الكوني يستعرض أهمية العودة للتاريخ في جلسة «الملتقى» ›

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال الروائي الليبي إبراهيم الكوني، إنه حاول أن يقول في كل أعماله أن الدين هو ترجمة للقيم الأخلاقية بالسلوك.

جاء ذلك خلال حديث الكوني عن روايته «كلمة الليل بحق النهار» في الجلسة الافتراضية التي نظمها صالون الملتقى الأدبي مساء أول من أمس.

كما شدد الكوني على أهمية العودة للتاريخ، وأوضح: إن موقفنا من واقعنا الوجودي لن يكتمل ولن يتحقق، ما لم نستعر من التاريخ الأمثولة لكي نستطيع أن نعي واقعنا ونؤسس موقفنا النقدي من الواقع وكذلك من التاريخ.

ومن جهتها، قالت أسماء صديق المطوع، مؤسسة ورئيسة صالون الملتقى الأدبي: إن إبراهيم الكوني ليس مجرد كاتب أو روائي، بل هو مفكر له رؤية وموقف ورسالة. وأضافت: تعكس رسالة الكوني الإنسانية مقدرة استثنائية على بث الرؤية وتطويع النص والبناء الروائي، مما يحثنا على التقصي ويفتح أمامنا ألف باب للسؤال.

وأوضحت: إن «كلمة الليل في حق النهار» كتبت حيث غابت أصوات الضحايا في كتب السيرة والتاريخ. فجاءت الرواية ليس فقط لتمنحهم صوتاً أو تعد لهم مكانة، بل لتعيد قراءة وكتابة الأحداث من وجهة نظرهم. وبينت: إن العمل أبعد من رواية أو سردية تاريخية هو يقدم رؤية عن السلام ورسالة عن المحبة والمعتقدات، ويتساءل عن أسباب الحروب والدمار.

ليتحدث من بعدها الكوني عن العمل قائلاً: في هذه الرواية بطلان أساسييان يبدوان لأول وهلة متعاديين لأن كل منهما يقف في معسكر مضاد، ولكن في الرؤية النهائية الوجودية التي تطرحها الرواية هما في الواقع قرينان، حنش الصنعاني من جهة والكاهنة «داهية» التي تلقب بالملكة الأسطورية في كتب التاريخ لأنها دافعت عن مملكتها في شمال أفريقيا ببسالة، في وجه الغزو الأجنبي.

وأوضح: ليس مصادفة أن تستهويني الشخصية الرائعة المجهولة في التاريخ ليكون رديفاً موضوعياً للبطلة في الجانب الآخر الكاهنة «داهية» كأن الرؤية الروائية تعقد بينهما قراناً روحياً لنبرهن على وجود حقيقة في هذا العالم، وبالنسبة للروائي هذا وحده كافٍ. وأضاف: لاحظت أهمية قراءة التاريخ أو استعادة التاريخ لكي نؤسس موقفنا النقدي من هذا الواقع وكذلك من التاريخ، أما إذا أخذنا التاريخ كما كتب من السلطة فإننا سنضل السبيل نحو الواقع.

وأردف الكوني، قائلاً: حنش الصنعاني، إنسان من الجزيرة العربية ويؤمن بوجود الحقيقة ويؤمن بوجود الله، وهذا وحده كافٍ لكي يضطره إلى دفع الثمن، لأن الدراما دائماً من نصيب العادلين والنزهاء وأهل الحقيقة. وقد عرفنا عبر التاريخ ومن خلال تجربته بأن الأكثر درامية وتراجيدية هم محبو الله، هؤلاء الذين يبحثون عن الحقيقة في هذا العالم.

أخوة وصداقة

قال إبراهيم الكوني عن بطلي روايته: الصنعاني مهندس مساجد قرطبة والأندلس، ومواقفه نابعة من موقف إيماني حقيقي، ولم يذهب إلى شمال الأندلس في سبيل الفوز بغنيمة، هذا النموذج الحقيقي الذي تنصبه الرواية.

وأضاف: أما الكاهنة «داهية» فهي مؤمنة، أما لماذا اخترتها امرأة؟ فذلك لأن العالم القديم كان يعيش في ظل مجتمعات أمومية وتابع: كل الدماء التي أريقت بسبب هيمنة عداوة الإنسان لأخيه الإنسان، فكم هي التضحيات التي دفعتها البشرية لنعيش الحد الأدنى الذي نعيش به الآن من الأخوة والصداقة.

Email