بيثاني كعدي.. أطباق عصرية تنبض بـ «نكهات المتوسط»

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مدونة المأكولات التي تجمع أهم مدوني الطعام والمتخصصين في هذا المجال، قادت خبيرة الطهي الأمريكية من أصل لبناني، بيثاني كعدي، لإعادة اكتشاف المأكولات التراثية ذات النكهة الشرق أوسطية، والتخصص في مكونات وصفاتها وتقاليدها الشاسعة بتنوع مطابخها، وأثمر هذا البحث المكثف عن تجارب عدة موثقة في العديد من الكتب التي أصدرتها خلال مشوارها كواحدة من أهم طهاة العالم من أصول عربية.

ذاكرة بصرية

تؤكد الشيف بيثاني أن المأكولات طالما كانت بالنسبة لها من أهم مكونات اكتشاف حضارتنا وثقافتنا ذات الجذور التاريخية المرتبطة بالأرض وخيراتها، فالجلوس على المائدة العامرة بالأطباق التي تم إعدادها من قبل والدتها وخالتها ومن قبلهم جدتها، هي ذاكرة بصرية مفعمة بالحب والعطاء وتفرد الحواس التي تلتقط نبض النكهات وروائح التوابل المعتقة بأسرار المطبخ الشرق أوسطي استطاع أن يغزو العالم بمذاقته الفريدة، والتي على الرغم موطنها في الولايات المتحدة، إلا أنها كانت محاطة بذلك العشق اللامتناهي لأصالة التقاليد التي حملتها القلوب ودونتها الأمهات في أطباق قدمت للعائلة في كل مساء.

نكهات تراثية

تعتقد الشيف بيثاني أن تلك الأجواء بشكل أو بأخر كانت سبب نمو ذلك الشعور الجذاب نحو ثقافة المأكولات وتقنيات الطهي حول العالم، فكان من الطبيعي جداً أن تكون مهتمة بمدونات الطهي، ومن ثم إنشاء مدونتها الخاصة التي تعتبر منصة لاجتماع المدونين المختصين بالطعام في أوروبا.

واستطاعت خلال سنوات قليلة، أن تؤسس معاييرها الخاصة عبر المنتدى الأول من نوعه في أوروبا، إذ جمع بين الحائزين على الجوائز، والنجوم، والمتحدثين والمحاضرين في مجال الأطعمة، كما استقطب المدونين من جميع أنحاء أوروبا وخارجها وكندا والولايات المتحدة وسنغافورة والبرازيل والهند والإمارات، حيث وصلت أخبار الحدث الأخير الذي نظمته إلى نحو 7.5 ملايين مغرّد على «تويتر» على الصعيد العالمي.

أطباق تاريخية

وترى بيثاني التي لقبت «النجمة الجديدة للمأكولات المتوسطية» و«النسخة العصرية من كلوديا رودن»، أن أكثر ما يميز تقنيتها في تقديم مأكولات شرق أوسطية هو محافظتها على تقاليد المكونات والنكهة في كل أطباقها، والبحث على وسائل معاصرة لتقديمها بوصفها أطباقاً شعبية أصيلة تستحق إبرازها بما يتوافق مع مكانتها لدى شعوبنا العربية، وتمكين العالم الغربي من تذوقها، عبر هذه الخيارات المشبعة والصحية المدونة في تاريخ المنطقة منذ آلاف السنين، ومرت بالعديد من تجارب التحسين وإضافة لمسات ترفع من قيمتها الغذائية ومذاقتها الشهية في الوقت نفسه، فالطبخ بالنسبة لي ليس موضة أو صيحة تنتهي بانتهاء حمى مدونات الطعام على مواقع التواصل الاجتماعي.

الطهي للجميع

تشير بيثاني إلى أن وصفاتها التي دونتها في العديد من الكتب ولاقت رواجاً في أكثر من 30 دولة حول عالم، وترجمت إلى العديد من اللغات، تتمتع بصفة الديمومة، نظراً لعفويتها وبساطتها القادرة على تكوين قاعدة من التفاعل والانتشار من منطلق أن الطهي للجميع، تقول: الطبخ نافذة لاكتشاف القدرات في البحث واختبار نكهات العالم من حولنا، بداية من طبق «التبولة» و«الكشك» وما يتبع ذلك من تحريض على فهم ثقافة المأكولات وتتبع خارطة نشأتها وأصل التسمية وموطنها وغيرها من المعلومات التي دونت في كتابي «المطبخ المجوهر» في عام 2013، وكتاب «الطاولة المجوهرة» في عام 2018، وخلال تلك الفترة وتحديداً في العام 2015 انسحبت من أعمال المدونة لتكريس الجهد لمشاريعي الأخرى المتعلقة بالطهي.

تضيف بيثاني: بعد 10 سنوات من الإقامة في المملكة المتحدة، أمضي وقتي حالياً بين مدينة دبي التي شهدت إطلاق مشروعي الجديد «دايمه»، وبين لندن، وبيروت. وأسافر إلى مختلف الدول لإقامة ولائم خاصة للنوادي الراقية، وتحمل هذه الولائم المتفردة اسم «موسم».

تقاليد الريف

فيما يتعلق بمشروعها الجديد «دايمه» تقول بيثاني: الاسم مستوحى من اللهجة العامية لشكر المضيف والتعبير عن الامتنان لكرمه وسخائه. وتعني في اللغة العربية أن يعاد (الوجبة) مراراً وتكراراً، وتتخطى قائمة الطعام المتوافرة في مطعمي حدود النكهات المحلية وتتألق بأطباق متوسطية ذات سحر خاص، حيث تم اكتشاف وصفاتها، خلال جولاتي العديدة في الريف.

Email