرواحُ

ومن قصيدة «العاديات»، التي كتبها سموه رداً على قصيدة نجله سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، تعبيراً عن روح الفروسية التي تسكن قلب سموه، يبحر المؤلف في عوالم أخرى في قصيدة «عالم الخيل»، التي ترجم فيه سموه ارتباطه الوثيق وحبه المكنون للخيل العربية الأصيلة.

وبالغوص في منافذ إبداعية في قصائد سموه تعكس رؤية سموه للحياة وتعبر عن إحساسه في قصيدته «خيل الليالي»، وتصف أخلاق الفرسان وشجاعتهم وصدقهم. وينتقل بنا الكاتب الدكتور محمد العلماء إلى الرقة والرهافة حين يكتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بلغة الحب في قصيدة «مسار»، وهو خيل سموه الذي حقق إنجازاً فريداً، استحق أن يخلد بقصيدة.

معاني التحدي

وتتجلى معاني التحدي والبحث عن النادر في قصيدة سموه «فراسة وفروسية»، التي وصفها المؤلف بأنها لا يقتنصها إلا الشاعر المبدع، وتأتي قصيدة «أكدايان وفيرونا»، لتؤكد على أهمية التفوق الدائم وتحقيق المراكز الأولى.

ونظراً لمكانة المرأة الفارسة ودورها الريادي في عالم الخيل وفي التفاتة ذات دلالات رائعة كتب سموه قصيدة «إلى الفارسة»، لنبحر أيضاً في فوز وإنجاز آخر سطرته الكلمة الشعرية في قصيدة سموه «الفوز والناموس»، كتبها سموه لخيله «دبي ميلنيوم» احتفاءً بفوزه، وقصيدته «لم ترى»، التي مدح فيها سموه أحد جياده، وتتوالى قصائد سموه التي اختارها المؤلف بعناية تتالت عناوينها كالتالي: «اليمامة»، «يا سهمي الرابح»، قصيدة «المحاورة»، «كأس دبي العالمي»، «كأس دبي العالمي 2»، «أمة الخيل»، «تناغم»، «ثندر وحمدان»، «الفوز العجيب»، «انتصار»، «تحد».

Email