جمال حبروش.. منحوتات تجمع القوة والبساطة والجمال

ت + ت - الحجم الطبيعي

يسعى الفنان الإماراتي جمال حبروش السويدي، للعمل على تطويع المعدن، ليكون مادة فنية مختلفة، تحمل جمال الشكل والألوان، إضافة إلى خلق مفهوم بصري مختلف، يجمع القوة والبساطة، القوة في صلابة المعدن، والبساطة في انحناءات العمل الفني، الذي يعطي المشاهد مدلولات على مشاعر الحب والقوة، والاختلاف في التفكير، وتبرز أعمال الفنان في كثير من الأماكن، وهي في الأغلب ثلاثية الأبعاد، وتتميز بشكلها المعاصر.

مفاهيم تاريخية

ولكن كيف يستلهم أفكار أعماله الفنية، يقول الفنان جمال حبروش السويدي لـ «البيان»: يتأثر عملي بعلاقتي الوطيدة مع البيئة المحلية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وما تنطوي عليه هذه العلاقة من مفاهيم تاريخية. وأخرى ناشئة مرتبطة بالتعبير والازدهار، حيث أعمل على تجسيد هذه الرابطة العميقة بترسيخ الابتكارات اللانهائية، وأنا إذ أقوم بذلك، إنما أمهد الطريق نحو تعبيرية التجسيم، والتجريد الموحد لتراث العناصر الفنية المصورة وفق جماليتها الخاصة، والمجسدة بشكل مثالي، بوصفها تمتلك قيماً معاصرة خاصة بها.

مقتنيات عامة

وفي هذا السياق، فإن عناصر مختلفة، كالبحر والجبال، الصحراء وكائناتها، السفينة وعوالمها، كلها تندمج وتنصهر مع الحروف التي تنشأ من إيقاع الواقع. توجد الكثير من الأعمال ضمن المقتنيات الخاصة والعامة عالمياً، مثل المتحف الأولمبي في سويسرا، المتحف الوطني الصيني، مطار دبي الدولي، منظمة الدول المصدرة للبترول، المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لوبسيون فونديشن ألمانيا، المنظمة البحرية الدولية في لندن.

وعن صعوبة التنفيذ في «النحت»، يقول: بصراحة يواجه الفنان صعوبات كثيرة في تنفيذ الأعمال النحتية، لأنه يتعامل مع شكل ثلاثي الأبعاد، وبعدة مواد، خصوصاً مادة البرونز. الصعوبة الثانية التي تواجه الفنان، أسميها صعوبة البحث في تنفيذ عمل نحتي معين، حيث يتطلب الأمر من الفنان، البحث والقراءة لساعات طويلة، لكي يتمكن من ترجمة فكرة معينة في عمل نحتي، ويحكي العمل الفني بعنوان «المضخة»، توثيق جهود المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تحدي الزراعة في الصحراء، والعمل مستلهم من مضخة الديزل، التي كانت تضخ الماء لري الأرض في تلك الفترة، كما يوجد في أعلى العمل الفني، بكرة سينمائية، في مدلول على أن هذه المضخة، كانت تروي الأرض، والآن تروي وتسجل قصة المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، كما يرمز العمل الفني «حب»، إلى رسائل الحب إلى كل العالم، التي ستحضر إكسبو، ومكان العمل، هو أمام مقر إدارة إكسبو 2020.

الخط العربي

ويركز الفنان حبروش منذ فترة، على أحرف الخط العربي، ويقول: كنت أحب اللغة العربية والكتابة بها منذ الصغر، حيث إنني كنت أستمتع بشكل غير طبيعي بجمالية هذا الخط الراقي والجميل. دراستي لفن الخط العربي، وتأثري بهذا الخط الجميل، وخصوصاً الخط السنبلي، قادني إلى توظيف وتجسيم الحرف، وتجريده للوصول إلى عمل رمزي، تستطيع العين أن تقرأه قبل اللسان، حيث يبعث انعكاسات العناصر الجمالية والفلسفية المختلفة، مع القدرة على التأثير في المشاهد، لما يحويه من رسائل ومعاني وقيمة للحياة.

العالم الغربي

وأشار حبروش إلى حب اقتناء الأجانب للحرف العربي، ويقول: الفنان الإسباني بابلو بيكاسو، يقول «إن أقصى نقطة أردت الوصول إليها في الفن الرسم، وجدت الخط العربي قد وصل إليها منذ أمد بعيد». للحرف العربي بصمة كبيرة عند العالم الغربي، سواء كان الشخص معجباً أو مقتنياً، لذا، الكثير من الأجانب، هم من مقتنو الخط العربي، فبساطة تكوين العمل النحتي للحرف العربي، سهل قراءته بالعين.

رمزية الحروف

يعتمد الفنان جمال حبروش على رمزية الحروف للوصول دائماً إلى تجسيم الحرف، والتعرف إليه من خلال الناس الذين لا يتكلمون اللغة العربية. وبالتأكيد، لكل لون معنى ورمز مختلف، ويقول: تهتم المؤسسات الفنية بما ينتجه الفنان، وهذا الاهتمام مختلف من مؤسسة لأخرى، وتوجد الكثير من المؤسسات المقتنية لأعمالي، اهتمامهم أصبح منتظماً ويتتبع مراحل الفنان في حياته الفنية، ليسهل ترجمة هذا التطور للمتلقي، خصوصاً إذا كانت المؤسسة متحفاً فنياً.

Email