يسعى أسبوع دبي للتصميم، الذي ينعقد في 9 - 14 نوفمبر المقبل، إلى حشد المواهب والطاقات والتجارب الإبداعية لتوثيق اللحظات الإنسانية في زمن الجائحة، تلك التجربة التي عاشها العالم بأسره، وتركت ظلالها على تجارب الفنانين خلال هذه الفترة، كما قادت إلى رؤى وأنماط فنية جديدة، تتطلع للمستقبل، وتوثق لحظات إنسانية في زمن الجائحة؛ وذلك في إطار العودة القوية لمرافق وفعاليات دبي الثقافية، بعد مرحلة التباعد الاجتماعي.

ممارسات إبداعية

وقالت كلوي فيتسو المديرة الدولية لمعرض «آرت دبي»: إن الفنانين في دولة الإمارات أثبتوا أنهم قادرون على التأقلم الإيجابي، خلال الجائحة، وإثراء الحراك الفني عبر منصات التواصل الاجتماعي، عبر العديد من المبادرات الفردية أو المؤسسية، ونحن بدورنا نواصل دعم قدراتهم الإبداعية بحماس كبير، حيث سنطلق قريباً مبادرة جديدة عبر الإنترنت، وموسم جديد من المعارض الفردية للفنانين الإقليميين، ضمن سلسلة Art Portrait، الذي يقدم لمحة عن حياة وممارسة الفنانين في مدنهم.

وتابعت: نحن نهدف إلى مواصلة دعم وتعزيز أفضل ممارسي الفن في المنطقة، ودفع الاهتمام والزخم حول عملهم على نطاق دولي، من خلال هذه التجربة الفريدة عبر الإنترنت، والعودة التدريجية للمعارض الحية سوف يكون على الفنانين المحليين مهمة استكشاف الفنون الإماراتية والثقافات المحلية والتفاعل معها، والذي يمنحه أبعاداً محوريه قائمة على التواصل والاحتكاك في تجارب متعددة التقنيات، التي بدورها تسهم في إثراء الحوار بين الأنماط الفنية الاجتماعية الجغرافية، إلى جانب دورها الثقافي المجمعي في تقريب الفنون، لتكون في متناول الجميع لفهم مناهجها وتاريخها بوسائل تفاعلية، تشيع البهجة والحماس لدى المتلقي.

إبداعات مستدامة

وأوضح المهندس الإماراتي والمصمم المستقل عبد الله الملا أن التصميم والفنون بشكل عام كانت أحد أهم القطاعات الأكثر توازناً في جميع أنحاء العالم، خلال الجائحة، من خلال التكيف الإيجابي ومحاولة تقديم المبادرات والفعاليات لتوثيق التواصل والرسائل، التي تحث على ذلك. وقال: لقد شهدنا نمو مشاريع التصميم في العديد من القطاعات سواء كان ذلك في الصحة أو الأغذية والمشروبات، كنقطة انطلاق عملي بعد توقف طويل نسبياً. وكوني مصمماً، أتطلع إلى تقديم أعمال تبرز تكييف التصميم واستخدامه كونه أداة فعالة لنمو الحراك الثقافي والإبداعي، والتي تستشرف مستقبل القطاع وتظهر كل منها تفسيراً فريداً للاستدامة، وتطرح مجموعة من القراءات حول ارتباط الفن والفنانين بالوضع الحالي للعالم حولنا، فضلاً عن انخراطهم فيه، ونحن كوننا فنانين سنكون بانتظار توافد محبي الفنون في دولة الإمارات، خلال أسبوع دبي للتصميم 9- 14 نوفمبر المقبل، ونحن متلهفون للقائنا بالعالم مرة أخرى، بنظرة تأمل وإيجابية للعالم الإبداعي بالمنطقة والعالم.

قيم الاندماج

وقالت الفنانة التشكيلية منيرة الصايغ: إنه على الرغم من توقف العديد من المعارض والفعاليات الفني الأكثر شعبية في دولة الإمارات، وفى مقدمتها «ارت دبي» التجمع الأكثر تنوعاً للفنون في منطقة الشرق الأوسط، فنحن كوننا فنانين نعبر مرحلة التوقف هذه بإيجابية أكثر، ونعتبره وقتاً مستقطعاً، يشحن الأفكار ويحفزنا على تجديد رؤيتنا للأعمال المقبلة التي نشارك بها جمهور الثقافة والفنون خاصة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ المجتمعات، التي بكل تأكيد سوف تظهر آثارها النفسية ومشاعرها في العديد من المشاريع، ونلمس من خلالها مجموعة قيم إنسانية أساسية مشتركة بين كل الفضاءات الثقافية في العالم، وينبغي استثمارها والتركيز عليها لتكريس تضامننا عبر رسائلها المفعمة بالإنسانية، حيث تمثل نافذتنا رسالة للانفتاح والاندماج.

تصاميم المستقبل

ويعتقد المصمم المستقل الكويتي مشاري النصار أن الأحداث العالمية الأخيرة حتماً كان لها تأثير كبير على جميع القطاعات، ولكنها لم تمس الجانب الإبداعي والفكري للمبدعين بالمنطقة وجميع أنحاء العالم. وقال: سنة 2020 ما بعد الأزمة ستكون بداية عصر جديد، حيث التصميم والتصنيع والفن ستأخذ مجرى مختلفاً، حيت تفاعل الإنسان للفنون والتصميم سيكون بشكل مختلف، وليس من ذي قبل، المصممون والمعماريون سيواجهون تحديات التصميم للعالم الجديد ما بعد الأزمة، تصاميم تحاكي مستقبل الإنسان على وجه الأرض، ومن جانب آخر كانت دولة الإمارات كانت من أوائل الدول التي قبلت التحدي بالتعايش مع الوباء، وعدم الاستسلام له، ولأننا ما زلنا في ذلك التحدي، فالقرار بمزاولة الأعمال الفنية هم الأصوب، فمن خلال الفنون نستطيع أن نشعل شعلة الأمل ورفع معنويات المجتمع. أسبوع دبي للتصميم يعود كونه أول معرض فني عالمي من بعد الأزمة، وسيكون أول معرض فني يواكب المجتمع «الطبيعي- الجديد». نحن كوننا مصممين ومعماريين وفنانين، متشوقون للمساهمة في أسبوع دبي للتصميم.