استطلاع «البيان»: الفعاليات الثقافية ركيزة أساسية في عودة الحياة بعد «العزل المنزلي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتعاش العمل الثقافي والفني يدل على استقرار المجتمعات، هذا ما أكدته التجربة الإنسانية عبر تاريخها، ولأن دولة الإمارات أولت العمل الثقافي أهمية كبرى من خلال مؤسساتها التي تنظم العديد من الفعاليات على مدى العام، استطاعت هذه الفعاليات أن تستمر رغم الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس «كورونا» المستجد، ولكن بطريقة مختلفة، إذ أصبحت الفعاليات والتواصل مقتصرين على منصات التواصل عبر الإنترنت، وهذا ما يدل على السرعة في التفاعل مع الواقع الجديد.

والآن، مع بدء عودة الحياة ضمن منظور جديد، تنتقل الإمارات إلى مرحلة جديدة، وهي التعايش مع جائحة كورونا، ضمن خطة استراتيجية تتطلب من المجتمع الحفاظ على الإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي، ويعد هذا الإجراء إنجازاً بعد فترة من الالتزام في البيت، وهو ما سيؤثر في إيقاع المجتمع بكل تفاصيله بما فيها الثقافية، وهو ما أكده استطلاع البيان الأسبوعي الذي تطرحه «البيان» على القُراء، عبر الموقع الإلكتروني وفي حسابها على «تويتر»، إذ جاءت نتائج سؤال «هل تعد الفعاليات الثقافية ركيزة أساسية في عودة نبض الحياة والإبداع؟» دالة على أهمية هذا الجانب، إذ وصلت نسبة من صوتوا بـ«نعم» إلى 66 % على حساب «البيان» في «تويتر»، مقابل 34 % صوتوا بـ"لا"، وبلغت نسبة من صوتوا بـ"نعم" على الموقع الإلكتروني 63 %، و37 % أجابوا بـ "لا".

انتعاش قالت الشاعرة الهنوف محمد، نائب الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات: «تعرقلت الأمور الفترة الماضية بسبب جائحة كورونا في جوانب الحياة بكاملها، وأصبح هناك نوع من الارتباك في البيت، فالكل في البيوت».

وأوضحت: «من بين هذا كان علينا أن نستمر بالجوانب الثقافية من منازلنا، وساعدنا على ذلك أن دولة الإمارات مستعدة بالفعل لأي طارئ مستقبلي، وهذا الطارئ ظهر فجأة بدون مقدمات». وأضافت: «بقينا فترة من الوقت لنستوعب كيف نتعامل ثقافياً مع الطارئ بعد أن احتاجت المرحلة الأولى إلى هدوء».

وتابعت الهنوف : «بعض المؤسسات استغلت منصات التواصل، وكان علينا كاتحاد كتاب تحدٍ في جمع جمهور الثقافة الذي يعد قليلاً والمحافظة عليه والتواصل معه، واستطعنا أن نخرج من عنق الزجاجة..أصبح كل الجمهور والكتاب يتواصلون معنا، وأصبحت الحياة تعود كما هي، وبحسب التوجيهات بدأ الناس يعودون إلى مؤسساتهم، وهذا دليل على إمكانية العودة إلى الأنشطة بعد استيعاب الناس لما يحدث، واتخاذ الاحتياطات اللازمة». وقالت: «أقترح أن يكون في كل مؤسسة حضور جسدي وآخر افتراضي».

 

مواكبة التطورات

خليل عبد الواحد، مدير إدارة الفنون التشكيلية بهيئة الثقافة والفنون في دبي، قال: «المسائل الثقافية مهمة، وبدأنا في الآونة الأخيرة مع وجود جائحة كورونا نكتشف العديد من المواقف». وأوضح: «صحيح أن الأنشطة التي فيها تجمعات قد توقفت، لكن في المقابل المراكز الثقافية والفنية تعايشت مع الوضع الراهن واستغلت المنصات الإلكترونية».

وأضاف: «أصبح التجمع عن طريق هذه المنصات لتبادل المعرفة، لدرجة أن بعض المعارض قد تحولت إلى معارض بأبعاد ثلاثية وواقع افتراضي. ويرى المتابع غنى دولة الإمارات بالأنشطة التي أثرت في نمط الثقافة، وهو الدور المستمر».

وقال عبد الواحد: «من الأساس وفرت الحكومة للشعب مواكبة التكنولوجيا الحديثة، بمستوى عالمي، ومع الجائحة كان هناك تواصل للحياة الثقافية من خلال توفيرها عبر البدائل الإلكترونية، واستمرت الحركة الفنية ولم تتوقف، لأن توافر هذه الأشياء للمجتمع يجعله يرتقي ويواصل».

Email